المقاومة الشعبية

تكثفت المواجهات المسلحة أمس الثلاثاء، على جبهات القتال في محافظة البيضاء اليمنية إثر هجوم شنته عناصر المقاومة الشعبية على ميليشيات "الحوثي وصالح" واستعادتهم مواقع استراتيجية سقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين. وفي المقابل، واصلت الميليشيات قصف منازل مواطنين في منطقتي الزاهر وذي ناعم، بشكل عشوائي، وأيضاً على مزارع قرويين في قيفة رداع مما تسببت في خسائر مادية كبيرة.

وقال العقيد الركن عبد الله محمد صادق الحميقاني، المتحدث باسم المجلس العسكري بمديرية الزاهر في محافظة البيضاء، لـ"الشرق الأوسط": إن "عناصر المقاومة الشعبية في محافظة البيضاء ما زالوا يواجهون الميليشيات بإمكانيات ذاتية، وحققوا مكاسب كبيرة على الأرض باستعادة مواقع استراتيجية بعد مواجهات عنيفة تكبدت فيها الميليشيات خسائر بشرية ومادية كبيرة، بما فيها جبل كساد الاستراتيجي في الزاهر"، مضيفا أن "الميليشيات تسعى جاهدة لاستعادة الجبل. وكشف أن المقاومة تعد لإنشاء غرفة عمليات من شأنها إحداث نقلة نوعية بخصوص مسألة التنسيق بين المقاومة الشعبية والجيش الوطني والتحالف العربي، معتبراً أن هذا أمر ضروري لتغيير الصورة أمام الجميع وإبراز ما تحققه المقاومة خصوصاً في آل حميقان".

وأكد الحميقاني أنهم على تواصل مع محافظ المحافظة، الشيخ نايف صالح القيسي، مضيفا أن "هناك ترتيبات لتدريب كتيبة من عناصر المقاومة ممن تم دمجهم في الجيش الوطني". وقال إن "هؤلاء سيتلقون تدريبا عاليا في مجال المهارات القتالية وفنون الحرب بما في ذلك كيفية التعامل مع الأسلحة المتطورة بمختلف أنواعها. ودعا الحميقاني قيادة الشرعية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي ودول التحالف العربي إلى سرعة تحرير المحافظة من الميليشيات وإسناد المقاومة الشعبية وعدم الالتفات لمن يريد تشويه صورتها".

وفي تعز، تتواصل المعارك في محيط "معسكر خالد بن الوليد" في مديرية موزع، في ظل تقدم قوات الجيش. ورافق ذلك التقدم شن الميليشيات الانقلابية أمس، هجوما مباغتا على مواقع الجيش الوطني والمقاومة في الأقروض بمديرية المسراخ، جنوب المدنية، اندلعت على أثرها مواجهات أُجبرت فيها الميليشيات على التراجع والفرار بعد سقوط قتلى وجرحى، كما أحبطت قوات الجيش الوطني محاولات تسلل إلى محيط تبة الصياحي وأكمة أعلا، غرب المدينة.
واستهدفت مدفعية الجيش الوطني التابعة للقطاع الثاني باللواء 22 ميكا في جبهة المحافظة ثكنة عسكرية للميليشيات في حوش القصر الجمهوري، ما كبدها الخسائر البشرية والمادية. وأكد مركز صعدة الإعلامي، في بيان نشره على صفحته في موقع التواصل "فيسبوك"، وصول جثث عشرات القتلى وأعداد من الجرحى الحوثيين إلى عدد من مديريات محافظة صعدة ممن زجت بهم الميليشيات الانقلابية في معارك الساحل الغربي لليمن. وذكر البيان أن أغلب القتلى والجرحى العائدين إلى صعدة من جبهة المخا لقوا مصرعهم إثر قصف طيران التحالف العربي، وأن بعضهم لم يصل لجبهات القتال حيث قتلوا ضمن التعزيزات التي يستهدفها الطيران في غاراته على الميليشيات.

وجه رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر، وزارة المالية بسرعة صرف مرتبات جميع الموظفين المدنيين في محافظة تعز بحسب موازنة الدولة للعام 2014 وذلك بالتنسيق مع وزارة الخدمة المدنية ومحافظ والمحافظة. وقال رئيس الوزراء، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية سبأ، إن "الحكومة صرفت مرتبات جميع الموظفين المدنيين والعسكريين في المحافظات المحررة وتعمل جاهدة على استكمال صرف المرتبات الموظفين في المحافظات التي ما زالت تحت سيطرة الانقلابيين". وشدد على "ضرورة التزام الميليشيات الانقلابية بتوريد جميع الإيرادات إلى البنك المركزي في العاصمة المؤقتة عدن حتى تفي الحكومة بكل التزاماتها تجاه الموظفين وفِي عموم المحافظات دون استثناء".

كما وجه بن دغر بصرف مليون دولار لتغطية الاحتياجات الإضافية لمعالجة الجرحى في محافظة تعز على أن تقوم وزارة الصحة العامة والسكان بالإشراف على صرف المبلغ في ما خصص له، وصرف مستحقات مستشفى الثورة بتعز فوراً. وجاء ذلك بعد أقل من 24 ساعة من دعوة السلطة المحلية في محافظة تعز، وزارة المالية والبنك المركزي إلى الإسراع في صرف مرتبات الموظفين والمتقاعدين العسكريين بشكل منتظم أسوة ببقية المدن والمحافظات المحررة، وتنفيذاً لتوجيهات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بهذا الخصوص.