عدن ـ اليمن اليوم
كشفت مصادر يمنية مطلعة عن وجود مزاج عام داخل العاصمة اليمنية صنعاء والمناطق الخاضعة للانقلابيين يتصاعد غضبه تدريجياً في ظل تدهور الأحوال المعيشية والأمنية، ويتزامن ذلك مع مواصلة الحوثيين إهانة وطرد وزراء المؤتمر الشعبي العام في حكومة الانقلاب.
وكانت ميليشيات مسلحة تابعة للحوثيين اقتحمت أول من أمس السبت، مكتب وزير الصحة والسكان في حكومة الانقلاب محمد بن حفيظ والمحسوب على حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وقامت بالتهجم عليه وإشهار السلاح قبل أن يتم طرده بشكل نهائي.
وأوضح مسؤول في الحكومة اليمنية الشرعية لـ"الشرق الأوسط" أن الانقلابيين ورغم كل ما يبذلونه لمداراة وتغطية الخلافات المتصاعدة في ما بينهم، إلا أن شرارة الصراع مشتعلة وستنفجر في أي لحظة. وأضاف المسؤول الذي رفض ذكر اسمه من خلال المعلومات الواردة من العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي وقوات صالح، من الواضح وجود مزاج عام يغلي ويتزايد يومياً ضد الانقلابيين، الوضع أصبح لا يحتمل والناس سوف يثورون قريباً.
ويعتزم الانقلابيون رفع أسعار أنبوبة الغاز المنزلي في المناطق التي يسيطرون عليها بمعدل 100 ريال يمني للأنبوبة، وهي زيادة تثقل كاهل المواطنين لا سيما أن الحوثيين وصالح يرفضون تسليم الرواتب منذ أشهر طويلة.
وبحسب المسؤول في الحكومة الشرعية فإن محاولات رفع الأسعار على المواطنين بحجة دعم الاقتصاد أمر أصبح لا ينطلي على الشارع اليمني الذي شاهد وتابع مليارات الريالات مكدسة في منازل القيادات الحوثية، ولذلك هذه الزيادة قد تكون الشعرة التي تقصم ظهر البعير كما يقال.
وفي خطاب وجهه لرئيس وزراء ما يسمى بحكومة الانقلاب، اشتكى محمد بن حفيظ وزير الصحة والسكان من اقتحام ثلاثة من القيادات الحوثية ومرافقوهم لمكتبه الخاص وهم مدججون بالسلاح بغرض التفاهم على حد قولهم، وتابع: نود إحاطتكم علما بأنه في يوم السبت 30 سبتمبر/أيلول 2017 تم اقتحام مكتب الوزير من قبل كل من عبد السلام المداني ونشوان العطاب وعبد العزيز الديلمي بالمرافقين المدججين بالسلاح وقاموا بالدخول إلى مكتبنا الخاص مع الأخ عبد الغني المداني بطلب منه لغرض التفاهم كما يزعمون وبعدها قام المدعو نشوان العطاب بمحاولة إشهار المسدس في وجهي لولا تدخل مدير مكتبي وأمسك بالمسدس وبعدها اشتبك الأشخاص الثلاثة مع مدير مكتبي.
ويشير بن حفيظ إلى أن الحوثيين كانوا مبيتي النية لاحتلال مكتب الوزير وطرده، وقال: كانت كل ألفاظهم أنهم لن يغادروا المكتب وأن الوزير غير مرغوب بالوزارة، مما أوحى بأن الأمر مبيت ومرتب له من قبل، الأمر الذي دفعني للخروج من الوزارة وهم رفضوا الخروج من المكتب وقيامهم بممارسة مهام الوزير بقوة السلاح ومحاولتهم سحب الختم الرسمي للوزارة.
في السياق ذاته، وصف كامل الخوداني وهو صحافي من أنصار حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده صالح، حكومة الانقلاب بأقبح حكومة عرفها اليمن، وقال على حسابه على "فيسبوك" كل الخدمات اللي توفرها السلطات في كل بلدان العالم بل أدناها وأبسطها لا توفرها سلطة صنعاء للمواطن ابتداء من الخدمات العامة كهرباء مياه صحة تعليم أمن وأمان وانتهاء بصرف المرتبات لكافة قطاعات الدولة بل حتى توفير متطلبات المواطن من مواد غذائية، مشتقات نفطية، وتتعامل سلطة صنعاء مع المواطن كالتاجر الانتهازي الذي يحتكر بيع وشراء سلعة معينة يستوردها بمبلغ ويبيعها بخمسة أضعافها كما هو الحاصل مع الغاز والبترول وبقية المشتقات والسلع.
ولمح الخوداني إلى قرب نفاد صبر السكان وقيامهم بثورة ضد حلفاء الانقلاب الحوثيين وصالح، وأردف والذي نفسي بيده إنها أوقح سلطة على وجه الأرض وأجبن شعب عرفته البشرية أصبحنا بحاجة ماسة وملحة لثورة مسلحة بالسكاكين والخناجر والبنادق تقتلع عصابة صنعاء بشقيها المؤتمر والحوثيين بل إنها أصبحت فرض واجب مقدس وفي أسرع وقت.