وصول تعزيزات عسكرية جديدة إلى مدينة مأرب

استمر التلاسن بين طرفي الانقلاب اليمن، إثر رفض "المؤتمر الشعبي العام" قرارات اتخذها "المجلس السياسي الانقلابي" بقيادة الحوثيين، ورد المتمردون على بيان "المؤتمر" بالقول إنهم "لا يشرفهم العمل مع الفاسدين." ونشر الحوثيون والرئيس السابق علي عبد الله صالح، بياناً يفيد بأن الأخير وعبد الملك الحوثي، زعيم المتمردين، أجريا اتصالاً هاتفياً في مسعى، على ما يبدو، لاحتواء التوترات التي لم يعد الفريقان قادرين على السيطرة عليها.

ووصف بيان صادر عن المجلس السياسي للحوثيين موقف حليفهم "المؤتمر الشعبي العام" تجاه مكون "الحوثيين" وحلفائهم بالمتشنج، نافياً الادعاءات التي ساقها "المؤتمر" جملة وتفصيلاً. وفي اتهام مباشر لـ"المؤتمر" بإعاقة ما سموه الإصلاحات ومحاربة الفساد، قال الحوثيون: لقد أُعيقت قيادة المجلس السياسي الأعلى من القيام بمسؤوليتها الوطنية. وفي هذا السياق، وفي غير محطة، وبذرائع واهية تم تعطيل أكثر من اجتماع دعا له ممثلو الحوثي في المجلس السياسي الأعلى لمناقشة هذه القضايا.

إلى ذلك، دعا وزير حقوق الإنسان اليمني، الدكتور محمد عسكر، المفوضية السامية لحقوق الإنسان إلى نقل مكتبها إلى عدن، وكشف عن تجنيد الحوثي وصالح لعشرين ألف طفل، وزرع نحو 200 ألف لغم أرضي. وأفادت مصادر عسكرية يمنية أمس الأربعاء بوصول تعزيزات عسكرية جديدة مقدمة من التحالف العربي إلى مدينة مأرب، المقر المؤقت لقيادة الجيش الوطني في شرق البلاد. وأوضحت المصادر أن هذه التعزيزات، وهي الدفعة الثالثة في غضون أسبوعين، تأتي في سياق الاستعدادات الجارية لإطلاق عملية عسكرية ضخمة في ثلاثة محاور للوصول إلى العاصمة صنعاء الخاضعة منذ ثلاثة أعوام لهيمنة ميليشيات الحوثي المرتبطة بإيران. وأشار موقع الجيش اليمني على شبكة الإنترنت مساء الأربعاء إلى استعدادات واسعة لقوات الجيش الوطني لانطلاق ساعة الصفر لعمليات تحرير ما تبقى من المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيا الانقلابية في محافظتي الجوف ومأرب وجبهة نهم شرقي صنعاء.

 وزار رئيس هيئة الأركان العامة، اللواء طاهر العقيلي، أمس، مقر اللواء 203 ميكا الذي يقاتل الميليشيات في بلدة صرواح آخر معقل للمتمردين الحوثيين في محافظة مأرب. وأشاد اللواء العقيلي بجهود مقاتلي اللواء 203 ميكا في مواجهة ميليشيات الحوثي وحلفائها في صرواح التي تشهد معارك منذ عام، مشدداً على ضرورة رفع الجاهزية القتالية للقوات في كافة مواقع القتال في البلدة المتاخمة لصنعاء. وقال إن مليشيا الحوثي بدأت بتغيير المناهج التعليمية في صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها، وهو ما يجعلنا مصرين على المضي قدماً لتطهير البلاد من التمدد الفارسي في المنطقة.

 وتواصلت أمس المعارك بين قوات الشرعية وميليشيات الانقلاب في العديد من جبهات القتال في البلاد، فيما شنت مقاتلات التحالف العربي ثلاث غارات على أهداف في بلدتي باقم ورازح بمحافظة صعدة معقل الحوثيين شمال اليمن. كما دمرت غارة جوية هدفاً في منطقة مفرق عاهم جنوب مدينة حرض الحدودية مع السعودية بمحافظة حجة (شمال غرب)، في حين قتلت غارة متمردين حوثيين بالقرب من معسكر خالد بن الوليد الذي تسيطر عليه القوات الحكومية في بلدة موزع غرب محافظة تعز (جنوب غرب) حيث دارت اشتباكات متقطعة في منطقة الهاملي شمال موزع ومنطقة يختل المجاورة وتقع شمال مدينة المخا الساحلية.

 وأعلن الجيش اليمني في بيان أمس مصرع أربعة من القيادات الميدانية البارزة لميليشيات الحوثي في معارك وغارات جوية للتحالف أخيرة في عدد من جبهات القتال في البلاد. وذكر البيان أن القيادي الحوثي محمد الرميم، مشرف دار الرئاسة بصنعاء، والقيادي الحوثي عباس الخولاني، قتلا مع مرافقتهما بغارة جوية على صرواح مطلع الأسبوع الجاري، مشيراً إلى مصرع القيادي الميداني في صفوف الميليشيا الانقلابية، علي شوعي وردان، بنيران الجيش الوطني في مدينة ميدي بمحافظة حجة، ومقتل القيادي الميليشياوي هاشم بكيل عبده حبيش في مواجهات مع قوات الشرعية في جبهة نهم شمال شرق صنعاء.