داعش

نجحت الفصائل الإسلامية والمقاتلة المدعمة بالدبابات والطائرات التركية من جهة أخرى، في الوصول إلى مشارف القرى الواقعة ضمن ريف مدينة الباب التي يسيطر عليها تنظيم "داعش"، وجاء هذا التقدم ضمن عملية "درع الفرات" المسنودة بقصف تركي مدفعي وصاروخي وجوي، بعد سيطرة هذه الفصائل على بلدة دابق ذات الرمزية الدينية، في الـ 16 من شهر أكتوبر / تشرين الأول الجاري، والتي انسحب منها الحكومة نحو ريف الباب، تبعها تقدم للفصائل العاملة ضمن "عملية درع الفرات" بريف مارع، بالتوازي مع انسحاب الحكومة من عدد آخر من القرى الواقعة بريف مارع وريف الراعي الجنوبي، باتجاه ريف مدينة الباب الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي، بحيث توسع نطاق سيطرة فصائل عملية "درع الفرات" إلى ما يقارب ألفي كيلومتر مربع من مساحة الشمال السوري، وخلال الـ 24 ساعة الماضية، باتت الفصائل المدعمة بآليات وطائرات تركية من جهة، وقوات سورية الديمقراطية من جهة ثانية وتنظيم "داعش" من جهة ثالثة، على خط تماس مشترك في منطقة حساجك ومحيطها.
 
 وفي حال تمكنت الفصائل من التقدم أكثر جنوباً، فإنها ستصبح على تماس مباشر مع قوات الحكومة والمسلحين الموالين لها في القرى القريبة من تل جبين والواقعة في ريف حلب الشمالي، والتي تتصل مع بلدتي نبّل والزهراء ومع قوات الحكومة المتواجدة في شمال مدينة حلب، كما أنه في حال تقدمت فصائل عملية "درع الفرات" إلى الجنوب أكثر، فإنها تكون قد أنهت حلم إقامة فيدرالية الشمال السوري ووصل منطقة عفرين بمنطاطق عين العرب (كوباني) وتل أبيض والجزيرة السورية، وحلم وصل المناطق الثلاث للإدارة الثاتية الديمقراطية في "مقاطعات الجزيرة وكوباني وعفرين" ببعضها.
 
وتتعرّض أماكن سيطرة جيش "خالد بن الوليد" بريف درعا الغربي لقصف مكثف منذ صباح اليوم من قبل الفصائل الإسلامية والمقاتلة، وسط تبادل إطلاق النار بين الطرفين في محور العلان، في حين استهدفت قوات الحكومة بالرشاشات الثقيلة مناطق في بلدة اليادودة غرب درعا بعد منتصف ليل أمس، أيضاً قصف قوات الحكومة مناطق في قرية أم ولد بريف درعا الشرقي، بينما قضى قيادي من الفصائل متأثر بجراح أصيب بها منذ أيام خلال اشتباكات مع قوات الحكومة والمسلحين الموالين لها في ريف درعا الأوسط.
 
وقُتل رجل جراء قصف طائرات حربية أماكن في بلدة البصيرة بريف دير الزور الشرقي يوم أمس، حيث كانت الطائرات قد استهدفت بـ 3 صواريخ جسر البصيرة على نهر الخابور بريف دير الزور الشرقي، الجدير بالذكر أن الجسر يعتبر ممراً رئيسياً لنقل النفط من حقل العمر النفطي باتجاه ريف دير الزور الشرقي، حيث أسفر القصف عن إحداث أضرار أوقفت الطريق عن العمل. وألقى الطيران المروحي صباح اليوم براميل متفجرة على مناطق في بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي، في حين قتل وأصيب عدة عناصر من قوات الحكومة والمسلحين الموالين لها، جراء انفجار لغم بهم في محور عقارب بريف حماة الجنوبي الشرقي بعد منتصف ليل أمس.
 
ونفذت طائرات حربية بعد منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء، 7 غارات على مناطق في مخيم خان الشيح بغوطة دمشق الغربية، ما أسفر عن أضرار مادية، دون معلومات عن خسائر بشرية، في حين وردت معلومات عن استشهاد 6 أشخاص بينهم مواطنات وأطفال جراء استهداف قوات الحكومة لسيارة كانوا يستقلونها في الطريق الواصل بين بلدتي خان الشيح وزاكية بالغوطة الغربية، كما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على مناطق في الغوطة الغربية بعد منتصف ليل أمس.
 
على صعيد آخر وصلت حافلات إلى مدينة معضمية الشام ومشارفها، بغوطة دمشق الغربية، وسط توافد نحو منطقة وصولها ، تمهيداً لنقل المئات من المقاتلين وعوائلهم من المدينة، إلى الشمال السوري ومحافظة إدلب، على أن يتم "تسوية أوضاع" من يرغب بالبقاء من المقاتلين في معضمية الشام، وذلك على غرار اتفاقي داريا وقدسيا والهامة، الذي نقل بموجبه آلاف الأشخاص من قدسيا والهامة وداريا إلى محافظة إدلب، عبر اتفاقات جرت بين القائمين على هذه المناطق والفصائل المتواجدة فيها، وبين سلطات النظام.
 
و تتعرض أماكن في محور الـ 1070 شقة، بجنوب غرب مدينة حلب، لقصف مكثف من قبل قوات الحكومة منذ فجر اليوم، وسط اشتباكات متجددة في المنطقة، بين قوات الحكومة والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة فتح الشام من جانب آخر، في حين دارت اشتباكات بين الطرفين في محور العويجة والإنذارات شمال حلب ومحور السابقية بريف حلب الجنوبي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة.
 
وعلى صعيد متصل ارتفع إلى 14 بينهم 7 أطفال و5 سيدات عدد القتلى الذين وثقهم المرصد السوري لحقوق الإنسان جراء قصف في الـ 8 من أكتوبر / تشرين الأول الجاري على قرية دويبق القريبة من دابق بريف حلب الشمالي الشرقي، خلال سيطرة الحكومة عليها، إثر القصف من قبل طائرات حربية يرجح أنها تركية على القرية حينها.وتدور اشتباكات بين تنظيم "داعش" من طرف، وقوات الحكومة والمسلحين الموالين لها من طرف آخر في منطقة التلال الواقعة بالقرب من بلدة السخنة بريف حمص الشرقي، وسط قصف متبادل بين الطرفين ومعلومات عن خسائر بشرية.
 
تشهد الأحياء الشرقية من مدينة حلب حالة من الهدوء الحذر، المتمثل بتوقف قصف الطائرات الحربية الروسية والتابعة للحكومة، والطائرات المروحية عن استهداف هذه الأحياء، منذ فجر أمس الثلاثاء الـ 18 من شهر تشرين الأول / أكتوبر الجاري، وجاء هذا الهدوء من حيث توقف القصف الجوي، بعد ساعات من مجازر ارتكبتها قوات الحكومة في أحياء القاطرجي والمرجة وبستان القصر وأحياء أخرى في القسم الشرقي من مدينة حلب، راح ضحيتها في الـ 48 ساعة التي سبقت توقف القصف الجوي، ما لا يقل عن 55 مواطناً بينهم 21 طفلاً و9 إناث، فيما عاشت الأحياء الشرقية ساعاتها الـ 30 دون وجود أي عملية قصف جوي أو مقتل مواطنين نتيجة غارات أو قصف مدفعي أو صاروخي، فيما تواصلت الاشتباكات في محاور بالقسم الشمالي من مدينة حلب وفي أطرافها الجنوبية الغربية بين قوات الحكومة والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى.
 
ومع استمرار الهدوء في أحياء مدينة حلب الشرقية يكون انهيار الهدنة الروسية - الأميركية في سوريا، قد أتم شهره الأول الذي شهدت فيه تصاعداً للقصف على مدينة حلب، من قبل الطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام، ومن قبل قوات الحكومة بالإضافة لسقوط القذائف على أحياء المدينة الغربية، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل740 مواطنًا مدنيًأ بينهم 145 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و56 مواطنة فوق سن الـ 18، إضافة لإصابة المئات بجراح متفاوتة الخطورة وفقدان العشرات، منذ الساعات الأولى لانهيار الهدنة الروسية الأمريكية - الروسية، عند السابعة من مساء الـ 19 من أيلول / سبتمبر الفائت، وحتى اليوم الـ 19 من شهر تشرين الأول / أكتوبر الجاري من العام 2016.
 
كما وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهاد 457 مواطنًا مدنيًا بينهم 85 طفلاً و27 مواطنة، جراء الضربات الجوية التي نفذتها الطائرات الحربية الروسية وطائرات الحكومة المروحية والحربية، على الأحياء الواقعة في القسم الشرقي من مدينة حلب، من ضمنهم 37 شخصاً جرى توثيقهم خلال القصف المتجدد في الأيام السابقة بينهم 4 أطفال و13 شخصاً مجهولي الهوية حتى الآن، كما أسفرت الضربات هذه عن سقوط مئات الجرحى، لا يزال بعضهم بحالات خطرة، فيما أصيب بعضهم الآخر بإعاقات دائمة.
 
كذلك وثّق المرصد السوري مقتل 24 مواطناً بينهم 5 أطفال ومواطنتان في قصف مدفعي لقوات الحكومة على مناطق في حي المعادي ومحيطه وسيف الدولة والصاخور والهلك وكرم الجبل ومناطق أخرى في القسم الشرقي من مدينة حلب. فيما وثق المرصد 167 قتيلا من ضمنهم 38 طفلاً و13 مواطنة، قضوا جميعاً إثر الضربات الجوية المتجددة للطائرات الحربية التابعة للنظام والطائرات الروسية على أرياف حلب الشرقية والشمالية والغربية والجنوبية، كما خلفت هذه الضربات عشرات الجرحى، ممن لا يزال بعضهم يعاني من جراحه الخطرة، فيما أصيب آخرون إصابات بليغة وبإعاقات دائمة.
 
في حين قُتل 88 شخصاً بينهم 17 طفلاً و14 مواطنة، جراء سقوط قذائف أطلقتها الفصائل على مناطق سيطرة قوات الحكومة في أحياء حلب الغربية. كما وثّق المرصد 3 مواطنين قُتلوا جراء سقوط قذائف أطلقتها الفصائل الإسلامية والمقاتلة على مناطق في حي الشيخ مقصود الذي يقطنه غالبية من المواطنين الكرد وتسيطر عليه وحدات حماية الشعب الكردي. وشاب من ذوي الاحتياجات الخاصة في حي الهلك بمدينة حلب قُتل إثر إصابته برصاص قناص وحدات حماية الشعب الكردي
 
في حين أفضت غارات طائرات الحكومة والطائرات الروسية، وقصف قوات الحكومة على أحياء حلب الشرقية، وسقوط القذائف على الأحياء الغربية من المدينة، عن إصابة أكثر من 1900 مواطن بجراح متفاوتة الخطورة، بعضهم لا يزال يعاني من جراح خطرة، فيما أصيب البعض الآخر بإعاقات، وسط تناقص القدرات الطبية على إنقاذ الحالات الحرجة، بالإضافة لنقص في المواد الطبية والمعدات اللازمة، وانعدام اختصاصات طبية في أحياء حلب الشرقية، الأمر الذي زاد من معاناة المدنيين، جنباً إلى جنب مع استمرار الحصار المفروض على الأحياء الشرقية للمدينة منذ الـ 17 من شهر تموز / يوليو الفائت من العام الجاري 2016.
 
ويُشار إلى أن المرصد السوري لحقوق الإنسان كان قد وثّق خلال أيام سريان الهدنة منذ الـ 12 من أيلول الماضي وحتى الـ 19 من الشهر ذاته، مقتل 4 مواطنين أحدهم طفل برصاص قناص في مناطق سيطرة قوات الحكومة، والبقية هم طفل ومواطنة ورجل قُتلوا برصاص قناصة وقصف لقوات الحكومة وقصف جوي على مدينة حلب ومنطقة حريتان في ريفها.