غارة جوية أميركية في الموصل

شهدت الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، خطواتٍ درامية منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرئاسة، إذ استعادت أميركا وحلفاؤها مساحاتٍ شاسعة في كل من العراق وسورية. وفي الحقيقة، فإن ثلث الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم منذ عام 2014، استعادته الولايات المتحدة وحلفاؤها بعد تولي ترامب الرئاسة. وقال  المبعوث الخاص للرئيس الأميركي في التحالف الدولي ضد “ داعش” بريت ماكغورك، لصحيفة "واشنطن بوست" الاميركية، إنَّ ذلك تمَّ بفضل قرار الرئيس بتفويض القوات باتخاذ القرارات اللازمة والمشاركة في "حملة القضاء" على التنظيم.

ومنذ ذروة قوة التنظيم في 2015، خسر "داعش" حوالي 78 بالمائة من المناطق التي يُسيطر عليها في العراق و58 بالمئة في سورية. واجمالًا، أُستعيد حوالي 8 آلاف ميل مربع منذ فبراير/شباط من هذا العام، من أصل 27 ألف ميل مربع حُررت من قبضة التنظيم.

وقال بريت ماكغورك، والذي كان يشغل نفس المنصب في إدارة الرئيس الأميركي السابق بارك أوباما، إنَّ ذلك قد أوقف نُزوح المدنيين في البلاد وجعل الآلاف منهم قادرين على العودة إلى ديارهم.

وخسرت داعش أيضًا ما يقرب من 45 بالمائة من سيطرتها على مدينة الرقة السورية التي تعتبر عاصمة خلافتهم. وستكون خسارة مدينة الرقة ضربة قاسية للتنظيم. ويؤمن ماكغورك أنَّ استمرار نجاح التحالف يُعزى إلى التغييرات في العمليات التي أجراه ترامب، وبالخصوص، حسبما قال ماكغورك، فقد أستفادت الحملة من قرار ترامب بمنح القادة العسكريين سلطة أتخاذ القرار.

وأضاف ماكغورك أن قرار ترامب بتفويض القادة،  الأكثر خبرة على أرض الواقع، في اتخاذ  القرارات، سمح بحدوث ردود أفعال سريعة ومرنة تتناسب مع التغيرات في ساحة الحرب.

واستشهد أيضًاً بـ"حملة القضاء" إذ تستسلم مدن التنظيم  المُحاصرة من قبل أن تبدأ المعركة لتقليل عدد القادرين على الهرب. ويعتقد ماكغورك بأنَّ ذلك سيؤدي إلى موت الألفي مقاتل المتبقين في مدينة الرقة عندما تسترد، ويوجد في المدينة أيضًا 25 ألفًا من المدنيين. وقال إنَّ الإدارة الجديدة جددت عروضها لتزيد من تشارك الأعباء مع باقى دول التحالف.

ويتوقع ماكغورك من أن دول التحالف الـ73 ستساعد في تحقيق الاستقرار في الأراضي التي استعادتها قوات التحالف من "داعش" من خلال الضربات الجوية التي يشنها التحالف بقيادة الولايات المتحدة. وشدد أيضًا على أنَّ الولايات المتحدة كانت تعمل على اصلاح وإعادة بناء البنية التحتية ولكنها قد لا تشارك في بناء البلد هذا ما ذكر ترامب أنه ضده في أثناء حملة  الإنتخابات الرئاسية. ولفت ماكغورك  الى أن الناس يقولون "إننا نُريد منكم أن تُديروا المستشفيات والمدارس"، ونحن نقول لهم: "إننا لسنا جيدين في ذلك، فهذه ليست مسؤوليتنا".

وبدلًا من ذلك، ركزت الولايات المتحدة على التأكد من أنِّ الكهرباء والمياه والصرف الصحي والأساسيات اليومية الأخرى تعمل بشكلٍ جيد. وأضاف ماكغورك  أنه بالرغم من انهيار العلاقات بين روسيا وأميركا فهو لم يرَ أي تأثير على مشاركتنا في المنطقة. وهناك حاليًا وقف إطلاق نار في جنوب غرب سورية حيث تلتقى الجماعات التي تدعمها روسيا لصالح الرئيس السوري بشار الأسد مع القوات المدعومة من أميركا ضد الرئيس السوري.