عدن ـ عبددالغني يحيى
قُتل قائد كبير في قوات الحرس الجمهوري المنحل الموالي للرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، أمس الجمعة، في غارة لطيران التحالف العربي.وأكد مصدر عسكري، أن العقيد الركن علي الأعجم، القائم بأعمال قائد "اللواء الثالث في الحرس الجمهوري المنحل"، قُتل مع ثمانية من مرافقيه، بغارة للتحالف استهدفتهم في جبهة نهم شرق العاصمة صنعاء.
وأوضح المصدر أن الغارة استهدفت عربة عسكرية كانت تقل العقيد الأعجم مع مرافقيه في نهم، ما أدى إلى تدميرها ومصرع جميع من كانوا على متنها. ويشغل العقيد الأعجم، منصب قائد الكتيبة الأولى في اللواء الثالث، قبل أن يتم تكليفه قائماً بأعمال القائد، حيث يقاتل مع عدد من العناصر المتبقية في اللواء المنحل والموالي للمخلوع، إلى جانب شركائهم في الانقلاب من مليشيات الحوثي، ضد قوات الحكومة الشرعية في جبهة نهم شرق صنعاء.
وكانت إحصائية نشرها الجيش اليمني، رصدت مقتل 113 من عناصر المليشيات الانقلابية في جبهة نهم خلال الأيام السبعة الماضية، بينهم 11 قياديا بارزا، وذلك مع اشتداد حدة المعارك هناك، وسط تقدم ميداني لافت ومستمر للجيش الوطني تحت غطاء كثيف من طيران التحالف العربي.
فقد نجح الجيش اليمني، ولليوم الرابع على التوالي في تحقيق انتصارات كبيرة في جبهة نهم شمال شرق صنعاء وتمكن من السيطرة على مواقع جديدة بعد معارك مع ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع، وسط انهيار كبير وسط قوات الانقلابيين التي انتابتها حالة من الهلع. وأكد الناطق الرسمي باسم المنطقة العسكرية السابعة العقيد عبدالله الشندقي أن المعارك لا تزال مستمرة في ظل تقدم كبير وفرار لعناصر الميليشيات الانقلابية.
وأوضح العقيد الشندقي أن قوات الجيش تمكنت من استعادة السيطرة على جبل الحلاتين وجبل العظيمة وقاع الحطب. وأكد الشندقي أن الميليشيات خسرت أكثر من 36 قتيلاً من عناصرها وإصابة العشرات منهم. وأفاد بأنه في إطار مساندة مقاتلات التحالف لتقدم قوات الجيش الوطني، فقد شنت المقاتلات عدة غارات جوية استهدفت مواقع تمركز وتعزيزات الميليشيات الانقلابية وتمكنت من تدمير ست عربات عسكرية وثمانية عيارات مختلفة.
من ناحيتها، ذكرت مصادر ميدانية أن قوات الجيش اليمني أسرت ما لا يقل عن عشرين عنصراً من الانقلابيين خلال المعارك، وتمكنت من قطع خط إمداد الميليشيات المؤدي إلى منطقتي ضبوعة والحول. وأشارت المصادر إلى انهيارات كبيرة في صفوف الميليشيات التي فرّ بعضُ عناصرها إلى صنعاء، حيث بدأ الانقلابيون هناك الزج بكل من يقدر على حمل السلاح إلى جبهات القتال.
ودفعت الخسائر البشرية الكبيرة المتوالية لميليشيات الحوثيين في الجبهات لتجنيد الشباب إجبارياً، حيث قالت مصادر يمنية إن الحوثيين شكلوا ما أسموها لجان الحشد والتعبئة في صنعاء والمحافظات التي تخضع لسيطرتهم، لتجنيد المزيد من المقاتلين وفرض إتاوات على من يمتنع. وتفيد الأنباء أن الحوثيين أمروا مسؤولي الأحياء في صنعاء باستقطاب الشباب العاطلين والأطفال دون سن الخامسة عشرة للزج بهم في جبهات القتال. وتتحرك ميليشيات الحوثي في إطار القبائل المحيطة بصنعاء مستخدمة الإغراء بالمال لشيوخ القبائل، ومن يرفض أو يمتنع تفرض عليه إتاوات مالية تحت مسمى "بدل تجنيد" أو دعم المجهود الحربي.
وكشفت المصادر عن استحداث الحوثيين معسكرات تدريبية في مناطق قبلية نائية، وفي بعض أحياء العاصمة صنعاء لتدريب المقاتلين الجدد من الأطفال والشباب العاطلين تمهيداً لإرسالهم إلى الجبهات تم رصد بعضها وضربها أخيراً من طائرات التحالف. وكشف وكيل محافظة الحديدة عن اعتقال الحوثيين لمئات الأطفال والشباب الذين رفضوا التجنيد، مشيراً إلى أن الحوثيين أجبروا أبناء القرى من الفقراء والمهمشين على التجنيد الإجباري تحت تهديد السلاح.
وفي جبهة صرواح ذكرت وزارة الدفاع أن الجيش الوطني استهدف بالمدفعية الثقيلة مواقع وآليات الميليشيا غربي صرواح ودمر مخزناً للأسلحة والذخائر تابعاً للميليشيا الانقلابية، علاوة على تدمير عدة عربات قتالية. وفي مأرب، استهدفت مدفعية الجيش الوطني مواقع للميليشيا بجبهة صرواح غربي. وقال مصدر ميداني إن قصفاً مكثفاً لمدفعية الجيش استهدف مواقع الميليشيا على أطراف صرواح غرباً، وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى، وشوهدت عربات عسكرية تغادر المناطق التي طالها القصف المدفعي. وأوضح ان آلية عسكرية احترقت عقب قصف استهدف مواقع الميليشيا وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد في أحد المواقع.
وفي اتصال مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أشار الفريق علي محسن الأحمر نائب الرئيس إلى الانتصارات التي حققها الجيش الوطني في جبهة الميمنة وتطهير منطقة وجبل العظيمة القريب من مفرق قطبين والسيطرة على عدد من القرى والمواقع الجديدة في نهم وكذلك انتصارات وإنجازات جبهة الميسرة المتواصلة في ظل الجاهزية العالية والمعنويات المرتفعة المؤمنة بعدالة قضيتها.
من جهته أشاد هادي ببسالة القادة والضباط والصف والجنود وكافة أبناء اليمن المرابطين في الصفوف الأمامية الذين يسطرون الملاحم لعزة ونصرة اليمن والدفاع عن مشروع اليمن الاتحادي الكبير الذي رسم معالمه جميع أبناء الوطن وقواه الحية في مؤتمر الحوار الوطني الذي خرج بمسودة دستور اليمن الاتحادي الجديد المبني على العدالة والمساواة والحكم الرشيد.
أكد تقرير حقوقي على صعيد جرائم الانقلابيين أن الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي وصالح تسببت في مقتل 815 شخصاً، وإصابة 942 آخرين. وحسب التقرير فإنه وخلال الفترة ما بين يناير 2015 حتى أكتوبر 2017، تسببت الألغام في إصابة 527 شخصاً بإعاقات دائمة.