الأمم المتحدة

سعت بعثة الأمم المتحدة، أمس الأحد، إلى إقناع الميلشيات المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس بتمديد وتثبيت الهدنة المعلنة في المدينة عقب الاشتباكات التي شهدتها أخيرًا، وأدَّت إلى مقتل 78 شخصًا، وإصابة 210 آخرين، وفقًا إلى آخر إحصائية لوزارة الصحة الليبية.

مطالب برلمانية
وطالب عدد من أعضاء مجلس النواب الليبي على الرغم من هذه التطورات، بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، ومناشدة جميع الأطراف السياسية والعسكرية دعم الانتخابات.

وقال النواب في بيان مشترك قبل اجتماع جديد سيعقده البرلمان، اليوم الاثنين، في مقره في مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي لمناقشة تمرير الدستور الجديد للبلاد إنهم "يتابعون الأحداث المتسارعة التي تفاقمت فيها الأوضاع الأمنية والاقتصادية للبلاد، وكذلك عجز البرلمان عن تنفيذ الاستحقاقات المنوطة به وقدرته على إنهاء الانقسام، وتعثر هيئة الدستور في إنجاز دستور متوافق عليه".

مفترق طرق يستدعي تصحيح الأوضاع
وعقد غسان سلامة رئيس البعثة الأممية بدوره، اجتماعا، أمس الأحد، في مدينة الزاوية غرب العاصمة طرابلس، مع ممثلين عن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج، ووزير الداخلية وضباط عسكريين وقادة المجموعات المسلحة المختلفة الموجودة في طرابلس وما حولها لمناقشة الوضع الأمني في العاصمة.

وقال سلامة أمام الاجتماع الذي استهدف "ترسيخ وقف إطلاق النار واستحداث آلية مراقبة وتحقق لتثبيت وقف إطلاق النار والبدء في مناقشة الترتيبات الأمنية المناسبة في طرابلس"، "نحن أمام مفترق طرق".

وأضاف "علينا أن نقوم بتصحيح الأوضاع من خلال التفاهم بيننا بدلاً من التعارك وسفك الدماء وتدمير العاصمة، فلنترك للعسكريين وقت للتفاهم على كيفية فض النزاع والفصل ووضع آلية لمراقبة وقف إطلاق النار".

تدخل أميركي وإيطالي ودعوات باحترام الهدنة
وانضمت السفارتان الأميركية والإيطالية إلى جهود سلامة عبر مطالبتهما للميلشيات المسلحة باحترام وقف إطلاق النار في العاصمة طرابلس، حيث دعت السفارة الأميركية التي جددت دعمها لحكومة فائز السراج، في بيان مقتضب لها عبر "تويتر" جميع الأطراف الليبية إلى احترام الحكومة، وتفادي أعمال العنف في طرابلس.

كما ناشدت السفارة الإيطالية "جميع الأطراف احترام وقف إطلاق النار في العاصمة طرابلس"، وطالبت "جميع الأطراف بالعمل مع حكومة السراج والبعثة الأممية من أجل مصلحة شعب ليبيا".

ونقل المكتب الإعلامي في "اللواء السابع" قبل ساعات من الاجتماع، عن سعد الهمالي الناطق الرسمي باسمه قوله "إن انتهاء وقت الهدنة التي رعتها بعثة الأمم المتحدة أخيرا لا يعني بدء العمليات العسكرية".

وأضاف "إن ذلك لن يكون إلا بعد أن ترفع البعثة الأممية للدعم في ليبيا يدها وتعلن عدم قدرتها على إقناع الميليشيات أن تترك العاصمة وشأنها.

"الداخلية" تتجاهل التهديدات وتُطمئن السكان
وطمأنت وزارة الداخلية بحكومة السراج، على الرغم من هذه التهديدات، سكان العاصمة طرابلس بأن الأوضاع الأمنية داخل المدينة في تحسن مستمر وذلك بعد تفعيل الخطة الأمنية التي وضعتها الغرفة الأمنية المشتركة لتأمين طرابلس الكبرى لدعم مديرية أمن طرابلس، عبر نشر الدوريات والتمركزات والبوابات الأمنية في داخل أحياء العاصمة طرابلس، وضبط جميع الخارجين عن القانون الذين تسببوا في أعمال السرقة والنهب خلال الأيام الماضية، وإرجاع كل المسروقات لأصحابها.

وأكدت الوزارة أن كل الأجهزة الأمنية التابعة لها تهدف فقط إلى استتاب الأمن وسلامة المواطن وأن رجل الأمن يقوم بعمله بعيدا عن أية تجاذبات سياسية أو جهوية وأن ولاءه للوطن والمواطن.

وكانت لجنة الحوار لفض النزاع المسلح في طرابلس أعلنت في بيان لها مساء أول من أمس اتفاق أطراف النزاع على الاستمرار في تثبيت وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أنه عقب اجتماع عقد في طرابلس تم الاتفاق على تشكيل لجنة لتقصي الحقائق ورد المظالم وجبر الضرر.

أرقام رسمية تكشف عدد القتلى والمصابين
من جهتها، قالت إدارة شؤون الجرحى التابعة لحكومة السراج إن حصيلة الاشتباكات التي شهدتها طرابلس وصلت إلى 78 قتيلا و210 جرحى حتى مساء أول من أمس، مشيرة إلى أن 103 جرحى تلقوا العلاج في المستشفيات وغادروها، بينما ما زال 16 في عداد المفقودين.

وشهدت طرابلس على مدى نحو عشرة أيام معارك بين قوات تابعة لحكومة السراج وعناصر "اللواء السابع" المنحدر من مدينة ترهونة على بعد 80 كيلومترًا جنوب العاصمة، في بعض مناطق جنوب طرابلس، حيث نفت حكومة السراج، تبعية اللواء لحرسها الرئاسي وصفته بأنه مجرد "تشكيل مسلح خارج عن القانون".

انتحال مهربي البشر صفة الموظفين
وأعربت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ليبيا من جهة أخرى، عن انزعاجها من تقارير عن انتحال مهربي بشر صفة موظفين لديها، ودعت في بيان لها السلطات للتحرك حيال كل العناصر الإجرامية التي تسعى لاستهداف اللاجئين والمهاجرين.

وطبقًا للمفوضية فإن ما وصفته بـ"تقارير موثوق بها" تشير إلى أن "المتاجرين بالبشر والمهربين ينتحلون صفة موظفين بالأمم المتحدة، من بينهم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، في مواقع مختلفة في ليبيا، وتم رصد هؤلاء المجرمين في نقاط إنزال وأوكار تهريب، مستخدمين بدلات وأدوات أخرى بشعارات مشابهة لتلك الخاصة بالمفوضية".

وقال المتحدث باسم المفوضية بابار بالوش "إنه لا يزال من غير الواضح ما إذا تمكن هؤلاء الأشخاص الذين يدعون أنهم موظفون لدى الأمم المتحدة من خداع مهاجرين ولاجئين تعرضوا لاستغلال بعد ذلك"، مشيرا إلى أن المفوضية لا تزال تحقق في ذلك.

مراكز الإيواء
وتكتظ مراكز إيواء في ليبيا بعشرات الآلاف من المهاجرين ممن قامت السلطات الليبية بتوقيفهم داخل البلاد أو إنقاذهم في عرض البحر على متن مراكب صيد معرضة للغرق.

وينال عدد من المهاجرين فرصة إعادة توطينهم في بلد ثالث، فيما يتم إعادة غالبيتهم طوعا إلى بلادهم عن طريق المنظمة الدولية للهجرة.