كابول ـ أعظم خان
كشف اقتحام مسلحين متنكرين في زي أعضاء الطاقم الطبي، المستشفى العسكري الرئيسي في العاصمة الأفغانية "كابول" يوم الأربعاء، تدهور الوضع الأمني في أفغانستان. وكان تنظيم "داعش" أعلن مسؤوليته عن الهجوم الذي أسفر عن مقتل 30 شخصًا على الأقل وإصابة العشرات. وكافحت القوات الأفغانية لمدة سبع ساعات، لإخلاء المستشفى المزدحم وإنهاء حالة الحصار، مما أسفر عن مقتل جميع منفذي الهجوم الذي وقع في وضح النهار، وسط العاصمة الأفغانية.
وفي الوقت التي تصاعدت فيه الحرب في أفغانستان وعانت فيه قوات الأمن من ارتفاع معدل الإصابات، ظل مستشفى "سردار داود خان"، الذي يحتوي على 400 سرير، مركز الرعاية الرئيسي لجنود الجيش الجرحى. ودائما ما يكون المستشفى المذكور ممتلئًا على مدار أيام الأسبوع، حيث يتم جلب جثث الذين قتلوا في أنحاء البلاد أيضا اليها ليستلمهم أسرهم.
وأعلن "داعش" مسؤوليته عن الهجوم يوم الأربعاء عبر وكالة الأنباء "أعماق"، وفقا لمجموعة "سايت للاستخبارات" وذلك بعد ساعات من نفي حركة طالبان تورطها في الهجوم. وكان العام الماضي، شهد رقمًا قياسيًا في عدد الضحايا المدنيين والعسكريين في القتال الذي يظل محتدمًا في جميع أنحاء البلاد. وكان الكثير من معارك شنتها حركة "طالبان"، التي تواجه تمردًا شجعته المكاسب الإقليمية في السنوات الأخيرة، حيث تحاول مجموعة تابعة لـ "داعش" الحصول على موطئ قدم في شرق البلاد.
وتم تقليص حجم الجماعة إلى نحو 700 مقاتل، بعد العمليات المتكررة من قبل القوات والغارات الجوية من قبل الجيش الأميركي في أفغانستان، وفقا لمسؤولين عسكريين في الولايات المتحدة. وعلى الرغم من هذه الخسائر، ادعت داعش مسؤوليتها عن عدد متزايد من العمليات انتحارية في كابول، وهجوم المستشفى هو الأكثر تطورا.
وكانت الجماعة المرتبطة بـ"داعش"، والتي تغطي أفغانستان وباكستان وتتألف الى حد كبير من مقاتلي المناطق القبلية الباكستانية، أعلنت سابقًا مسؤوليتها عن هجوم على مزار في جنوب باكستان يوم 16 فبراير/شباط الذي أودى بحياة أكثر من 80 شخصا.
ويزداد الموقف تعقيدًا في الوضع الإقليمي، كما يقول المحللون، بسبب صعوبة تحديد ما إذا كانت الهجمات المنسوبة إلى "داعش" نفذت فعليا من قبل المجموعة، أو إذا كانت الجماعات المتطرفة الأخرى مثل "شبكة حقاني" هي المسؤولة.
وبدأ الهجوم في كابول يوم الاربعاء في حوالى 9:00، حيث اكتظ المستشفى بالموظفين، وكذلك أفراد الأسرة الذين جاءوا لزيارة ذويهم. وأدانت الأمم المتحدة الهجوم، وطالبت جميع الأطراف إلى احترام المرافق الطبية.