المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا

قرّرت روسيا، الثلاثاء، تعليق تمثيلها الدبلوماسي في العاصمة اليمنية صنعاء، وأجلت دبلوماسييها ورعاياها. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا: "نظراً للوضع في صنعاء، اتخذ قرار بتعليق الوجود الدبلوماسي الروسي بصورة مؤقتة في اليمن؛ موظفو السفارة الروسية كافة غادروا البلد"، مشيرة إلى أن السفير الروسي لدى صنعاء، فلاديمير ديدوشكين، والدبلوماسيين الآخرين سيستمرون في ممارسة مهامهم، لكن من الرياض.

وقال مصدر رسمي في قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن إن "خلية الإجلاء والعمليات الإنسانية" التابعة للتحالف تلقّت طلبًا من الجهات الرسمية في روسيا بالسماح لطائرة روسية بإجلاء موظفي السفارة الروسية ومواطنين في صنعاء. وقال المصدر إن الطائرة هبطت في مطار صنعاء، وأجلت العاملين في السفارة كافة، وغادرت المطار في تمام الساعة 12:04، بتوقيت غرينتش.

ولم تقتصر جرائم الحوثيين على مطاردة أتباع صالح، ونشر القتل والدمار والترهيب في المدينة، بل طالت كذلك إعلاميين، بينهم مراسل غير متعاقد لوكالة "سبوتنيك" الروسية في صنعاء، الذي خطفته عصابات الحوثي منذ أيام، ولم ترشح أي معلومات منه حتى الآن. وقالت زوجة مراسل الوكالة الروسية، في حديث لوكالته، إن الاتصال مع زوجها انقطع منذ نحو أسبوع، وأضافت أن آخر مرة تحدثت معه كانت يوم 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وحينها قال لها إنه بخير، وبعدها انقطع الاتصال معه. وأكدت أن عائلته تأمل بعودته، وأن أطفاله الخمسة، أكبرهم عمره 16 عاماً وأصغرهم عمره 3 سنوات، ينتظرون عودته إليهم.

وأكد العميد عبده عبد الله مجلي، المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني اليمني، لـ"الشرق الأوسط" مقتل قرابة 20 قيادياً بارزاً ضمن الميليشيات الحوثية في جبهات نهم وتعز والجوف، بينهم 15 قيادياً في جبهة الحديدة استهدفهم طيران التحالف العربي، الأمر الذي تسبب في فرار أفراد الميليشيات باتجاهات مختلفة خوفاً من السقوط في قبضة الجيش.

وتراجعت الميليشيات الحوثية في كثير من مديريات إقليم تهامة نتيجة سقوط قياداتها، أبرزهم مقبول الجرب أبو قحطان و7 من مرافقيه في منطقة حيران بغارات التحالف، وعلي حليصي المدعو أبو مالك، إضافة إلى القيادي الحوثي نادي حميد قاسم هيكل مع عدد من مرافقيه قرب مديرية حيس، وعبد الرحمن الدحنو الذي لقي مصرعه على خط التحيتا في محافظة الحديدة.

وأوضح مجلي أن الضربات التي قام بها التحالف كانت قوية ومركزة على مواقع تجمع الحوثيين في حيس والجراحي والدريهمي والجاح، ونجحت في استهداف قرابة 15 قيادياً بارزاً من الميليشيات ممن يديرون المعارك في مواقع مختلفة. ورأى العميد مجلي أن سقوط هذا العدد الكبير من القيادات في جبهة واحدة يعد مهماً وعاملاً رئيسياً للجيش في المرحلة المقبلة، وسيدفع بالتقدم على نحو ملحوظ.

وأضاف أن ضربات طيران التحالف غيّرت الواقع على الأرض، إذ أدى قتل هذه القيادات إلى هروب الميليشيات في الجبهات أمام ضربات الجيش الوطني، وهذا سيعجل بالتقدم نحو المديريات في اتجاه الحديدة، لافتاً إلى أن رئيس هيئة الأركان العامة وضع خطة، بإشراف رئيس الجمهورية، بهدف التقدم نحو ميناء الحديدة لوقف عمليات تهريب الأسلحة الآتية من إيران.

وقال إن قوات التحالف العربي تقدم إسناداً جوياً وبحرياً لدعم الجيش في تقدمه بشكل متسارع يتوافق مع النجاحات التي تتحقق على الأرض، مؤكداً التعاون الكبير من المواطنين مع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في المواقع التي يزحف إليها الجيش، ومشدداً على أن تقدم الجيش الوطني نحو الحديدة سيكون متسارعاً بعد تحرير مديرية "الخوخة" بالكامل، والتوغل في مديريات "التحيتا" و"الفازة" و"حيس".

وفور دخول الجيش إلى المديريات والمواقع التي تسيطر عليها الميليشيات، وفقاً للعميد مجلي، تزيل الطواقم الهندسية ما زرعته الميليشيات الحوثية من ألغام في الطرقات العامة وقرب منازل المدنيين بهدف تأخير تقدم الجيش إلى مواقع أخرى، خصوصاً أن الجيش يهتم في المقاوم الأول بسلامة المواطنين قبل أي عملية عسكرية.

وأوضح الدكتور سامر الجطيلي، المتحدث الرسمي باسم "مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية"، أن ميناء الحديدة وصليف يستقبلان المساعدات الإنسانية والإغاثية، وقد دخلت عبرهما سفن تابعة لبرنامج الأغذية العالمي. وعبر عن استياء المركز من دعوة منسق الشؤون الإنسانية لليمن جيمي ماكغولدريك المنافية لما هو على أرض الواقع. وقال: "نلاحظ أن خلية الإجلاء تستقبل طلبات دخول السفن بالاشتراك مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وبعثة الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش إلى اليمن (UNVIM)، ما يعني توثيق ذلك في الأمم المتحدة".

وشدد على أن قوات التحالف لم تعق دخول أي مساعدات إنسانية إلى اليمن عبر المطارات والموانئ اليمنية، مؤكداً أن مساعدات المركز لم تتوقف، وكذلك مساعدات منظمات الأمم المتحدة، إذ أرسلت منظمة اليونيسيف طائرة محملة بـ15 طناً من تطعيمات الأطفال إلى مطار صنعاء، فيما بعثت اللجنة الدولية للصليب الأحمر طاقماً مكوناً من 8 موظفين عبر مطار صنعاء، واستأنف برنامج الأغذية العالمي دخول المساعدات إلى موانئ الحديدة وصليف.