عدن ـ عبد الغني يحيى
كشف المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، عن مبادرات جدية بشأن اليمن، مشيرًا الى أنه ناقش هذه المبادرات خلال زيارته إلى العاصمة الفرنسية باريس مؤخراً. وقال ولد الشيخ في تغريدة له على صفحته في "تويتر" إنه ناقش مع الوزير الفرنسي جان باتيست مبادرات جديدة للمضي في عملية السلام.
وهذا الخبر كان يمكن أن يكون كفيلاً بفتح آفاق جديدة أمام اليمنيين الذين يعانون ومنذ شهور طويلة من آثار حرب فرضت عليهم من جراء الانقلاب الحوثي وحليفهم صالح على الشرعية في البلاد، وإدخال اليمن في آتون صراعات وفوضى كان لها أثرها العنيف على الشعب اليمني كله وفي مختلف المناطق، وأدى ذلك إلى سقوط آلاف القتلى والجرحى.
غير أن الحقائق التي شهدتها الساحة اليمنية على مدار الفترات الماضية لا تجعل اليمنيين يشعرون بأي آمل في نجاح أي مبادرات مع استمرار الانقلابيين في مراوغاتهم ورفضهم الامتثال للشرعية والقانون الدولي، وذلك من أجل تحقيق مصالح قوى إقليمية تتمثل في إيران التي تسعى لنشر الفوضى ليس في اليمن فحسب وإنما في المنطقة كلها.
فمثل هذه المبادرات ليست بالجديدة، حيث قام المبعوث الأممي بتقديم العديد من المبادرات من قبل من أجل إنهاء الصراع في اليمن، وإحلال الأمن والسلام في البلاد، وإنهاء المأساة التي يعيشها شعبها على أيدي الحوثيين وصالح ، غير أنه في كل مرة لا ينجح المبعوث ولا الجهود الدولية في تحقيق هذا الهدف بعد أن يواجهوا أساليب المماطلة والمراوغة من جانب الانقلابيين، ورفضهم لأي خطوات تتخذها الشرعية من أجل إنهاء الأزمة.
غير أن بعض التطورات السياسية التي تشهدها المنطقة بصورة خاصة والعالم بصورة أشمل قد تجعل هناك بارقة أمل جديدة، وإن كانت تواجه بعض الصعوبات. فقد بات من الواضح أن المواقف العربية القوية برفض التدخلات من القوى الإقليمية خاصة من جانب إيران في شؤون الدول العربية خاصة في اليمن يمكن أن تمثل نقطة قوية لبداية البحث عن حل حقيقي للقضية اليمنية. وفي الإطار نفسه فإن فقد جماعة "الإخوان" والمتمثلة في حزب "الإصلاح" أهم داعميه والمتمثل في قطر بعد قرار المقاطعة الذي فرض على قطر من جانب المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر. ومن المعروف الدور الذي يلعبه "الإصلاح" في دعم الحوثيين رغم مشاركته الشرعية في عدد من المواقف.
إضافة إلى ذلك بالتأكيد النجاحات التي حققتها الشرعية خلال الأيام القليلة الماضية خاصة على جبهات الجوف وتعز ومأرب، حيث تواصل قوات الجيش الوطني، المسنودة من طيران التحالف العربي بقيادة السعودية، عملياتها العسكرية لاستعادة ما تبقى من هذه المحافظات، فقد حققت خلال الأيام الماضية تقدمات كبيرة ومتسارعة وفق خطط عسكرية مرسومة لها، وبدعم لوجستي وإسناد جوي مستمر من قبل قيادة التحالف العربي.
وتجددت المواجهات بين الجيش اليمني وميليشيات "الحوثي وصالح" الانقلابية في جبهة صرواح في محافظة مارب، مصحوبة بقصف مدفعي متبادل، إثر إحباط قوات الجيش محاولات تسلل للانقلابيين إلى مواقعها، بينما يستميت الجيش الوطني التقدم وتطهير كامل محافظة مأرب من الميليشيات الانقلابية.
وسيطرت قوات الجيش على مواقع جديدة في مأرب بعد مواجهات عنيفة سقط على إثرها قتلى وجرحى من الميليشيات الانقلابية بمن فيهم مشرف الانقلابيين في صرواح وعدد من مرافقيه. ونجحت قوات الشرعية وباسناد جوي من طيران التحالف العربي، في تحقيق تقدم جديد وسيطرت على موقع النصيب الأحمر بصرواح وتقترب من مركز مديرية صرواح، إضافة إلى السيطرة على طريق صنعاء – مأرب في منطقة حباب، فيما نجحت قوات الشرعية في إحباط محاولات تسلل للميليشيات الانقلابية إلى مواقع الجيش، غرب صرواح، وأجبرتها على الفرار بعد سقوط عدد من القتلى والجرحى بصفوفها.
وفي جبهة شبوة، قامت طائرات التحالف العربي بقصف مواقع الميليشيات الانقلابية في منطقة مبلقة غربي بيحان التي تضم أهم وأكبر معسكرات الميليشيات الانقلابية إضافة إلى معسكر تدريبي ومستشفى ميداني. كما تتواصل المواجهات بين الجيش الوطني والميليشيات الانقلابية في جبهات تعز الغربية والشرقية، إثر ازدياد شن الانقلابيين من قصفهم وهجماتهم على مواقع الجيش الوطني في محاولة مستميتة من التقدم واستعادة مواقع خسرتها. كما اشتدت المواجهات في محيط معسكر خالد بن الوليد في موزع، غرب تعز، بالتزامن مع شن طيران التحالف العربي لغاراته على مواقع وتجمعات الانقلابيين في مناطق متفرقة من المدينة وعدد من المواقع في المخأ وموزع.
ومن خلال هذه التطورات الميدانية والسياسية سواء على الساحة اليمنية أو الإقليمية أو الدولية قد يمكن للمبعوث الأممي النجاح في طرح مبادراته الجديدة بفرض تخلي الانقلابيين عن أسلوبهم في المراوغة وابتعاد القوى الإقليمية عن التدخل في الشأن اليمني.