عدن - حسام الخرباش
اقتحمت جماعة الحوثي، وزارة الصحة اليمنية التي هي من حصة حزب الرئيس اليمني السابق علي صالح وأشهرت السلاح في وجه الوزير الموالي لصالح وسرعان ما غادر الوزارة.
وأوضح وزير الصحة اليمني الدكتور محمد سالم بن حفيظ في صنعاء أن مجاميع من الحوثيين بقيادة عبدالسلام المداني وآخر يُدعى نشوان العطاب اقتحمت مبنى الوزارة وداهمت اجتماعًا كان يعقده مع مديري مكاتب وزارة الصحة في المحافظات، وأفشلوا الاجتماع.
وأشار بن حفيظ، إلى أنه قام بإلغاء الاجتماع ولحقه الحوثيون إلى مكتبه وقام القيادي الحوثي العطاب بإشهار السلاح عليه، منوهًا بأن مدير مكتبه قد تدخل لإبعاد الحوثيين بعدها غادر الوزارة تجنباً لما لا يُحمد عقباه وكان الحوثيون يصرخون ويطالبون باعتقاله،حسب تصريح بن حفيظ.
ووفقاً لـ بن حفيظ، فإن الحوثيين أصدروا قرارات بتعيين المداني وزيراً للصحة وتعيين مدير مكتب جديد للوزير.
ويمارس الحوثيون إهانات وتجاوزات متكررة بحق شخصيات وقيادات في السلطة من حزب صالح وسبق وأن حاولوا طرد حسين حازب من وزارة التعليم العالي في صنعاء وهو محسوب على صالح .
واعتقل الحوثيون قبل أيام اللواء الركن قائد العنسي الذي يشغل منصب رئيس دائرة شؤون الضباط في وزارة الدفاع في صنعاء واعتقله القيادي الحوثي أبو علي الحاكم الذي عينه الحوثيون مديرًا لدائرة الاستخبارات العسكرية وكان الاعتقال بعد رفض العنسي تمرير ترقيات لعدد كبير من الحوثيين إلى رتب عليا في الجيش وهو الأمر الذي دفع الحوثيون إلى اعتقاله.
ويعد العنسي أحد كوادر وزارة الدفاع اليمنية ويتولى منصب مدير شؤون الضباط في وزارة الدفاع منذ أن كان صالح رئيساً لليمن، إضافة إلى كون اللواء العنسي من القادة المحسوبين على الرئيس السابق علي صالح. وينتمي اللواء قائد العنسي لقبائل آنس بذمار وهي قبائل لها ثقلها القبلي والعسكري في ذمار الواقعة جنوبي صنعاء، وشنت مليشيات الحوثي حملات اعتقال على رجال إعلام محسوبين على حزب صالح مؤخراً على خلفية انتقاداتهم للحوثيين وفسادهم كما تمارس جماعة الحوثيين اجتثاث لحزب الرئيس اليمني السابق علي صالح وتقوم باستبدال إدارات وقيادات في الدولة والجيش موالية لصالح بعناصر مواليه لها .
ويعاني تحالف الحوثيين وصالح من اهتزازات كبيرة على خلفية حشد حزب صالح في ميدان السبعين في الـ 24 من أغسطس آب من العام الجاري الذي اعتبرته مليشيات الحوثي موجه ضدها واندلعت مواجهات مسلحة بين الحوثيين بعد الحشد بأيام في جولة المصباحي وسقط قتلى ومصابون من الطرفين بينهم القيادي في حزب المؤتمر والمقرب من صالح خالد الرضى وثلاثة من عناصر مليشيات التمرد الحوثي.
وأصدر ما يسمى برئيس المجلس السياسي صالح الصماد في تاريخ 9/9 بتعيين “أحمد يحيى محمد المتوكل” رئيساً لمجلس القضاء الأعلى، ليكمل سيطرة الحوثيين على القضاء بدون شريكه “حزب المؤتمر”، وقد أصدر حزب صالح بيانًا مقتضبًا عبّر فيه عن رفضه تعيينات أصدرها رئيس ما يسمى المجلس السياسي، معتبراً أنّ القرارات التي اتخذها الحوثيون بتعينات في القضاء، وقرارات أخرى صدرت سابقا هي “أحادية الجانب وتخالف اتفاق الشراكة بين الحوثيين وصالح، وتعتبر غير ملزمة”.
ويقود الحوثيون والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، تحالفا سياسيا وعسكريا ضد الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته المعترف بهما دوليا منذ اكثر من 3 سنوات، وقبل أن يتدخل تحالف عسكري تقوده السعودية منذ نهاية مارس/آذار 2015، دعمًا للحكومة الشرعية، وفي 28 يوليو/ تموز 2016، أعلن الطرفان تأسيس مجلس للحكم في صنعاء مناصفة بين الحليفين، لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهما، وتشكيل حكومة موازية رأى فيها المجتمع الدولي "تهديدا خطيرا لفرص إحلال السلام" في البلاد.