باريس ـ مارينا منصف
قاومت فرنسا ضغوطا مارسها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، لتعديل الاتفاق النووي المُبرم بين إيران والدول الست، بينما خيّر مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي، الحلفاء الأوروبيين لبلاده بين دعم الولايات المتحدة أو «البقاء في الاتفاق المعيب».
وعقد تيلرسون لقاء وديا مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في باريس، لكن الأخير استبق الاجتماع لافتا إلى أن «هناك مبدأً أساسياً نحن متفقون عليه، وهو التمسك بالاتفاق النووي إلى المدى الذي يُحترم فيه»، واستدرك: «إذا احترمته إيران، وهذا ما تعلنه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولا سبب لعدم تصديقها، على الموقّعين أن يلتزموا كلماتهم. عندما يُوقّع اتفاق، على كلّ موقّع احترامه، (تيلرسون) يدرك ذلك».
وتساءل عن سبب إقدام إدارة الرئيس دونالد ترامب على «ركل كرة (الاتفاق) إلى الكونغرس والأوروبيين»، علما بأن روسيا والصين أبرمتا الاتفاق أيضاً.
في القدس المحتلة، كرّر بنس تهديد واشنطن بالانسحاب من الاتفاق، إن لم يُعدّل. وقال بعد لقائه الرئيس الإسرائيلي روفن ريفلين: «في نهاية المطاف، ستحين لحظة يجد فيها المجتمع الأوروبي نفسه مضطراً لاتخاذ قرار في شأن هل سيمضي مع الولايات المتحدة، أم سيبقى في الاتفاق المعيب بشدة مع إيران». وأضاف مخاطباً ريفلين: «نرسل إشارة إلى حلفائنا الأوروبيين، (مفادها) أن الوقت حان لإجراء تغييرات في الاتفاق. العقوبات ستكون متاحة لسنوات، لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية. ولديكم التزامنا العمل عن كثب مع حلفائنا في أنحاء العالم لتحقيق ذلك». وسُئل هل يعتقد بأن واشنطن ستنجح في التوصل إلى تلك التعديلات مع الحلفاء الأوروبيين، فأجاب: «سنرى».
في المقابل، كرّر سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني موقف بلاده قائلاً إن «قدراتها الصاروخية تأتي في إطار ردع التهديدات». وزاد: «لن نقبل أي مفاوضات في شأنها مع أي بلد». وشدد على أن «الاتفاق النووي وثيقة شاملة غير قابلة للتجزئة، ولا يمكن إعادة التفاوض» عليه، واعتبر أن «الحديث عن مراجعته، في ظل عدم التزام أميركا وأوروبا بنوده، هو كلام وقح وأوهام لترامب». وتابع أن «ما تفعله إيران في المنطقة لا يتعارض مع قرارات مجلس الأمن».
وذكر الجنرال يحيى رحيم صفوي، المستشار العسكري للمرشد علي خامنئي، أن بلاده «ستنجح إذا استطاعت، بخطوات ذكية، تشكيل تحالف مع العراق وباكستان ودول أخرى، ضد التوتر والإرهاب والتحالف الأميركي في غرب آسيا».
أما علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية لخامنئي، فقال: «لولا المساعدات الإيرانية لسقطت الحكومة السورية في غضون أسابيع، ولكان (تنظيم) داعش في بغداد الآن». وأضاف: «يتساءل بعضهم عن أسباب مساعدة إيران العراق وسورية ولبنان.
سياستنا تعتمد مبدأ الوقاية قبل العلاج. لو لم ندافع خارج الحدود، لكانت القوات الإسرائيلية الآن على حدود محافظتَي كردستان وأذربيجان الغربية» في إيران.
ونقلت صحيفة «كيهان» عن ولايتي قوله إن إيران «تحارب في العراق وسورية، لتبعد خطر التقسيم عنها»، مضيفاً: «لولا إيران لما تمكّن الروس من أن يفعلوا شيئاً في المنطقة». ونسبت وكالة «مهر» إلى ولايتي أن ممثلاً عن حركة «حماس» شكر طهران لأنها «منعت انهيار قطر».