عدن ـ عبد الغني يحيى
أعلن مسؤولون أميركيون فجر اليوم الخميس، أن مدمرة تابعة للبحرية الأميركية استهدفت الأربعاء، في هجوم صاروخي فاشل من أراضٍ في اليمن "يسيطر عليها المتمردون الحوثيون المتحالفون مع إيران في ثاني حادث من نوعه خلال الأيام الأربعة الماضية في مضيق باب المندب الاستراتيجي".
وأوضح المسؤولون أن المدمرة " يو إس إس ماسون" أطلقت وابلا من أسلحتها الدفاعية ردا على الصواريخ التي لم يصب أي منها المدمرة أو يلحق بها أية أضرار بينما كانت تعمل شمالي مضيق باب المندب، الا أن جماعة الحوثي سارعت الى نفي الخبر ونفي أي علاقة بالأمر.
وعلى الاثر، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية اليوم الخميس، أن المدمرة "نيتز" أطلقت صواريخ "توماهوك" على مواقع للرادار في اليمن، ردًا على استهداف الحوثيين المدمرة "مايسون". وحسب البنتاغون، فقد أظهرت التقديرات الأولية للأهداف تدمير ثلاثة مواقع رادار في اليمن، ووصفت الوزارة الضربات بالدفاعية والمحدودة والتي تهدف إلى حماية أفراد القوات الأمريكية والسفن وحرية الملاحة، محذرة في الوقت نفسه من أنها سترد على أي تهديد للسفن والحركة التجارية. ونقلت مصادر إعلامية أن الضربات استهدفت مناطق يسيطر عليها الحوثيون على ساحل البحر الأحمر.
وشهد الشريط الحدودي بين اليمن والمملكة العربية السعودية، الأربعاء، معارك عنيفة بين مسلحي جماعة "الحوثي وصالح" والقوات السعودية للسيطرة على سلاسل جبلية استراتيجية بالتزامن مع حشد عسكري كبير من الجانبين إلى المناطق الحدودية. وقالت مصادر في جماعة "الحوثي" إن معارك ضارية اندلعت في جبل "الدود" الاستراتيجي، المطل على مديرية "الملاحيظ" التابعة لمحافظة صعدة من الجانب اليمني، وعلى بلدة "الخوبة" التابعة لمحافظة "الحرث" في منطقة جازان من الجانب السعودي. وأفادت المصادر بأن الجبل الواقع داخل الأراضي السعودية ما يزال بعيدا عن سيطرة كاملة لأي طرف مع كثافة النيران والغارات الجوية، التي يتعرض لها.
وزعم الحوثيون، أن عشرات الجنود السعوديين قتلوا وأصيبوا في محاولة للزحف على جبل الدود، وذلك بعد يوم من إعلان سعودي تنفيذ عملية نوعية في ذات الجبل. ونقلت وكالة "سبأ" الخاضعة للحوثيين، على لسان مصدر عسكري، لم تسمه، قوله إن 15 جنديًا سعوديا قتلوا وأصيب 40 آخرون في ما وصفها بـ"المحاولة الفاشلة" للزحف نحو الجبل، وهي المزاعم التي لم تنفيه أو توكدها المملكة.
وفي محافظة صعدة تعرضت مواقع الحوثيين ، لسلسلة غارات مكثفة في أعقاب القصف الصاروخي صوب الأراضي السعودية. وقالت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، إن الطيران شن الأربعاء، 20 غارة استهدفت المواقع الحدودية في مديريتي "باقم" و"سحار" وكذلك معسكر "كهلان" وسط مدينة صعدة، عاصمة المحافظة التي تحمل ذات الاسم.
وقد بدأت قوات الجيش والمقاومة الشعبية، بمساندة التحالف العربي، عملية عسكرية واسعة لتحرير محافظة صعدة معقل الميليشيات الرئيسي، وتمكنت من السيطرة على منفذ البقع الحدودي مع السعودية، في حين واصلت مقاتلات التحالف استهداف مخازن ومواقع الميليشيات في مواقع عسكرية عدة، فيما اعترضت الدفاعات الجوية خمسة صواريخ باليستية، ثلاثة في سماء مأرب واثنان في أجواء الحدود السعودية، بينما شرعت قبائل طوق صنعاء "خولان والحيمة وهمدان" في تطويق المدينة من ثلاث جهات للمطالبة بإجراء تحقيق دولي عادل ودقيق حول مجزرة "الصالة الكبرى".
وتمكنت قوات الجيش ، بمساندة المقاومة الشعبية والتحالف العربي، من السيطرة على "اللواء 19 مشاة" الموالي للميليشيات في منطقة البقع الحدودية، بعد تحرير المنفذ والتقدم باتجاه مدينة كتاف الاستراتيجية، الواقعة بين صعدة والجوف وعلى الحدود السعودية، وهي عملية وصفت بالمباغتة والناجحة التي قطعت طريق الميليشيات باتجاه الحدود السعودية.
وأكد محافظ صعدة، الشيخ هادي طرشان الوائلي، في تصريحات صحافية، أن قوات الجيش والمقاومة تمكنت من وضع أقدامها على أولى مديريات صعدة، المعقل الرئيس للميليشيات وزعيمها عبدالملك الحوثي، وباتت على مشارف مدينة صعدة من الجهة الشمالية الشرقية للمحافظة. وقال إن "قوات الجيش والمقاومة سيطرت على ثمانية مواقع بعد تحرير منفذ البقع، وغنمت الكثير من الأسلحة التي خلفتها الميليشيات ".
وأكدت مصادر عسكرية في المنطقة أن العملية جاءت بمساندة قوات سعودية خاصة ووحدات من الجيش القطري المرابطة على الحدود السعودية، ما يؤكد أن ما تروج له وسائل الإعلام التابعة للميليشيات؛ بأن عناصرها توغلت في أراضي المملكة، عبارة عن أكاذيب هدفها رفع معنويات أنصارها المنهارة.
وعلى صعيد الحشد العسكري، يواصل الحوثيون إرسال مقاتلين إلى الشريط الحدودي مع السعودية تلبية لدعوات متكررة من زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، وخصوصا منذ الهجوم الذي تعرض له مجلس العزاء الذي كان يضم قادة عسكريين بارزين موالين لهم في صنعاء، السبت الماضي واتهم التحالف، الذي تقوده السعودية بشنه، وهو ما نفاه الأخير.
وفي المقابل، تستعد القوات السعودية، لإرسال لواء "الأمير تركي بن عبدالعزيز الأول الآلي" التابع لوزارة الحرس الوطني، إلى حدودها الجنوبية مع اليمن. وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، أن الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، وزير الحرس الوطني، زار لواء الأمير تركي "الذي يستعد للمشاركة في مهمة الدفاع عن الحدود الجنوبية ضمن مساهمات وزارة الحرس الوطني إلى جانب زملائهم من وزارات الداخلية والدفاع".
وسط ذلك، كشفت وثائق سرية مسربة، نشرها القيادي السابق في جماعة الحوثيّين علي البخيتي على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤامرة كبرى كان الحوثيون يحيكونها لفيالق في الحرس الجمهوري اليمني. وقال البخيتي إن "مؤامرة الحوثيين على ألوية الحرس الجمهوري التي لم تخضع لهم، بدأت من اللجنة العسكرية التي شكلها المجلس السياسي، وظهر أنها غطاء لتصرفات الجماعة".
وبيّن أن "المؤامرة تتلخص في تسليم قيادة 3 ألوية حرس جمهوري وكتيبة لعبدالخالق الحوثي شقيق عبدالملك الحوثي، وفصلها عن الحرس الجمهوري إدارياً ومالياً". وأوضح أن المؤامرة تستهدف تحديدا، اللواء 7 مشاة العرقوب خولان، واللواء 102 مشاة جبل شوكان بني حشيش، واللواء 63 مُشاة بيت دهرة، وكتيبة اللواء 62 نهم.
وأكد البخيتي أنه حصل على الوثائق التي تتضمن محاضر اللجنة العسكرية المشتركة وعلى بعضها إمضاء اللواء محمد القوسي والعميد عبد الكريم الحوثي واللواء الركن حسين خيران، حصل عليها من قائد كبير في الحرس الجمهوري.
وتنصُّ الوثائق المسربة على إشراف العميد عبدالخالق الحوثي على الألوية إشرافاً كاملاً، وتكون تحت قيادته المباشرة ويخول جميع الصلاحيات المالية والإدارية، وخولت الوثائق لعبدالخالق الحوثي صلاحية تغيير من يتنصل من القادة، وتجنيد بدل من يفر من الجنود عند توجيههم وارسالهم الى جبهات الحرب.