لندن - سليم كرم
وصف أحد الصحفيين البريطانيين من أصل عراقي، خلال زيارته إلى إحدى المدن التي تسيطر عليها جماعة "الحوثي"، بعد أن دمرتها غارات الطائرات السعودية، أن كل شيء من اليمن السعيد انتهى الآن.
وأضاف الصحفي، كان للغارات السعودية عامل الخراب في مدينة صعدة اليمنية داخلها وخارجها، فكل شيء في المدينة قد دمر، من بنية سوق صعدة المحلي والمباني الملحقة وأعمدة الإنارة حتى طال التدمير السلع البترولية. فبعد 20 شهرًا من الغارات السعودية على اليمن، أصبحت مدينة "صعدة" مساوية التراب في الدمار، إذ خلفت الغارات أكثر من 10 آلف قتيل و3 ملايين مشرد وأكثر من 14 مليون - حوالي أكثر من نصف الشعب اليمني- ترك يعاني الأمرين، النقص في الغذاء والدخول في خطر المجاعة.
وأجاب أحد أعضاء مجلس صعدة المحلي "الشيخ أحمد" عن مقاصد الغارات السعودية التي تستهدف المنازل الأثرية والأسواق التي تبيع الزبيب، بأن السعودية تضربنا بكل حقد وبغض. وكان يقول تلك الكلمات مرتديا الرداء اليمني واقفا على أنقاض الغارات السعودية التي دمرت المباني الأثرية التي يرجع عمرها إلى قرابة 400 سنة، فما كان من "الشيخ أحمد" إلا أن يلملم جراح بجمع ما تبقي من الآثار اليمنية القديمة.
ويعيش "عبد الله الأبي" على جانب آخر من المدينة المدمرة مع أخوته الأربعة وزوجاته وأطفاله وواحد وثلاثين فردا من أفراد عائلته في بيت العائلة ذو الطوابق الثلاث الذي خلفته الغارات دمارا. حيث قتل في العام السابق 27 فرد من عائلته إثر غارة أستهدفت منزل العائلة ولم يبقي من عائلته سوى والده واثنين من أخوته، وكانت هذه الفاجعة، الأعنف من نوعها منذ وقع الغارات. حيث احتفظ " عبدالله الأبي" على هاتفه النقال بصور أطفاله القتلى، حيث ينظر الى الصور ويبكي حسرة ويقول " كل شيء قد انتهى، فلا يسأل عنا ولا يأخذ بأيدينا أحد، فقد ماتت عشيرتي وتركونا عراة الظهر نبكي حالنا، فأنا ومن تبقى من عشيرتي نعيش في حجرة صغيرة ولا أحد يملك رمق الحديث للآخر."