دمشق - نور خوام
تتواصل عمليات القصف والاستهدافات المتبادلة في شمال حمص، حيث تواصل القوات الحكومية السورية قصفها على أماكن في منطقة الحولة وأماكن أخرى خاضعة لسيطرة الفصائل في ريف حمص الشمالي، بينما استهدفت الفصائل بمزيد من القذائف قرى مريمين والمشرفة وأكراد الداسنية الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية السورية، ما أسفر عن سقوط جرحى.
وذكر المرصد السوري في الأول من شهر تشرين الثاني /نوفمبر الماضي، أنه لا تزال مدن وبلدات وقرى ريف حمص الشمالي تشهد استمرارًا لخرق الاتفاق الذي جرى في الـ 27 من أيلول / سبتمبر المنصرم من العام 2017، بين ممثلين عن مناطق في ريف حمص الشمالي وممثلين عن النظام بوساطة روسية، حيث رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار القوات الحكومية السورية استهدافها بالقذائف بشكل يومي على مناطق في الريف الشمالي لحمص، بالتزامن مع اشتباكات شبه يومية في محاور المحطة وسنيسل، بالإضافة لسقوط قذائف على أماكن سيطرة القوات الحكومية السورية في الريف الشمالي، وهذه الاستهدافات والقصف المتواصلة رفقة الاشتباكات خلّفت خسائر بشرية في صفوف المدنيين بالإضافة لخسائر بشرية بين طرفي الاستهدافات.
وفي أيلول2017 أكد المرصد أنه جرى التوصل لاتفاق جديد بين ممثلين عن مناطق في ريف حمص الشمالي وممثلين عن النظام بوساطة روسية، وأكدت مصادر متقاطعة أن الاتفاق جرى بعد اجتماع بين هذه الأطراف في مناطق سيطرة القوات الحكومية السورية، وضم الاتفاق الذي نص على وقف كامل للأعمال القتالية والتصعيد والقصف على 25 قرية وبلدة بريف حمص الشمالي، فيما وردت معلومات عن استمرار المفاوضات بغية ضم المزيد من مناطق ريف حمص الشمالي.
وعلى صعيد متصل، فقد قصفت القوات الحكومية السورية مساء الجمعة، أماكن في قرى العريمة والبانة والقاهرة بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، ولا معلومات عن خسائر بشرية، كذلك تعرضت مناطق في قريتي عقرب والدمينة بريف حماة الجنوبي لقصف صاروخي من قبل القوات الحكومية السورية، أيضًا استهدفت القوات الحكومية السورية بالقذائف مناطق في الريف الغربي لمدينة سلمية الواقعة شرق حماة، ولا معلومات إلى الآن عن خسائر بشرية.
خروقات متواصلة
وبدوره، وثّق المرصد السوري خروقات جديدة في هدنة الجنوب السوري ضمن الاتفاق الأميركي – الروسي – الأردني، والمُطبّق منذ الـ 9 من تموز / يوليو من العام الفائت 2017، حيث سقطت قذائف أطلقتها الفصائل على أماكن في مدينة البعث الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية السورية بريف القنيطرة الأوسط، كما قصفت القوات الحكومية السورية مناطق في قرية جباتا الخشب، كذلك سقطت قذيفة على قرية عرى الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية السورية في ريف السويداء، بينما جددت القوات الحكومية السورية قصفها على أماكن في درعا البلد بمدينة درعا، دون معلومات عن تسببها بخسائر بشرية.
يُذكر أن المرصد كان قد نشر في تموز / يوليو الفائت أن الاتفاق الإقليمي – الدولي، بدأ تطبيقه في الجنوب السوري، شاملًا محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، عند الساعة الـ 12 من ظهر الأحد، 9 من تموز، حيث رصد المرصد السوري إلى الآن هدوءًا يسود محافظات الجنوب السوري، دون تسجيل خروقات حتى اللحظة في أولى الدقائق من عمر الهدنة، فيما كانت الدقائق التي سبقت بدء تطبيق الهدنة، شهدت قصفًا بعدة قذائف من قبل القوات الحكومية السورية على مناطق سيطرة الفصائل في مدينة درعا، دون ورود معلومات عن تسببها بسقوط خسائر بشرية حتى اللحظة، هذا الاتفاق الأميركي – الروسي – الأردني، الذي يشمل 3 محافظات في الجنوب السوري، يأتي بعد معارك عنيفة شهدتها هذه المحافظات خلال الأسابيع الأخيرة بين الفصائل العاملة فيها وبين القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها، حيث تتواجد الفصائل الجنوبية المدعومة من جهات إقليمية ودولية في محافظة درعا، فيما تتواجد جبهة "ثوار سورية" و"ألوية الفرقان" و"لواء العز" في محافظة القنيطرة، في حين يسيطر "جيش خالد بن الوليد" على منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي.
ارتفاع عدد شهداء مجزرة دوما
واستطاع المرصد السوري أن يوثّق سقوط مزيدًا من الضحايا في المجزرة التي خلّفها القصف الجوي والصاروخي الهستيري على مدينة دوما في الغوطة الشرقية، إذ ارتفع إلى 40 على الأقل بينهم مواطنات بالإضافة إلى ما لا يقل عن 8 أطفال عدد الذين قُضوا جراء القصف الجنوني الجوي والبري بمئات الضربات الجوية والصاروخية، حيث تأتي عملية الارتفاع نتيجة مفارقة مزيد من المواطنيين لحياتهم متأثرين بجراحهم ونتيجة انتشال جثامين من تحت الأنقاض، فيما لا يزال عدد الشهداء مرشح للارتفاع لوجود عشرات المفقودين والمصابين، جراح المصابين خطرة، وسط صعوبة انتشال المفقودين وإسعاف الجرحى نتيجة استمرار القصف جوًا وبرًا على المدينة.
وكشف أن القصف الجنوني الجوي والبري هذا يأتي بالتزامن مع هجوم بري تنفذه القوات الحكومية السورية مدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية على مدينة دوما من محورين اثنين، هما المحور الجنوبي الغربي والمحور الشرقي انطلاقًا من مزارع الريحان ومسرابا، حيث تدور اشتباكات طاحنة بينها وبين مقاتلي جيش الإسلام في هذه المحاور، تترافق مع تمهيد جوي وصاروخي مكثف، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية بين طرفي القتال.
وكان المرصد السوري نشر صباح الجمعة، أنه تشهد مدينة دوما المنطقة الأخيرة المتبقية خارج سيطرة القوات الحكومية السورية في الغوطة الشرقية، استمرارًا لتعليق عملية نقل المهجرين من دوما باتجاه الشمال السوري، موضحا أن عملية التعليق هذه تأتي بالتزامن مع استمرار المفاوضات بين الجانب الروسي من طرف، وجيش الإسلام من طرف آخر، في انتظار التوصل لتفاهم جديد يفضي إلى “تسوية جديدة” بشأن دوما والقلمون الشرقي وريف دمشق الجنوبي وجنوب دمشق، إذ أكدت مصادر أن ورقة طروحات نُقلت إلى الكرملين من قبل "جيش الإسلام"، ضمت نقاط عدة جاء في أبرزها بقاء جيش الإسلام مع سلاحه في دوما، دوم موافقة من الجانب الروسي على ذلك حتى اللحظة، حيث من المفترض أن يبدي الروس موافقته من عدمها على هذه الطروحات يوم غد السبت، كما أكدت المصادر أنه في حال رفض الروس يوم غد وانهيار المفاوضات بين الطرفين، فإن دوما من المتوقع أن تشهد عملية عسكرية.
سقوط 25 قتيلًأ
رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط المزيد من القذائف على العاصمة دمشق، حيث سقطت قذائف مساء الجمعة على أماكن في محيط ساحة الأمويين وحيي المزرعة والمزة فيلات، لتخلف مزيد من الخسائر البشرية بالإضافة لأضرار مادية في ممتلكات مواطنين، حيث ارتفع إلى 4 بينهم طفل ومواطنة عدد الأشخاص الذين قُتلوا وقضوا جراء سقوط أكثر من 15 قذيفة على العاصمة دمشق، فيما لا يزال عدد الذين قضوا مرشحًا للارتفاع لوجود أكثر من 20 جريح، بعضهم في حالات خطرة، حيث سقطت قذائف منذ ساعات على أماكن في المزة 86 والربوة ومساكن برزة ومحيط الأمويين.
وبذلك يرتفع إلى 200 بينهم 28 طفلًا و26 مواطنة، ممن استشهدوا وقضوا وقتلوا جراء سقوط هذه القذائف، كما وثق المرصد السوري أكثر من 851 شخصًا ممن أصيبوا وجرحوا في هذه الاستهدافات اليومية خلال أكثر من 4 أشهر متتالية، من ضمنهم عشرات الأطفال والمواطنات، وبعضهم تعرض لجراح بليغة وإعاقات دائمة، كذلك رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار الحالة الصحية السيئة لبعض المصابين، ما يرشح عدد من استشهد وقضى للارتفاع.