وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون

حثّ بوريس جونسون، وزير الخارجية البريطاني السابق، الحكومة الأربعاء على تغيير استراتيجيتها للخروج من الاتحاد الأوروبي قائلا أمام مجلس العموم أن "الوقت لم يفت لإنقاذ بريكست". 

وجدّد الوزير السابق المعارض للاتحاد الأوروبي انتقاده لخطة رئيسة الوزراء تيريزا ماي لإقامة علاقات اقتصادية وثيقة مع الاتحاد الأوروبي، وذلك في أول كلمة له أمام مجلس العموم منذ استقالته الأسبوع الماضي، وحذّر جونسون الذي يراه البعض منافسا محتملا لماي، من أن خطتها ستترك بريطانيا "في حالة دائمة وتعيسة من الرقص على الحبال".

أكّد أنّ الوقت "لم يفُت لإنقاذ بريكست"

وقال وزير الخارجية البريطاني السابق إنه من خلال عرض اتباع قوانين الاتحاد الأوروبي بشأن التجارة في السلع، ودون أن يكون لبريطانيا أي رأي في وضع هذه القوانين، "فإننا نتطوع لنكون تابعين اقتصاديا"، إلا أنه أكد أنه "لم يفت الوقت لإنقاذ بريكست.. لدينا وقت في هذه المفاوضات.. لقد غيرنا المسار مرة ونستطيع تغييره مرة أخرى"، وقال إن المشكلة لم تكن أن بريطانيا فشلت في إقناع بروكسل بالتوصل إلى اتفاق تجارة حرة، "لكننا حتى لم نحاول"، وقال "علينا أن نحاول الآن لأنه لن تتاح لنا فرصة أخرى للقيام بذلك بالشكل الصحيح". 

كان نصف أعضاء مجلس النواب غائبين أثناء إلقاء جونسون كلمته، إلا أنه كان محاطا بأعضاء مناهضين للاتحاد الأوروبي من حزب المحافظين بينهم ديفيد ديفيس وزير بريكست السابق الذي استقال من الحكومة الأسبوع الماضي بسبب خطة ماي. 

طالب البريطانيين بـ"الإيمان بهذا البلد"

وغابت رئيسة الوزراء أيضا عن الكلمة لأنها كانت تدافع عن خطتها أمام أعضاء لجنة الاتصالات في المجلس إذ واجهت استجوابا قاسيا من المدافعين بشدة عن بريكست، ودافعت عن اقتراحاتها ووصفتها بأنها "صائبة"، وقالت "نحن نقدم ما صوت من أجله الناس". 

اعتبر جونسون أن ماي عادت عن "رؤيتها الرائعة" بشأن بريكست التي اشتملت على الانفصال عن محاكم الاتحاد الأوروبي والاتحاد الجمركي والسوق المشتركة، وإبرام اتفاقيات تجارة جديدة، وأضاف أنه في الأشهر الـ18 الأخيرة "يبدو كأن ضبابا من انعدام الثقة بالذات قد هبط.. وتعثرنا وأحرقنا رأس مالنا التفاوضي"، مشيرا إلى الاتفاق على دفع مليارات الجنيهات لتسوية التزامات بريطانيا المالية قبل التوصل إلى أي اتفاق تجارة مستقبلي، وطالب جونسون البريطانيين "بالإيمان بهذا البلد". 

وقال "الوقت ينفد، وإذا استطاعت رئيسة الوزراء إصلاح تلك الرؤية مرة أخرى، أعتقد إذن بأنها تستطيع أن تقدم لبريطانيا بريكست عظيما".

ورحّب نواب مناهضون للاتحاد الأوروبي بكلمة جونسون، ووصفها النائب المحافظ أندرو روزينديل بأنها دعوة "مذهلة" لبريطانيا إلى "أن تثق بنفسها كشعب للتوصل إلى بريكست حقيقي"، إلا أن منتقدين للوزير السابق قالوا إنه مجرد خطاب حماسي من الخطابات التي يشتهر بها جونسون.

وقال النائب ديفيد لامي من حزب العمال المعارض "يبدو أن أجرة بوريس جونسون مقابل إلقاء الكلمات بعد حفلات العشاء انخفضت أسرع من انخفاض الجنيه الإسترليني بعد خطاب الاستقالة الكئيب المليء بالمدح الذاتي"، أما النائب ويست ستريتنغ من حزب العمال والذي يؤيد إجراء استفتاء ثان على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فقال إن الكلمة كانت "فارغة".