لندن ـ سليم كرم
هاجمت النقابات التجارية في بريطانيا رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، بعد صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والتي تتفاوض عليها مع الاتحاد الأوروبي ,مشيرة أنها يجب أن تعطي الشعب تصويتًا على صفقة .
مطالبة باستفتاء ثان
قال مؤتمر نقابة التجاريين إنه كان يجب إخبار رئيسة الوزراء بذلك، بعدما اتهمها باحتجاز البلاد بشكل عشوائي بإصرارها على أن خطة تشيكرز هي البديل الوحيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقالت اللجنة إن المقترحات ستكون "مُدمرة" للعاملين.
وطالبت الهيئة، التي تجمع النقابات التي تُمثّل أكثر من 5.5 مليون عامل، ماي بالدعوة إلى انتخابات عامة أو إجراء استفتاء نهائي للتعبير عن الموافقة العامة على صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وهددت بإلقاء ثقلها بشكل كامل وراء الدعوات المتزايدة لإجراء استفتاء آخر ما لم تتخل رئيسة الوزراء عن خطط الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وسيضيف الإعلان الرئيسي لنقابات العمال في بريطانيا الضغط على جيريمي كوربين، زعيم حزب العمل، لتحويل سياسة الحزب الخاصة نحو دعم التصويت على صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
حزب العمل طرف محايد
وبدا أن زعيم حزب العمل ترك الباب مفتوحًا في وقت سابق من الأسبوع عندما قال عن احتمال إجراء تصويت آخر "ليس لدينا موقف بشأنه بعد".
و قالت فرانسيس أوجرادي، السكرتير العام للنقابة، في حديثها في مانشستر في بداية المؤتمر الـ 150" على ماي أن تسمح للجمهور بأن يقرر ما إذا كانت الصفقة التي تتفاوض عليها جيدة بما فيه الكفاية"، مضيفة "أنا من النقابة، عندما نبرم صفقة، نعود إلى الأعضاء ونضطر إلى الحصول على موافقتهم، سواء كان ذلك من خلال انتخابات عامة أو تصويت شعبي، ينبغي على السيدة ماي أن تتعامل معها بشأن شروط خروج بريطانيا من الاتحاد وإعادتها إلى الشعب، بحيث يمكن أن يقرر ما إذا كانت تلك الصفقة جيدة بما فيه الكفاية".
قالت أوجرادي بشأن مطالبة رئيسة الوزراء بتبني موقف أكثر ليونة وإبقاء بريطانيا مرتبطة بشكل وثيق بالاتحاد الأوروبي "الخروج من دون صفقة سيكون أمرًا مدمرًا للعمال، ولكن هذه اقتراحات رئيسة الوزراء، وإذا اتبعت تيريزا ماي مقاربة اقبلوا صفقتي أو الخروج دون صفقة، فلن تمنح البرلمان خيارًا حقيقيًا,مضيفة أنها تحتجز البلد من أجل الحصول على فدية، ولم يصوت أحد على ذلك. لذا أريد اليوم أن أقدم تحذيرًا واضحًا لرئيس لها. أقوم بإخطارها: أنه إذا لم تقدم صفقاتها للناس العاملين، إذا لم تحمي الوظائف والحقوق في العمل والسلام في أيرلندا الشمالية، فإن النقابة ستلقي بثقلنا وراء الدعوة للتصويت على الشروط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".
الأولوية لمصلحة العمال والشعب
ودعت العديد من النقابات لإجراء استفتاء ثان بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي، وكشف استطلاع جديد للرأي , أن أعضاء أكبر ثلاث نقابات في بريطانيا تدعم الاستفتاء الجديد بهامش يزيد على اثنين إلى واحد.
قالت أوجرادي أن "ماي" سمحت لسياسات حزب المحافظين أن تكون لها الأولوية على مصالح الشعب العامل، واتهمها بأنها ضعيفة للغاية بحيث لا تستطيع الوقوف في وجه المتشدّدين في حزبها.
ودعت الحكومة إلى محاولة تمديد فترة المادة 50 للسماح بمزيد من الوقت لتجنب الخروج من الاتحاد، وقالت أورادي، التي قالت في السابق إنها التقت بالمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أكثر من ماي، إنها "أصيبت بخيبة أمل" بسبب افتقار رئيسة الوزراء إلى مشاركة الاتحادات البريطانية بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأضافت "إنه لأمر مخيب للآمال أن قادة النقابات، وهم ممثلون لما يقرب من 6 ملايين عامل، لم يسمعوا بعد بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. أين صوت العمال؟".
الدعوة لتصويت نهائي
وكانت تتحدث بعد أن وافق المجلس العام للنقابةعلى بيان مطول يوضح موقفه من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقال المجلس "في مواجهة هذا القدر من عدم الاستقرار وعدم الثقة في قدرة السياسيين على التسليم، ليس من المفاجئ أن تظهر استطلاعات الرأي أن عددا متزايدا من الناس يريدون أن يكون لهم رأي في اتفاق مغادرة الاتحاد".
وأضاف"بالنظر إلى الخطر الحقيقي لانهيار المحادثات، أو الاتفاق الذي لا يفي بأولويات النقابة، ومع احترام نتيجة استفتاء العام 2016 لمغادرة الاتحاد الأوروبي، فإننا لا نستبعد إمكانية القيام بحملات من أجل حصول الناس على قول نهائي في اتفاق الخرروج من خلال تصويت شعبي."
و سيصوت أعضاء النقابة في المؤتمر على اقتراح يدعو إلى التصويت النهائي بغض النظر عن الصفقة التي ستجلبها ماي من بروكسل يوم الإثنين المقبل.
ويدعو مشروع النص، الذي تقدمت به نقابة عمال النقل، إلى اتحاد النقابات القيام بحملة للناس العاديين ليكون لديهم القول النهائي من خلال استفتاء على أي صفقة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، متفق عليها حتى يتمكن الناس من اتخاذ قرار مستنير بشأن الصفقة المعروضة".