الجيش السوري

شنَّت الأجهزة الأمنية السورية، حملات دهم واعتقالات جديدة نفذتها ضمن مناطق "التسويات والمصالحات" في دمشق وريفها والجنوب السوري، حيث علم المرصد السوري لحقوق الانسان أن مخابرات الجيش السوري اعتقلت أمس الاثنين أفراد عائلة كاملة من منزلهم الكائن في حي "ركن الدين" في العاصمة دمشق، إذ جرى اعتقال 3 رجال وسيدتين اثنتين من الحي وذلك بعد وصول العائلة قبل أيام من الشمال السوري بعد خروجهم إليه بموجب الاتفاق الذي جرى في "برزة" الدمشقية في شهر آيار/مايو من العام 2017 الفائت، بين القوات الحكومية السورية والفصائل التي كانت في المنطقة آنذاك، والذي أفضى بخروج الرافضين للاتفاق نحو الشمال السوري، وفي الجنوب السوري وتحديداً في محافظة درعا.

وسجل المرصد السوري حصول اعتقالات أخرى نفذتها الأجهزة الأمنية في كل من الشيخ مسكين والصنمين والجيزة بالريف الدرعاوي، حيث اعتقلت أكثر من 15 شخصاً في الصنمين ونحو 10 أشخاص في الشيخ مسكين بينما اعتقلت اثنين في بلدة الجيزة، وذلك بتهم مختلفة كـ "“سوق للخدمة الإلزامية في الجيش السوري وخلايا نائمة لهيئة "تحرير الشام" وتنظيم "داعش"، وتأتي عمليات الاعتقالات في انتهاكات جديدة للاتفاقات التي جرت سابقة ضمن مناطق "المصالحات والتسويات".

أما في غوطة دمشق الغربية فقد رصد المرصد السوري حملات دهم واعتقالات واسعة طالت العشرات من المطلوبين للـ “الخدمة الإلزامية” في جيش النظام، حيث جرت الاعتقالات في كل من الكسوة والطيبة وأماكن أخرى بغوطة دمشق الغربية، حيث أن غالبية الذين تم اعتقالهم ممن أجروا “مصالحات وتسويات” في أوقات سابقة خلال سيطرة القوات الحكومية السورية على مناطقهم.

وكانت مصادر موثوقة أكدت للمرصد السوري أن القوات الأمنية اعتقلت 18 شاباً واقتادتهم إلى خدمة التجنيد الإجبارية. كما أكدت المصادر للمرصد أن القوات السورية شددت الإجراءات الأمنية على مداخل منطقة قدسيا، وطلبت أوراقاً رسمية تتعلق بتأجيل خدمة التجنيد الإجباري للطلاب المتنقلين على الحواجز، كما أن المصادر الموثوقة أكدت للمرصد السوري أن الحملة هذه تعد الأوسع في منطقة قدسيا منذ تمكن القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من السيطرة على المنطقة بعد تهجير مقاتليها ومدنييها الرافضين للاتفاق الذي جرى بين ممثلي المنطقة وسلطات دمشق، وجرى نقلهم على متن عشرات الحافلات من منطقتي قدسيا والهامة إلى محافظة إدلب والشمال السوري.

عارك عنيفة في تلال الصفا بين "داعش" والقوات الحكومية السورية

وفي محافظة ريف، تجددت الاشتباكات بوتيرة عنيفة على محاور في تلال الصفا عند الحدود الإدارية مع ريف السويداء، بين القوات الحكومية السورية مدعمة بالمسلحين الموالين لها من جانب، وتنظيم "داعش" من جانب آخر، وترافقت هذه الاشتباكات مع عمليات قصف واستهدافات متبادلة بين الطرفين، بالإضافة لضربات جوية من قبل الطائرات الحربية تستهدف محاور القتال ومواقع التنظيم بين الحين والآخر، فيما خلفت الاشتباكات المتجددة خسائر بشرية بين طرفي القتال بين قتلى وجرحى، فيما يأتي تجدد الاشتباكات بوتيرة عنيفة في ظل تعثر المفاوضات لإتمام صفقة مختطفي السويداء البالغ عددهم 21 مختطفاً هم 14 طفلاً و7 مواطنات، بعد الإفراج عن 4 أطفال وسيدتين في الدفعة الأولى من المفرج عنهم لدى التنظيم، ونشر المرصد السوري يوم الأحد، أنه رصد عودة الهدوء النسبي إلى منطقة تلول الصفا الواقعة في بادية ريف دمشق على الحدود الإدارية مع محافظة السويداء، بعد عمليات القصف من قبل القوات الحكومية السورية التي طالت مناطق سيطرة تنظيم “داعش”، خلال الـ 24 ساعة الفائتة، والتي تزامنت مع استهدافات من قبل التنظيم للمنطقة، ومع اشتباكات بين الطرفين، حيث أخفقت المفاوضات إلى الآن في الإفراج عن دفعة جديدة من المختطفات والمختطفين لدى تنظيم "داعش" والبالغ عددهم 21 مختطفاً هم 14 طفلاً و7 مواطنات

يشار إلى أن المرصد السوري كان نشر يوم السبت في 20 من شهر تشرين الأول الجاري، أنه علم من عدة مصادر موثوقة، أنه جرى الإفراج عن 6 مختطفين ومختطفات من سكان ريف السويداء الشمالي الشرقي، ممن كانوا محتجزين لدى تنظيم "داعش" منذ الـ 25 من شهر تموز / يوليو الفائت من العام الجاري 2018، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن التنظيم أفرج عن أول دفعة من المختطفين الـ 27 المحتجزين لديه والذين يبلغ عددهم الكامل، 18 طفلاً و9 مواطنات، إذ جرى الإفراج عن السيدة رسمية أبو عمار والسيدة عبير شغلين مع أطفالها الأربعة وهم ملهم جباعي وأمواج جباعي وغيداء جباعي ويعرب جباعي، ضمن أولى خطوات تنفيذ كامل الصفقة، التي تتضمن تسليم مبلغ 27 مليون دولار بالإضافة لأكثر من 60 معتقلة لدى القوات الحكومية السورية طالب التنظيم بهنَّ مع محتجزات أخيات لدى قوات سوريا الديمقراطية، ووردت معلومات عن أن الجزء الأول من الصفقة جرى بالتزامن مع تسليم معتقلات لدى النظام للتنظيم، كبادرة حسن نية من الطرفين، ومن المرتقب خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة، أن تجري عملية الإفراج عن كافة مختطفي ومختطفات السويداء، مقابل تسليم المبلغ المرقوم المتفق عليه وتسليم المعتقلات، ويتزامن هذا الاستلام والتسليم مع هدوء يسود منطقة تلول الصفا التي يتواجد فيها تنظيم "داعش"، حيث جرت عملية التهدئة بإشراف روسي.

 ونشر المرصد السوري قبل ساعات أن القوات الحكومية السورية استقدمت تعزيزات عسكرية ضخمة إلى مواقعها ونقاطها في منطقة تلول الصفا الواقعة في بادية ريف دمشق عند الحدود الإدارية مع ريف السويداء، وتأتي التعزيزات الكبيرة هذه كورقة ضغط على التنظيم للإسراع من عملية الإفراج عن المختطفين لديه من أبناء السويداء، كما نشر المرصد السوري أنه من المرتقب أن تنتهي أزمة المختطفين والمختطفات الذين كان التنظيم قد اختطفهم خلال هجمات الأربعاء الدامي على السويداء وريفها في الـ 25 من شهر تموز الفائت من العام الجاري، حيث من المرتقب أن يتم الإفراج عنهم خلال الساعات المقبلة ضمن صفقة تبادلية بين التنظيم ولجان التفاوض ووسطاء، كما علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه وفي حال لم تجري عملية التبادل والإفراج عن المختطفين سوف تستكمل القوات الحكومية السورية وحلفائها عملياتها العسكرية بشكل أوسع وأكبر ضمن آخر ما تبقى للتنظيم في تلال الصفا ببادية ريف دمشق.

"قسد" تحشد عناصرها وآلياته لمحاربة "داعش" شرق الفرات

وفي محافظة دير الزور، رصد المرصد السوري مرور رتلاً لـ"قوات سورية الديمقراطية" إلى محاور التماس مع تنظيم"“داعش" ضمن الجيب الأخير للتنظيم في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، وأبلغت مصادر المرصد السوري أن 4 أسرى من التنظيم ممن أسرتهم قسد في وقت سابق خلال العمليات العسكرية في المنطقة، تواجدوا ضمن آليات الرتل وهم معصوبو العينين ومكبلو الأيدي، حيث من المرجح أن تتم عملية مبادلة بين التنظيم وقسد في المنطقة، ولا تزال التحضيرات متواصل من قبل قوات سورية الديمقراطية عبر حشد قواتها وتنظيم صفوفها بهدف البدء بعملية عسكرية شاملة ونهائية ضد تنظيم "داعش" عند الضفاف الشرقية من نهر الفرات، لإنهاء تواجد التنظيم هناك.

وكان المرصد السوري نشر منذ ساعات، أن "قوات سورية الديمقراطية" استقدمت مزيداً من التعزيزات العسكرية إلى محيط الجيب الأخير الخاضع لسيطرة تنظيم "داعش" شرق نهر الفرات بريف دير الزور الشرقي، حيث علم المرصد السوري أن ما لا يقل عن 100 من مقاتلي وحدات حماية المرأة وصلوا إلى المنطقة، لتنضم إلى أكثر من 300 من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي (القوات الخاصة في قسد) حيث علم المرصد السوري أن قوات سورية الديمقراطية تعمد إلى تجميع قواتها من النخبة والذين لديهم خبرة عالية في القتال بهدف بدء العملية العسكرية النهائية التي تهدف إلى إنهاء تواجد التنظيم ضمن جيبه الأخير شرق الفرات، على صعيد متصل رصد المرصد السوري تحليق حوامتين عسكريتين تابعين للتحالف الدولي في سماء الجيب الأخير لتنظيم “داعش” قبل أن تعود إلى مركزها في حقل العمر، فيما يذكر أن طائرات التحالف الدولي غائبة عن أجواء المنطقة منذ أكثر من 3 أيام باستثناء تحليقها مساء الأحد لوقت قصير استهدفت خلاله مفخختين للتنظيم ومواقع له في البحرة وهجين، ونشر المرصد السوري منذ ساعات، أن القوات الخاصة في قوات سورية الديمقراطية وهي وحدات حماية الشعب الكردي تواصل تحضيراتها وتحشداتها بعد أن وصل أكثر من 300 منها إلى محيط الجيب الخاضع لسيطرة تنظيم “داعش” عند الضفاف الشرقية من نهر الفرات، وذلك بهدف البدء بعملية عسكرية جديدة ضمن مناطق التنظيم في جيبه الأخير بهدف إنهاء تواجده في المنطقة.

 كذلك علم المرصد السوري أنه جرى سحب المقاتلين الذين لا يملكون خبرة قتالية عالية من مجلس دير الزور العسكري وفصائل أخرى منخرطة بقوات سوريا الديمقراطية ممن جرى استقدامهم من مناطق في محافظتي الرقة والحسكة، وكان المرصد السوري نشر مساء أمس الأحد، أن 300 من القوات الخاصة التابعة لقوات سوريا الديمقراطية وصلت إلى محيط الجيب الخاضع لسيطرة تنظيم "داعش"، في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، قادمة من منطقتي الهول والشدادي في القطاعين الجنوبي والجنوبي الشرقي من ريف محافظة الحسكة.

مزيد من الشهداء المدنيين جراء غارات طائرات التحالف

ووثق المرصد السوري مزيداً من الشهداء المدنيين جراء القصف من طائرات التحالف خلال الـ 24 ساعة الماضية حيث ارتفع إلى 14 تعداد من قضوا من المدنيين في الضربات الجوية التي طالت الجيب الأخير للتنظيم في شرق الفرات، فيما وثق المرصد السوري مقتل 13 على الأقل من عناصر التنظيم في استهداف المفخختين وفي قصف جوي طال عدة مناطق أخرى من الجيب ذاته، ليرتفع تعداد من استشهدوا وقتلوا وأعدموا منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر الفائت، حيث وثق المرصد 315 على الأقل، أحدهم قيادي ميداني في مجلس دير الزور العسكري التابع لقوات سورية الديمقراطية، من عناصر قسد قضوا في معارك مع التنظيم، و509 على الأقل من مقاتلي وقادة تنظيم "داعش"، قتلوا في الاشتباكات الجارية، وضربات التحالف الدولي وقسد، وذلك منذ بدء العمليات العسكرية في الـ 10 من شهر أيلول / سبتمبر الفائت، ولا تزال أعداد من قتلوا وقضوا مرشحة للارتفاع بسبب وجود معلومات عن خسائر بشرية أخرى وجود جرحى بحالات خطرة، وطفلتان استشهدتا في قصف من قبل قسد على جيب التنظيم، و5 مواطنين استشهدوا في قصف للتحالف الدولي على الجيب ذاته، بالإضافة لـ 63 مدنياً بينهم 12 طفلاً و5 مواطنات استشهدوا في ضربات للتحالف الدولي على مسجدين ومعهد لتحفيظ القرآن في بلدة السوسة ضمن الجيب الخاضع للتنظيم في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، غالبيتهم من الجنسية العراقية وبينهم عوائل من عناصر تنظيم “داعش”، وفي ضربات استهدفت منزلاً في قرية البوبدران.

15 قتيلاً وجريحاً نتيجة الاقتتال بين "تحرير الشام" و"الجبهة الوطنية للتحرير"

وفي محافظة حلب، رصد المرصد السوري توتراً بين الجبهة الوطنية للتحرير من جهة، وهيئة تحرير الشام من جهة أخرى في ريفي حلب الشمالي والشمالي الغربي، عقب الاقتتال الذي دار في منطقة كفرحمرة شمال غرب حلب، بين عناصر من حركة أحرار الشام وحركة نور الدين الزنكي من جانب، وعناصر من هيئة تحرير الشام من جانب آخر، والتي أسفرت عن خسائر بشرية بين طرفي الاقتتال، إذ وثق المرصد السوري 3 من تحرير الشام بينهم قياديان اثنان قضوا خلال الاقتتال، كما قضى 4 على الأقل من أحرار الشام والزنكي، كما تسبب الاقتتال الذي جاء على خلفية الخلاف على إنشاء مقراً في كفرحمرة أكثر من 10 جرحى بين الطرفين بجراح متفاوتة مما يرشح ارتفاع حصيلة الذين قضوا، كما تتواصل المساعي لتهدئة الأوضاع والتوصل إلى حل الخلافات، وتشهد عموم مناطق الفصائل وتحرير الشام في الشمال السوري، اقتتالات وتوترات متجددة بين هيئة تحرير الشام وفصائل الجبهة الوطنية للتحرير.

ووثق المرصد السوري وقوع مزيد من الخسائر البشرية على خلفية هذا الاقتتال المتواصل منذ ساعات والمتجدد في الأونة الأخيرة، حيث ارتفع إلى 4 على الأقل عدد الذين استشهدوا وقضوا على خلفية الاشتباكات والرصاص العشوائي على خلفية الاقتتال، وهم مدنيان اثنان ومقاتل من تحرير الشام وآخر من صقور الشام، وسط معلومات عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوف طرفي القتال، فيما تتواصل المساعي من قبل وسطاء لوقف إطلاق النار بين الطرفين، حيث يعد هذا الاقتتال هو الأعنف من نوعه منذ بدء الاتفاق التركي الروسي المنبثق عن اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أرودغان منتصف شهر أيلول الفائت، وكان المرصد السوري نشر منذ ساعات، أن القتال العنيف بين صقور الشام من طرف، وهيئة تحرير الشام من طرف آخر، لا يزال مستمراً، على حاجز واقع في مفرق الطرق الواصلة إلى تلمنس والكراكي والغدفة وجرجناز في القطاع الشرقي من ريف معرة النعمان، ضمن القطاع الجنوبي من ريف إدلب. وتسببت الاشتباكات بوقوع خسائر بشرية، حيث استشهد وقضى شخصان اثنان وأصيب 7 آخرون بينهم مقاتلون بجراح متفاوتة الخطورة، كما أكدت المصادر الموثوقة أن فيلق الشام المقرب من الحكومة التركية دخل في الاقتتال إلى جانب صقور الشام، فيما لا يزال الاستنفار متواصلاً في المنطقة، وسط استهدافات متبادلة بين طرفي القتال، فيما تحاول أطراف وسيطة التوصل لتوافق بين الطرفين.