صنعاء _ خالد عبدالواحد
لقي رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد، حتفه إثر ثلاث غارات جوية لمقاتلات التحالف العربي، في محافظة الحديدة غرب اليمن.
وأعلن الحوثيون مقتل الصماد المطلوب الثاني للتحالف العربي، أمس الاثنين 23 أبريل نيسان الجاري، في غارات جوية للتحالف العربي، في أحد شوارع مدينة الحديدة غرب البلاد.
وقال زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، إن صالح الصماد قتل يوم الخميس الماضي، مع 6 من مرافقيه إثر غارة للتحالف العربي في محافظة الحديدة غرب اليمن.
وأضاف الحوثي أن مقتل الصماد كان في شارع الخمسين بالقرب من جولة الأقرعي في مدينة الحديدة.
وبث التحالف العربي فيديو لمقاتلات التحالف العربي أثناء استهداف الغارات الجوية لموكب الصماد في أحد شوارع مدينة الحديدة، وعرض التحالف العربي 20 مليون دولار مكافئة لمن يدلي بمعلومات عن الصماد، الرجل الثاني في قائمة القيادات الحوثية المطلوبة للتحالف الذي تقوده السعودية لإعادة الشرعية، في اليمن.
ويؤكد الإستهداف الدقيق من قبل مقاتلات التحالف العربي، لموكب الصماد، أنه تعرض إلى خيانة من أحد اتباعه، وأتهم موالون للصماد، قيادات في الجماعة بتصفيته.
ونشبت خلافات كبيرة مؤخرًا بين رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، وصالح الصماد ، وهدد رئيس اللجنة الثورية بإقالة الصماد، من رئاسة حكومة الإنقلاب بأوامر من عبد الملك الحوثي.
وعُين صالح الصماد الذي ينتمي إلى محافظة صعدة معقل جماعة الحوثيين، في سبتمبر/أيلول 2014، مستشارًا للرئيس هادي بفرض من الجماعة، وتم إختياره أول رئيس دوري للمجلس السياسي الأعلى الذي شكله تحالف الحوثي ومؤتمر صالح لإدارة شؤون المحافظة الخاضعة لسلطتهم.
وإستمر في منصبه بعد أن فرض الحوثيون سيطرتهم على صنعاء كليًا، قبل أن يختتموا سيطرتهم عليها بإزاحة الرئيس السابق صالح من المشهد.
وتعهد الصماد مطلع العام الجاري بالتصعيد العسكري ضد السعودية، وبإرسال صواريخ باليستية لأراضي المملكة بشكل يومي وهو ما حدث بعد ذلك.
ولا زالت تهديدات الصماد بإغلاق الملاحة في البحر الأحمر حاضرة بقوة، وهي التهديدات التي تم أخذها من قبل العالم على محمل الجد بخاصة مع قيام المليشيا بتنفيذ عمليات في المياة الإقليمية ضد سفن تابعة إلى التحالف.
وأعلن الحوثيون تعيين مهدي المشاط مدير مكتب زعيم الجماعة رئيسًا للمجلس السياسي خلفًا لصالح الصماد .
وصرح المتحدث بإسم الحكومة الشرعية راجح بادي، أن مقتل صالح الصماد يعد انتصارًا للحكومة الشرعية.
وأضاف أن مقتل رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين صالح الصماد يعتبر ضربة قاصمة للجماعة.
وأوضح الكاتب الصحفي والمحلل السياسي وجدي الدبعي،" أن حادث مقتل الصماد يلفه الغموض، بعد الخلافات السياسية مع قيادات في الجماعة، مضيفًا أنه لم تُقتل قيادات أخرى في الجماعة الحوثية إلى جانبه .
واكد الدبعي أن إستهداف التحالف العربي للصماد في أحد شوارع الحديدة بشكل دقيق، يدلل على أنه تعرض إلى الخيانة من قبل قيادات أخرى في الجماعة وتم الإبلاغ عنه".
وكشف الدبعي أن تأخر إعلان الحوثيين عن مقتله بعد أيام من استهدافه من قبل الطيران، أتى بعد ترتيبات أقامتها الجماعة لإدارة المناطق الخاضعة إلى سلطتها.
وأشار إلى أن مقتل الصماد سيؤثر سلبًا على الأوضاع العسكرية للحوثيين خلال الأيام المقبلة، مبينًا أن " الجماعة تعيش في حالة من الرعب والخوف".
وعقب مقتل الصماد نتشرت عشرات المدرعات العسكرية في العاصمة صنعاء، شمال اليمن، لتأمين المدينة، خوفًا من أي تحركات عسكرية تسعى إلى الإنتقام، للصماد.
ويأتي إنتشار هذه القوات المسلحة في شوارع العاصمة صنعاء شمال البلاد بعد إتهامات إلى رئيس مايسمى باللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، بتصفيةالصماد.
كما تعرض المدنيون إلى تفتيش دقيق في مداخل العاصمة، إضافة إلى أن القوات العسكرية حاصرت منازل المسؤولين المواليين للصماد، وتأمين المراكز العسكرية والحيوية، في المدينة. ويخشى الحوثييون من إنقلاب عسكري جديد بعد مقتل الصماد، من بعض القادة العسكريين والسياسين الموالين له.