بغداد-نجلاء الطائي
أعلنت مصادر عراقية من أرض معركة تحرير الموصل، بأن خط الدفاع الأول لعناصر "داعش" في محور بعشيقة، انهار مع تقدم القوات العراقية المشتركة. وأشارت إلى أن عناصر التنظيم الإرهابي يفرون من الجبهة الأمامية ويتراجعون إلى الداخل لتحصين مواقعهم، وقصّفت القوات الأميركية بصورايخ ذكية، مواقع تابعة للتنظيم، انطلاقًا من قاعدة القيارة.
وأعرب ممثل الرئيس الأميركي في التحالف الدولي بريت ماكغورك، عن ترحيبه بانطلاق عملية استعادة مدينة الموصل، مؤكدًا أن رئيس الوزراء حيدر العبادي أصدر أوامر ببدء عمليات ضخمة لتحرير الموصل بعد عامين من الظلام، تحت حكم متطرفي تنظيم "داعش".
وأضاف على حسابه الشخصي على "تويتر"، قائلًا "التوفيق للقوات العراقية البطلة والبيشمركة ومتطوعي نينوى، وإننا فخورون بالوقوف معكم في هذه العملية التاريخية".
ودعا رئيس البرلمان سليم الجبوري، القوات المشاركة في عملية تحرير الموصل، إلى المحافظة على المدنيين، وإغاثة النازحين. وقال الجبوري في بيان "نحيي مقاتلينا الأبطال وهم يدكون أوكار داعش المتطرف، ونشد على يد القائد العام للقوات المسلحة، وهو يعلن ساعة البدء بتحرير نينوى الغراء". وأضاف "إننا نؤكد أن العراقيين يعقدون الأمال على أن يكون تحرير نينوى عنوانًا توكيديًا لوحدة العراق أرضًا وشعبًا".
وطالب الجبوري بالحفاظ على أرواح المدنيين المسالمين، وإيجاد الوسائل الكفيلة بإغاثة النازحين. ودعا قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي، أهالي مدينة الموصل إلى عدم النزوح والبقاء في منازلهم، مضيفًا "نطمئن أهالي الموصل وندعوهم بعدم النزوح والبقاء في منازلهم لأن تعاونهم الاستخباري معنا رائع ومبهر". وأشار إلى وجود ممرات آمنة سنخصصها قبل وصلونا إلى مدينة الموصل لتأمين خروج المدنيين".
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي، أعلن فجر الاثنين انطلاق عملية تحرير الموصل من عصابات "داعش" الإرهابية التي استولت على المدينة في حزيران/يونيو 2014. ودعا محافظ نينوى نوفل حمادي السلطان، سكان مدينة الموصل إلى التعاون والإخبار عن أماكن تواجد الأسرى من الفتيات الايزيديات لدى عناصر" داعش" المتطرف مع انطلاق عملية تحرير المدينة.
وتابع السلطان في كلمة له بمناسبة انطلاق عملية تحرير الموصل "إلى أهلنا الصابرين المحاصرين في مدينتنا نينوى العزيزة، وتزامنًا مع انطلاق عمليات تحرير نينوى في الوقت الذي تترقب جميع دول العالم معركة الموصل لدحر داعش أننا نؤكد بأن العراقيين يقاتلون عناصر داعش بالإنابة عن جميع دول العالم، وستكون هذه المعركة الضربة القاصمة لظهر الإرهاب".
ودعا رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، إلى التأكيد على حماية المدنيين المحاصرين الأبرياء داخل الموصل أثناء عمليات التحرير، وكذلك ندعو قواتنا الأمنية المحررة التي اثني على بطولاتها من القادة والأمرين والضباط والمنتسبين كافة أن تكون شديدة على الإرهاب والإرهابيين رحماء بأبناء الموصل الأبرياء كونهم أسرى منذ ان دخلت "داعش" الموصل. وطالب أهالي نينوى بالتعاون مع القطعات المحررة حال اقترابها من مناطقكم والإخبار عن تواجد المختطفات الايزيديات كون ذلك سيساههم في الحفاظ على السلم الأهلي مع البقاء في المنازل، حال بدء العمليات حفاظًا على أرواحكم وممتلكاتكم وعدم الاقتراب من مقرات "داعش"، وأماكن تواجدهم كما ندعوا التحالف الدولي إلى ضمان قصف أماكن وتجمعات "داعش" بكل دقة وتجنبًا لقصف المدنيين الأبرياء".
وشرعت القوات المحررة وطيران التحالف الدولي بالقصف على مواقع داعش في المدينة ومن عدة محاور. وقال محققون تابعون للأمم المتحدة في يونيو/ حزيران، أن داعش يرتكب عمليات إبادة ضد الإيزيديين في العراق وسورية، لتدمير هذه الطائفة الدينية التي يبلغ قوامها 400 ألف شخص، من خلال أعمال القتل والاستعباد الجنسي وجرائم أخرى.
وكشف الأمين العام لوزارة البيشمركة في حكومة اقليم كردستان، الأحد، عن القوات التي ستشارك في معركة تحرير الموصل، مشيرًا إلى أنه لن يسمح لأية قوات خارجية في المشاركة بهذه المعركة. وقال الفريق جبار ياور، "إن القوات التي ستشارك في معركة تحرير الموصل هي كالآتي "قوات الجيش العراقي، التي تتألف من الفرقة 15 و16، وقوات مكافحة الإرهاب، والشرطة الفيدرالية، وقوات شرطة نينوى، والحشد الشعبي، والحشد العشائري".
وأضاف أن "قوات البيشمركة تتكون من، "لواء بياده، وقوات 70 و80، وقوات یەک و دوو، وقوات الزيرفاني وقوات الحماية وقوات الطوارىء"، مشيرًا إلى أن "القوات المساندة من التحالف الدولي، والمتكونة من مقاتلات التحالف الدولي التي ستساند من الجو، والقوات التي ستقوم ببناء الجسور فوق الأنهر لتسهيل عبور القوات العراقية إلى الأماكن المطلوبة".
وحول مشاركة القوات التركية في هذه المعارك قال ياور، "بحسب نتائج الإجتماعات التي عقدت بين قيادات قوات البيشمركة، والحكومة العراقية وقوات التحالف، وبحسب الخطط التي تم الإتفاق عليها، لن يسمح لأية قوات خارجية في المشاركة بمعركة تحرير الموصل". وأِشار إلى، أن "أية قوات تشارك في هذه العمليات، ولم يتم تعريفها أو إدراجها في الخطط التي تم الاتفاق عليها، فسوف يتم قصفها من قبل مقاتلات التحالف الدولي، لأنها ستعرف بالقوات المجهولة، ولذلك ستكون هناك ارتباطات قوية بين القوات البرية والجوية في معركة تحرير الموصل".
وواصل الأمين العام لوزارة البيشمركة، "أننا نطمئن الجميع، بأنه وبحسب الخطط التي تم الاتفاق عليها، لن تشارك القوات التركية في معارك تحرير الموصل، بأي شكل من الأشكال، فقط القوات العراقية وقوات البيشمركة هي التي ستقوم بتحرير مدينة الموصل". وأوضح ياور، "تم إنشاء غرفة عمليات مشتركة بين قوات البيشمركة والقوات العراقية، بالإضافة إلى تجهيز غرفة إعلامية مشتركة خاصة بمعركة تحرير الموصل".