الرئيس الفلسطيني محمود عباس

حضر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء السبت قدّاس منتصف الليل لطائفة الأنجليكان في دير الروم الأرثوذكس، في مدينة بيت لحم. وترأس القداس، رئيس طائفة الأنجليكان في الأراضي المقدسة المطران سهيل ديواني، بحضور القنصل البريطاني العام في القدس ألستر ماكفيل. كما شارك الرئيس عباس مساء السبت، في حفل استقبال أقامته بلدية بيت لحم لمناسبة أعياد الميلاد المجيدة.

وقال في كلمته، خلال حفل الاستقبال "كل عام وأنتم بخير، وعيد ميلاد مجيد يحل على أرض السلام، مهد المسيح عليه السلام، ونتمنى على الله سبحانه وتعالى أن يأتي الميلاد المقبل وقد تمتع شعبنا بالاستقلال والحرية وكل عام وأنتم بخير في فلسطين وفي كل أنحاء العالم". وأضاف: "التهاني لكل أخ وأخت في العالم المسيحي والإسلامي، لأن سيدنا المسيح هو نبي السلام والإنسانية جمعاء وكلنا نصلي عليه، بالأمس احتفلنا بانتصار معنوي وهو الحصول على قرار أممي يقول إن الاستيطان غير شرعي، لا نعرف لماذا ينزعج الآخرون من هذا القرار؟ فالاستيطان غير شرعي وهذا القرار لا يعني أن القضية قد حلت وإنما يعني أننا قد فتحنا الباب من أجل المفاوضات ومن أجل السلام، ومن أجل الوصول إلى حل الدولتين، دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ودون القدس لا توجد دولة فلسطينية".

وقال الرئيس: " نتمنى أن تتحقق المصالحة في العام المقبل حتى تعود غزة إلى حضن الشرعية، وأنه دون غزة لا توجد دولة فلسطينية، ولا دولة في غزة". وقال الرئيس الفلسطيني إن العالم قال بالأمس كلمته أن "الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 بما فيها القدس الشرقية غير شرعي". وأضاف، في كلمته خلال حفل العشاء الذي أقامته طائفة الفرنسيسكان في بيت لحم لمناسبة أعياد الميلاد المجيدة، أن "هذا ما قاله العالم أجمع، العالم صمت 36 عاما ونحن نطالب بموقف من هذا الاستيطان، لكن مع الأسف لم يستجب، ولكن بالأمس العالم وقف جميعه إلى جانبنا وأيدنا، وأعني بجميعه الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن التي صوتت، من أميركا وبريطانيا والصين وروسيا إلى آخرها، كلها وقفت إلى جانب هذا القرار، ما يعني أن العالم يقول لإسرائيل عليكم أن تنتبهوا وأن تتراجعوا عن هذه السياسة الخاطئة التي لا يمكن أن تأتي بسلام ونحن نقول لهم إذا شئتم فهذه أرضية".

وتابع الرئيس أن "ما حدث بالأمس لم يحل القضية وإنما وصفها، وأكد على الأسس القانونية للحل وهو أن الاستيطان غير شرعي". وقال: "لذلك نقول للجانب الإسرائيلي تعالوا لنجلس إلى طاولة المفاوضات لنبحث كل القضايا العالقة بيننا لنحلها بنوايا طيبة، فنحن جيران في هذا المكان المقدس، ونريد السلام، لكم دولتكم ولنا دولتنا لنعيش جنبا إلى جنب بأمن واستقرار، فإذا وافقتم على ذلك فإن 57 دولة عربية وإسلامية جاهزة وستبادر فورا إلى الاعتراف بإسرائيل"، مضيفا: "الآن أنتم تعيشون في جزيرة معزولة، ولكن إذا وافقتم على ذلك (المبادرة العربية) فستعيشون بسلام واستقرار معنا".

وتابع: "هناك أيضا مؤتمر باريس للسلام الذي سيعقد في شهر يناير/كانون الثاني المقبل الذي ستحضره 70 دولة ليقول نفس الكلام الذي قيل بالأمس في مجلس الأمن، تعالوا أيها الإسرائيليون لنجلس على طاولة المفاوضات، على هذه الأسس التي أقرها المجتمع الدولي منذ 70 عاما، اجلسوا أنتم والفلسطينيون ونحن نراقبكم". وأردف عباس أن "مرجعيات عملية السلام ستكون مطروحة على الطاولة، وسيتم تحديد آلية دولية لتنفيذها من أجل أن ترعى هذا الحوار، 7 دول أو 10 دول، لا مانع، مع تحديد جدول زمني ووقت للتنفيذ، وإذا تمت هذه الأمور تكون الأبواب قد فتحت أمام تحقيق السلام"، معربا عن شكره للرئيس الفرنسي هولاند على جهوده من أجل تحقيق السلام من خلال هذا المؤتمر.