عدن - عبد الغني يحيى
قُتل 17 حوثيًا وجرح 6 آخرون في حصيلة أولية لغارات شنها طيران التحالف العربي فجر اليوم الأربعاء، استهدفت موقعًا في محافظة صعدة. وزعمت قناة "المسيرة" اليمنية أن غارات التحالف على "سوق علاف" استهدفت فندقا شعبيا "لوكندة" ومحلات تجارية، مشيرة إلى أن عمليات البحث والإنقاذ لا تزال جارية حتى اللحظة.
كذلك قتل 34 مسلحا من جماعة "الحوثيين"، أمس الثلاثاء، في معارك مع الجيش اليمني، في مديرية نهم شرقي محافظة صنعاء، حسب مسؤول في الجيش، فيما قتل قيادي ميداني في قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، في غارة جوية في محافظة الجوف (شمال شرق)، وفق مصدر مطلع. وقال العقيد عبد الله الشندقي الناطق باسم المنطقة العسكرية السابعة في الجيش اليمني، في بيان، إن قواته تمكنت من تحرير أكثر من 15 موقعًا في مديرية نهم. وأشار البيان إلى أن المعارك أسفرت عن مقتل أكثر من 34 من مسلحي الحوثي، وجرح العشرات منهم، وتدمير 5 آليات و7 دوريات عسكرية.
وواصلت قوات الجيش اليمني، مسنودة بمقاتلات التحالف العربي، تقدمها صوب مناطق جديدة في محيط العاصمة صنعاء، وتمكنت من السيطرة على 19 موقعاً. كما تقدمت عبر محاور عدة بهدف الالتحام مع جبهات الجوف وصرواح مأرب، مع استمرار مقاتلات التحالف حصد العشرات من عناصر وقيادات الميليشيات في جبهات القتال، في حين تمكنت مقاومة البيضاء من إسقاط طائرة تجسس للانقلابيين.
وحققت قوات الجيش اليمني تقدماً كبيراً في محيط صنعاء، بتقدمها والسيطرة على مناطق جديدة في مديرية نهم ، بعد مواجهات عنيفة مع ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية، خلّفت عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم. وأكد الناطق باسم المنطقة العسكرية السابعة، العقيد عبدالله الشندقي، أن قوات الجيش تمكنت من تحرير سد بني بارق والنعيلة وجبال ضبوعة والتباب المطلة على قريتي أبوحاتم وأبوعلهان وأكثر من 15 موقعاً كانت تتمركز فيها الميليشيات الانقلابية في مديرية نهم شمال شرق صنعاء.
وأشار الشندقي إلى أن المعارك الأخيرة كبدت الميليشيات 34 قتيلاً وعشرات الجرحى، فيما تم تدمير خمس آليات وسبعة عربات عسكرية وعدد من المدافع، فيما تمت السيطرة على عدد من الأسلحة المتنوعة والذخائر التي خلفتها الميليشيات في المواقع المحررة، مشيراً إلى أن الجيش يواصل تقدمه في أكثر من جبهة صوب أطراف صنعاء الشرقية والشمالية.
وأكد الشندقي استمرار الجيش، بالتنسيق مع التحالف العربي، في تقدمه نحو العاصمة عبر ثلاثة محاور، فضلاً عن تقدمه باتجاه فتح الطرق والالتحام مع جبهتي الجوف ومأرب، لاستكمال تطويق العاصمة من الجهتين الشرقية من جهة الجوف والجبهة الجنوبية من جهة صرواح مأرب باتجاه خولان صنعاء.
وكانت مناطق النهدين والتباب الحمر وبوابة الصلب وعيال محمد ورمادة وبني حيدان، بمديرية نهم، شهدت معارك عنيفة بين الجانبين، خلّفت قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات، فيما قصفت مقاتلات التحالف مواقع الميليشيات في بني حيدان وبران ومسورة والمدفون والقتب وجبال يام والحرشفة، بسلسلة من الغارات المكثفة أدت إلى تدمير آليات عسكرية ومصرع وإصابة عدد من الميليشيات.
وأوضحت مصادر ميدانية أن معارك وغارات مقاتلات التحالف، اليومين الأخيرين، في نهم خلّفت 72 قتيلاً في صفوف الميليشيات وإصابة العشرات، وسبقتها تأكيدات لمصادر عسكرية بأن مرحلة الحسم العسكري في محيط المدينة بدأ فعلاً، في حين أكدت المصادر استشهاد أربعة وإصابة سبعة من قوات الجيش في المعارك ذاتها.
من جانبها، شنت مقاتلات التحالف أكثر من 39 غارة، استهدفت مناطق ومواقع الميليشيات وتعزيزات الميليشيات بنهم والمناطق الواقعة على طرق ثلاث محافظات على تخوم صنعاء الشمالية والشرقية، إلى جانب استهدافها معسكرات في منطقة سنحان مسقط رأس المخلوع صالح بجنوب صنعاء، وأخرى في مديريتَي الحيمة الداخلية وبني مطر غرب العاصمة، كما قصفت مخازن سلاح سرية للميليشيات بمنطقة جارف في بلاد الروس جنوب صنعاء، فضلاً عن استهدافها معسكرات تدريب سرية للانقلابيين في مديرية ضوران انس بمحافظة ذمار جنوب صنعاء، أدت إلى مصرع 40 من عناصرهم وإصابة آخرين.
وعلى صعيد الخلافات بين طرفي الانقلاب بصنعاء، أكدت مصادر مقربة من المخلوع صالح نجاته من محاولة اغتيال جديدة، من قبل ميليشيات الحوثي أثناء وجوده في أحد اجتماعات اللجنة العامة لحزب المؤتمر فرع محافظة ريمة، في منطقة حدة جنوب صنعاء، مشيرة إلى أن المخابرات السرية التابعة للمخلوع نصحته بمغادرة القاعة التي كانت تضم الاجتماع، بعد اكتشاف وجود مسلحين حوثيين بالقرب منها، مدججين بالأسلحة الرشاشة وصواريخ "لو" و"آر بي جي"، كانوا ينوون استهداف القاعة التي يوجد فيها صالح، الذي غادرها بشكل مفاجئ.
من جانبه، اتهم القيادي بجماعة الحوثي شقيق زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، حمزة الحوثي، حليفهم المخلوع صالح، بتشكيل ميليشيات مسلحة خارج إطار الدولة، والتمرد على الدستور والنظام والقانون، مشيراً إلى أن المخلوع يدفع نحو بناء «مسار ميليشاوي» خاص به في الداخل.
وكانت مصادر محلية بصنعاء كشفت عن قيام نجل شقيق المخلوع وقائد حراسته الشخصية، العميد طارق محمد عبدالله صالح، بإنشاء معسكرات تدريب بعيدة عن الحوثيين ووزارة الدفاع الخاضعة لسيطرتهم، بغرض تدريب مقاتلين على عمليات القنص وصناعة المفخخات والمتفجرات وزراعتها، مشيرة إلى أن تلك الأعمال التي يمارسها طارق دفعت الحوثيين للمطالبة باعتقاله، باعتبارها تستهدفهم وموجهة ضدهم. وأشارت المصادر إلى أن تلك المعسكرات التي وصفوها بالسرية، موجودة في سنحان مسقط رأس المخلوع، وفي بني مطر التي تضم عدداً كبيراً من المواليين لصالح، وعدداً كبيراً من المنخرطين في صفوف القوات الموالية له من الحرس والقوات الخاصة، كما هي الحال في منطقة آنس بمحافظة ذمار، التي تضم أيضاً مدرسة لقوات الحرس الجمهوري، وتم أخيراً فتح معسكرات سرية في محافظة ريمة القريبة من الحديدة، التي تم حشد عناصر مسلحة من قبل أنصار المخلوع للمشاركة في حماية صنعاء من الحوثيين.
كذلك شهدت صنعاء تظاهرات لعشرات الجنود المنتسبين للأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية الخاضعة لسيطرة الميليشيات، للمطالبة بصرف مرتباتهم التي أوقفتها الميليشيات الانقلابية منذ قرابة عام ونيف، وقطعوا الطريق العام المؤدي إلى مطار صنعاء، الواقع أمام مبنى وزارة الداخلية، في منطقة الحصبة شمال العاصمة، وتشترط عناصر الحوثي التحاقهم بدورات طائفية مقابل صرف رواتبهم.
من جهة أخرى، أطلقت ميليشيات الحوثي سراح مدير دائرة شؤون الضباط بوزارة الدفاع الخاضعة لسيطرتها والمقرب من المخلوع، اللواء قايد العنسي، بعد شهر من اعتقاله لرفضه ترقيم 13 ألف عنصر من أنصارها في إطار وزارة الدفاع، فيما أبقت نحو 38 من ضباط المخلوع قيد الاعتقال، بينهم نجل علي مقصع، ابن خال المخلوع صالح.
وفي الجوف أكدت مصادر ميدانية تمكن الجيش من تطهير المناطق المحيطة بموقع صبرين بمديرية خب والشعف، بعد معارك خلّفت تسعة قتلى و13 جريحاً في صفوف الانقلابيين، وشاركت فيها مقاتلات التحالف التي أدت إحدى غاراتها إلى مصرع قائد لواء المدفعية التابع للميليشيات في الجوف، العميد محمد الصوفي، إلى جانب عدد من عناصره، فيما استشهد أربعة وأصيب خمسة آخرون من الجيش.
من جهة أخرى، تمكنت مقاتلات التحالف من تدمير آليات عسكرية للميليشيات بمنطقة الأجاشر، كانت في طريقها إلى جبهة اليتمة – البقع، ما أسفر عن مصرع وإصابة من كانوا على متنها. وفي جبهات المصلوب، أحبطت قوات الجيش محاولة تسلل للميليشيات الانقلابية على مواقعهم في الغرفة والحزمة والحلو، وأجبرتها على الفرار بعد تكبيدها خسائر كبيرة.
وفي صعدة واصلت قوات الجيش في محور البقع، التابع لمديرية كتاف الحدودية مع السعودية، تقدمها في محيط التبة الصخرية، التي تم تحريرها، أول من أمس، مع استمرار مقاتلات التحالف شنّ غاراتها على مواقع الميليشيات في مناطق متفرقة من المحافظة. وفي تعز، تواصل قوات الجيش عملياتها العسكرية في جبل هان لاستعادة المواقع التي تم تسليمها من قبل قيادة محور تعز لعناصر الميليشيات، وفقاً لمصادر عسكرية متعددة في المدينة، أكدت توجيه قيادات عسكرية في الجيش الوطني مذكرة إلى قائد المحور، اللواء الركن خالد فاضل، تطالبه بتوضيح الأسباب التي أدت إلى سيطرة الميليشيات على جبل هان في منطقة الضباب، ما لم يقدم استقالته.
وكانت مصادر ميدانية في الجيش الوطني أكدت تمكنها من استعادة عدد من المواقع المهمة في جبل هان، ومنها تبة التوشكا، الاستراتيجية التي تشرف مباشرة على الطريق الرابط بين تعز وعدن من الجهة الجنوبية الغربية للمدينة، مشيرة إلى أنها كبدت الميليشيات 17 قتيلاً و23 جريحاً خلال المواجهات الأخيرة في المنطقة، فيما استشهد ثلاثة وأصيب 11 آخرون من عناصر الجيش.
وفي البيضاء، تمكنت المقاومة في منطقة قيفة بمديرية رداع من إسقاط طائرة تجسس بدون طيار تابعة للميليشيات الانقلابية في منطقة جبل نوفان، فيما تجددت المواجهات بين المقاومة والميليشيات في منطقة الحيكل بمديرية ذي ناعم، أدت إلى مصرع اثنين من عناصر الميليشيات وإصابة آخرين.