عدن ـ عبد الغني يحيى
أصيب 6 أشخاص في اشتباكات اندلعت مساء الخميس، بين نائب مدير أمن محافظة الضالع بليغ الحميدي، وأفراد نقطة أمنية جنوب عاصمة المحافظة، في أعقاب محاولة اغتيال الحميدي. وقال مصدر محلي أن أفراد بليغ الحميدي يتمركزون في مفرق طريق ثوبة في منطقة السيلة، فيما يتمركز الطرف الآخر بقيادة المدعو شلال سعيد في الجبال باتجاه قرية الدمنة، مشيراً إلى سقوط 6 جرحى وسماع صوت سيارات الإسعاف تهرع للمكان.
وأوضح المصدر إن الاشتباكات التي وصفت بالعنيفة استخدمت فيها "الدوشكا" وقذائف "الآر بي جي" وبقيت مستمرة حتى فد اليوم الجمعة، مشيراً إلى خروج دبابة من اتجاه النقيل ولكن تم اعتراضها في زبيد وايقافها. وتأتي الاشتباكات عقب تعرض نائب مدير الأمن بليغ الحميدي مساء أمس لكمين مسلح بذات النقطة نتيجة خلافات سابقة بين الطرفين.
وكان قتل أمس خمسة أطفال وأصيب ثلاثة اخرون في قصف للحوثيين على حي عنصوة في شارع الثلاثين بمنطقة بير باشا غرب تعز . وقال الناشط جميل المقطري بأن قوات الحوثيين قصفت منزل في منطقة عنصوة في شارع الثلاثين بمنطقة بير باشا غرب تعز اسفر عن استشهاد خمسة أطفال وإصابة ثلاثة اخرين ،لافتاً أن المنطقة التي قصفتها قوات الحوثيين وقتل على إثر القصف خمسة أطفال وجرح ثلاثة ليست منطقة عسكرية. وطالب المقطري المنظمات الدولية بالضغط على الحوثيين لوقف قصفهم على الأحياء السكنية بتعز والتي تخلف ضحايا مدنيين ودمار بالمنازل السكنية .
وتجددت المعارك غربي تعز بين قوات موالية للحكومة والحوثيين وتركزت المعارك في مناطق متفرقة غربي جبل هان، ووادي حذران، ووادي حنش، والربيعي، ومحيط الدفاع الجوي في الجبهات الغربية. وسيطرت قوات الحوثيين قبل أيام على مواقع بجبل هان الأستراتيجي والمطل على طريق الضباب الذي يربط تعز بالمحافظات التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية واستعادت قوات موالية للحكومة السيطرة على الجبل بعد معارك عنيفة ولاتزال المواجهات في محيط الجبل.
من جهة ثانية، أسفرت غارات شنتها مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، عن مقتل قيادات حوثية بارزة. ووفقاً لمصادر ميدانية، استهدفت مقاتلات التحالف صباح أمس تجمعاً لميليشيات الحوثي في جبهة ميدي شمال غربي حجة، نجم عنها مصرع القيادي عبدالسلام المداني المعيّن وكيلاً لوزارة الصحة في حكومة الانقلاب، والقيادي زين العابدين علي مرشد الجلي المكنى (باقر الجلي).
ولقي مسؤول الكتائب الأمنية لميليشيات الحوثي في عدد من مديريات محافظة حجة، علي عمري، مصرعه في غارة لمقاتلات التحالف استهدفت آلية عسكرية كان يقودها في جبهة حرض إلى جانب ثلاثة من مرافقيه، هم: أمين دهمان وخليل عظم ومحمد جغفي. وسقط خلال اليومين الماضيين عدد من القيادات الميدانية البارزة في ميليشيات الحوثي في جبهات عدة، أبرزها تعز ونهم.
إلى ذلك، حقّق الجيش اليمني انتصارات ميدانية في جبهة نهم شرق صنعاء، تحت غطاء كثيف من مقاتلات التحالف، التي شنّت غارات عدة على مواقع الميليشيات. وسيطر الجيش على قرى الحنيشة والجميدة والحاج، بعد أن أجبر الميليشيات على الانسحاب إثر معارك عنيفة، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الانقلابيين. وأوضح المتحدّث العسكري للمنطقة العسكرية السابعة عبدالله الشندقي، أن الجيش سيطر على مواقع سد بني بارق، والنعيلة، والجبال المطلة على منطقة ضبوعة، علاوة على 15 موقعاً، منها سلسلة جبال الشبكة وجبل السلط والتباب المطلة على قرية بيت أبو حاتم وأبو علهان في نهم، وسقط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين كما تمّ تدمير أطقم عسكرية عدة ومدرعات قتالية وكميات كبيرة من أسلحتهم وذخائرهم.
وفي محافظة شبوة، اندلعت معارك عنيفة بين قوات الجيش والميليشيات الانقلابية، في مواقع متفرقة غرب المحافظة، حيث استهدفت الغارات مواقع الميليشيا، كما قصفت قوات الجيش بمدفعية 106 مواقع متفرقة لها في المنطقة ذاتها. في غضون ذلك، شنّت مقاتلات التحالف العربي غارات استهدفت مواقع متفرقة تتمركز فيها الميليشيات الانقلابية في منطقتي الأجورة وحيد بن عقيل، غرب مديرية عسيلان.
وأمس الخميس، أكدت الكويت أن تحالف دعم الشرعية في اليمن، يقوم بدور محوري ومهم لحماية المدنيين والأطفال في اليمن، إذ إنه ملتزم أعلى مبادئ ومعايير القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وأشارت إلى أن التحالف يعد من أكبر الداعمين والمساهمين في الجهود الإنسانية التي تصب في اتجاه تخفيف المعاناة الإنسانية في اليمن وإعادة تأهيل المناطق المتضررة.
وقال نائب مندوب الكويت الدائم في الأمم المتحدة المستشار بدر عبدالله المنيخ في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي عن الأطفال والنزاع المسلح أمس: إن ما يشهده العالم من أزمات واضطرابات يشير وفي شكل مفزع إلى تزايد معاناة المدنيين في النزاعات المسلحة، وبخاصة الأطفال، إذ يتم سلب براءتهم وحقهم الأصيل في الحياة والعيش الكريم، مضيفاً أن "الأعمال المروعة تقوم بها جماعات إرهابية لا تميز بين المدنيين وغيرهم، إذ تستهدف في كثير من الأحيان صغار السن، ولا يمكن المجتمع الدولي أن يقف مكتوف الأيدي، ويسمح بأن يتم انتزاع هؤلاء الأطفال من حياتهم الطبيعية وإجبارهم على العيش في حياة مليئة بالعنف والرعب".