تيريزا ماي ورئيس وزراء كندا جاستن ترودو

أعلنت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي ورئيس وزراء كندا جاستن ترودو أمس الاثنين، عن خطط للانتقال السلس لاتفاق تجارة بين بريطانيا وكندا بعد الخروج البريطاني من الاتحاد الأوربي. واكد رئيسا الوزراء على التزامهما بضمان تحرك "سريع" للحفاظ على تدفق التجارة بين البلدين وطمأنة الشركات. وكانت المملكة المتحدة عاملا رئيسيا في إبرام الصفقة التجارية بين الاتفاق الاقتصادي والتجاري الشامل "سيتا"، الذي يلغي تقريبا جميع الحواجز التجارية بين البلدين.

وقال الزعيمان البريطاني والكندي انهما سيستخدمان الصفقة الحالية لتمكين الانتقال السريع الى صفقة تجارية جديدة بين البلدين بعد الخروج من الاتحاد الاوربي. وقالت السيدة ماي في حديثها في مؤتمر صحفي مشترك في أوتاوا عاصمة كندا: "أنا مسرور لأننا اتفقنا على أن يتم نقل "سيتا" بسرعة لتشكيل علاقة ثنائية جديدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي". وقالت السيدة ماي إنها تريد أن ترى "انقطاعا بسيطا" عن العمل قدر الإمكان بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ومن ثم ينبغي أن تكون "سيتا" أساسًا لاتفاق جديد.

وقال ترودو من جهته، إن استخدام سيتا - الذي ألغى أكثر من 90 في المائة من الحواجز التجارية بين كندا والمملكة المتحدة - سيشكل أساسًا ممتازا لضمان الانتقال السلس لعالم ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وبعد ذلك ستكون هناك فرص بالنسبة لنا للنظر في التفاصيل التي يمكن تحسينها كأساس قوي للانتقال السلس كي تكون سيتا قادرة على طمأنة المستثمرين والشركات العمال والمستهلكين، والانتقال السلس للعلاقة التجارية بين البلدين ".

ويعتبر هذا الإعلان دفعة كبيرة للسيدة ماي، التي تقوم بسلسلة من البعثات التجارية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حول العالم. وقال السيد ترودو في حديثه في وقت سابق من الاثنين، إنه يريد "مواصلة العمل عن كثب مع المملكة المتحدة مع المضي قدما في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي". وأضاف: "نحن بصدد التأكد من أن العلاقة بين كندا والمملكة المتحدة ستبقى قوية كما كانت دائما وتستمر في البقاء أقوى". واتفق رئيس الوزراء والسيد ترودو على إنشاء مجموعة عمل مشتركة تمهد الطريق لاتفاق ثنائي يقوم على أساس سيتم التوقيع عليه قريبا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وأضافت ماي  أن المملكة المتحدة وكندا في وضع يسمح لهما بالتعاون في قضايا مثل تمكين المرأة، والرق الحديث والتطرف عبر الإنترنت. وتأتي زيارة السيدة ماي الأولى إلى كندا قبل أسبوع من صدور حكم متوقع من السلطات التجارية الأميركية بشأن اتهامات شركة "بوينغ" بأن شركة "بومباردييه" تقوم بعرض طائراتها من طراز C-سيريز في السوق الأميركية. وقد تحدثت السيدة ماي عن القضية في مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي، أثارت فيها المخاوف بشأن تأثير العقوبات المالية المحتملة على الوظائف في أيرلندا الشمالية.

وتعتبر شركة "بومباردييه" من أكبر الشركات في ايرلندا الشمالية، وفي حديثها للصحفيين، قالت السيدة ماي: "هذه القضية اثيرت مع الرئيس ترامب في آخر مكالمة هاتفية معه. وسأناقش هذا الأمر مع رئيس الوزراء ترودو أيضا. واضافت "أنا واضحة جدا بشأن التأثير المحتمل على الوظائف في أيرلندا الشمالية، وسوف أفعل كل ما في وسعي لضمان أن نتمكن من رؤية حل لهذا النزاع، لأنني أريد أن أرى هذه الوظائف محمية. سوف أتحدث إلى رئيس الوزراء الكندي ترودو حول كيف يمكننا التأكد من أن نحصل على حل لهذا النزاع. ومن الواضح أن هناك دورا رئيسيا للحكومة الكندية في كل هذا. واضافت "ما طرحته للرئيس ترامب هو أن هذه مسألة تثير قلق المملكة المتحدة بسبب الوظائف في أيرلندا الشمالية وأثرها على أيرلندا الشمالية".