باريس ـ مارينا منصف
تناول مقال الكاتب آدم نوسيتير، ما وصفه بـ"الإرهاب الجديد" على خلفية إلقاء جهاز الأمن الداخلي الفرنسي القبض على 3 مسلمين في الساعات الأولى من 20 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بشبهة التخطيط لهجوم إرهابي في البلاد. ويعتبر أحدهم مساعد مدرس في إحدى المدارس الابتدائية، وكان محبوبًا للغاية، أما الثاني فهو عامل بضائع مجتهد، والثالث كان بقالًا ودودًا جدًا.
ويستهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن مظهر الثلاثة لم يبين أنهم إرهابيين، فلم يكونوا ذو لحي أو جلابيب. وعلى الرغم من ذلك داهم أفراد الأمن الداخلي بيوتهم، وألقوا القبض عليهم ثم أودعهم في سجن خارج فرنسا. ويتساءل الكاتب "هل هو نوع جديد من الإرهاب"؟.
وأضاف نوسيتير، قائلًا "لم يحظ الثلاثة بحياة قاسية على عكس العديد من الشباب الموالي لتنظيم "داعش" الإرهابي في باريس وبروكسل، بل كانت لهم وظائف مستقرة، ولم تكن لهم أي سوابق إجرامية. باختصار كان نمط حياتهم تقليديًا، وهو ما أثار حولهم الشبهات، وأثار القلق في نفوس جيرانهم والسلطات".
وعقب يوم من تلك الواقعة، هنأت السلطات الفرنسية على وأد ما وصفوه بالمؤامرة "القاتلة" في مهدها. وأكد النائب العام الفرنسي والمشرف على قسم مكافحة الإرهاب في باريس، فرانسوا مولاينس، خلال مؤتمر صحافي، أن الرجال الثلاثة كانوا بصدد تنفيذ عمليات متطرفة.
وتابع أن خلية ستراسبورغ تلقت تعليمات من أحد قياديي "داعش" في منطقة سورية والعراق، بالحصول على الأسلحة، وأن الشرطة صادرت، لدى تفتيشها منازل هؤلاء الموقوفين، "كتابات غاية في الوضوح للولاء" للتنظيم، إضافة إلى أسلحة، بينها سلاح عالي الدقّة، ومسدّسات آلية ومدفع رشاش.
وكانت فرنسا فرضت حالة الطوارئ في كامل أنحاء البلاد، منذ هجمات 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015، قبل أن تعلن تمديدها 6 أشهر في نهاية تموز/يوليو. وقال الكاتب إن السلطات أعلنت، نهاية الأسبوع الجاري، عن اعتقال رجل آخر منتمي إلى خلية ستراسبورغ، ليرتفع عدد المقبوض عليهم 7، إذا أضفنا المغربي الذي تم القبض عليه في مرسيليا.
وكانوا يخططون لتنفيذ هجمات متطرفة في قلب العاصمة باريس وسوق عيد الميلاد المجيد، في شارع الشانزليزيه، والمقاهي الموجودة في الأقضية العشرين من المدينة.
وأكد المقال أن هذه الاعتقالات قد تكون بمثابة هدنة مؤقتة لفرنسا، وأعلنت السلطات أنها كشفت عن 17 مخططًا إرهابيًا منذ بداية العام، فيما بلغ عدد الاعتقالات المرتبطة بالإرهاب نحو 43 في شهر تشرين الثاني/نوفمبر فقط. فهي المرة الثانية خلال عامين، التي يحدث فيها اعتقالات متعلقة بالتطرف في حي نيوف ومنيو.