دمشق – خليل حسين
دخلت قوات سورية الديمقراطية الى مدينة منبج معقل تنظيم داعش في ريف حلب الشرقي بعد معارك مع مسلحي تنظيم داعش ، وواصلت فصائل المعارضة المسلحة تقدمها على حساب تنظيم داعش بعد فكها الحصار عن مدينة مارع، من خلال استهداف خطوط التنظيم الدفاعية في المنطقة, وقالت مصادر من قوات سورية الديمقراطية ظهر اليوم الأربعاء أن مقاتلي مجلس منبج العسكري وبمساعدة طائرات التحالف الدولي دخلوا إلى المدينة من الجهة الشرقية وان معارك عنيفة يخوضونها مع مسلحي داعش الذين بدء عدد كبير منهم بالانسحاب الى مناطق الباب غرب منبج ", وأضافت أن "عملية الدخول إلى منبج جاءت بعد السيطرة على عشرات القرى في ريف المدينة بعد أيام من إعلان قوات سورية الديمقراطية عن حملتها ضد التنظيم في المنطقة".
تستمر المواجهات المتقطعة بين تنظيم "داعش" وقوات سورية الديمقراطية، على أطراف مدينة منبج من الجهتين الشرقية والشمالية الشرقية، بعد سيطرة القوات على ثلاث قرى جديدة شرق وشمال غرب المدينة، إثر اشتباكات مع التنظيم فجر اليوم, وقالت مصادر خاصة في قوات سورية الديمقراطية إن اشتباكات عنيفة دارت فجر اليوم، بين الطرفين على أطراف قريتي المنكوبة ونواجه شرقي منبج، وسط محاولة القوات دخول المدينة من الجهة الشرقية، أسفرت عن إصابة أربعة عناصر بجروح متوسطة من القوات، في حين لم تعرف خسائر التنظيم حتى اللحظة.
وأكدت على أن القوات أصبحت على بعد ثلاثة كيلو مترات فقط شمال شرق منبج، وذلك بعد سيطرتها على قريتي بوزكيغ وشويجة شمال غرب المدينة، وقرية الياسطي وتلتها شمال شرق منبج ليل أمس، وانسحاب التنظيم منها إلى أطراف المدينة، تزامنا مع غارات لطيران التحالف الدولي على مواقع التنظيم في أطراف منبج, كشف مصادر خاصة في منبج أن تنظيم داعش نشر تعزيزات ضخمة تضم آليات ثقيلة ومعدات عسكرية على جبهات منبج من الجهات الثلاثة، بعد استقدامها صباح اليوم من مدينتي مسكنة والباب الخاضعتين لسيطرته بريف حلب الشرقي.
واصلت فصائل المعارضة المسلحة تقدمها وفي الريف الشمالي على حساب تنظيم داعش بعد فكها الحصار عن مدينة مارع، من خلال استهداف خطوط التنظيم الدفاعية في المنطقة, وقال قائد ميداني إلى "العرب اليوم" إن "جميع الألوية والفصائل المقاتلة داخل مدينة مارع من الفوج الأول ولواء الحمزة والسلطان مراد ومجموعات من كتائب الصفوة وحركة أحرار الشام الإسلامية وغيرها، أعلنت اندماجها في صفوف لواء المعتصم بالله، بهدف حماية مدينة مارع وطرد ‹داعش› من جميع القرى والبلدات في الريف الشمالي", وأضاف أن هذا الاندماج تجسد في مواصلة القوى المتحدة تقدمها على حساب تنظيم ‹داعش› في عدة قرى على الحدود السورية التركية، حيث سيطرت الفصائل على كل من يان يبان، بريشة وقره كوبري، بعد معارك ضد التنظيم، استخدمت فيها الفصائل صواريخ وقذائف محلية الصنع لضرب تجمعات التنظيم، وسط معلومات عن إصابات بين عناصره ، وأن الاشتباكات انتقلت إلى أطراف بلدة تل حسين، وسط محاولة لواء المعتصم بالله السيطرة عليها وقطع خطوط إمداد التنظيم بين بلدتي صوران إعزاز والراعي قرب الحدود السورية التركية.
ونجح مقاتلو المعارضة اليوم في كسر حصار تنظيم ‹داعش› على مدينة مارع بعد معارك بين الجانبين، وسط محاولات فاشلة من التنظيم لاقتحام المدينة باستخدام السيارات المفخخة, وفي مدينة حلب قتل أكثر من عشرة مدنيين وأصيب العشرات، ظهر اليوم، جراء استهداف الطيران المروحي ببرميلين متفجرين مشفى البيان الجراحي في حي الشعار الخاضع لسيطرة المعارضة شرقي مدينة حلب، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة بشكل كامل, وقال مدير منظمة "إنقاذ" مروان البارود في تصريح صحافي إن البرميلين استهدفا مشفى البيان ومكاتب المنظمة بالشعار، ما أدى إلى مقتل أكثر من عشرة مدنيين وإصابة العشرات بجروح نقلوا إلى المشافي الميدانية لتلقي العلاج، لافتا إلى وجود حالات خطرة بين المصابين, وأكد البارود خروج المشفى عن الخدمة بشكل كامل وتضرر مكاتب منظومة "إنقاذ" التي تعمل على إسعاف الجرحى والمصابين ونقلهم إلى المشافي الميدانية وتحويل الحالات الخطرة إلى المشافي التركية، إضافة إلى أضرار في بعض السيارات التابعة لها.
وقتل مدني وأصيب آخرون، جراء استهداف الطيران الحربي النظامي بالصواريخ الفراغية حي المعادي الخاضع لسيطرة المعارضة وسط مدينة حلب، ما أدى إلى أضرار مادية كبيرة, وفي جنوب سورية كثّفت فصائل المعارضة اليوم، قصفها المدفعي والصاروخي على مواقع ومناطق سيطرة لواء شهداء اليرموك المقرب من تنظيم داعش ، في منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي، وذلك استعداداً لبدء عملية عسكرية جديدة في المنطقة للتقدم نحو مواقعه.
وأوضح مصدر عسكري من جيش اليرموك المعارض في تصريح صحافي أن فرقتي أحرار نوى وشباب السنة وجيش اليرموك ولواء المهاجرين والأنصار التابعة للجيش السوري الحر، إضافة لحركة أحرار الشام الإسلامية المعارضة، استهدفت بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ مواقع لواء شهداء اليرموك في بلدات عين ذكر ونافعة والشجرة بريف درعا الغربي، ما أدّى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفه, وأضاف أن الفصائل المشاركة تستعد لبدء هجوم عسكري على مواقع اللواء في بلدة عين ذكر المجاورة لبلدة تسيل الخاضعة لسيطرة المعارضة، لخرق طوق الدفاع الذي يفرضه على امتداد بلدتي عين ذكر ونافعة المتجاورتين، ولإضعاف قوته العسكرية، في ظل استمرار حصار منطقة حوض وادي اليرموك ومنع إدخال المحروقات وبعض المواد الأساسية للمنطقة، "خشية" استفادة اللواء منها في عتاده العسكرية وبالتالي زيادة قدرته في الاستمرار بقتال المعارضة، على حد قوله, وتأتي هذه التطورات إثر هدوء شبه تام استمر عدة أيام بين الأطراف المتحاربة، بعد فشل جميع محاولات المعارضة، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، في تحقيق تقدّم على مناطق سيطرة اللواء بريف درعا الغربي.
وبين مصدر ميداني إلى "العرب اليوم" ان سيارة محملة بالأسلحة والذخائر تعود للمجموعات المسلحة انفجرت بعد انقلابها واشتعالها على طريق دمشق السويداء قرب مفرق قرية صلاخد, واضاف ان السيارة نوعها فان وكانت ملاحقة من قبل قوات امنية سورية وهي محملة بذخائر واسلحة منها قذائف هاون وار بي جي وطلقات رشاش وانفجرت بفعل الحرارة والاحتكاك بعد انقلابها واشتعالها ويرجح انها كانت قادمة من الريف الغربي باتجاه البادية الشرقية.
ودمر سلاح الجو في الجيش العربي السوري في الرقة آليات وتحصينات لإرهابيي تنظيم “داعش” في محيط مدينة الرصافة الاثرية جنوب غرب مدينة الرقة بنحو 50 كم, وأفاد مصدر عسكري بأن الطيران الحربي السوري “نفذ طلعات على تجمعات ونقاط تحصن لإرهابيي تنظيم “داعش” في محيط مدينة الرصافة, وبين المصدر أن الطلعات أسفرت عن “تدمير عشرات الآليات بعضها مصفح ومزود برشاشات وتحصينات لإرهابيي التنظيم التكفيري وإيقاع أعداد كبيرة منهم قتلى ومصابين”, ودمر الطيران الحربي أمس مقرين بما فيهما من أسلحة وعتاد حربي وعدد من الآليات المزودة برشاشات متنوعة لإرهابيي “داعش” وأوقع العشرات من أفراده بين قتيل ومصاب غرب مفرق الرصافة.
وأحكمت وحدات من الجيش خلال العملية العسكرية التي بدأتها في الثاني من الشهر الجاري بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية بإسناد جوي سوري روسي السيطرة على عقدة طرق زكية – مفرق دير حافر وعلى جبال أبو الزين ومنطقة المسبح وأعادت أول أمس الأمن والاستقرار إلى قرية أبو العلاج وعدد من التلال في منطقة أثريا.
يُذكر أنَّ المعارضة تُحاصر وادي اليرموك وتمنع في معظم الأحيان دخول وخروج السيارات من وإلى المنطقة، الأمر الذي أثر سلبا على الأوضاع المعيشية لسكان المنطقة، وأدى لخسارة الفلاحين محاصيلهم الزراعية نتيجة تلفها بسبب منع حواجز الجيش الحر إخراجها إلى الأسواق في ريف درعا الغربي وباقي مناطق المحافظة.