دمشق ـ نور خوام
تشهد بادية ريف دمشق الواقعة عند الحدود الإدارية مع ريف السويداء، استمرار العمليات العسكرية على محاور فيها، وسط اشتباكات عنيفة بين تنظيم "داعش" من جهة، والقوات الحكومية السورية مدعمة بالمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، وتتركز الاشتباكات بين الجانبين على محاور في منطقة تلال الصفا، تترافق مع عمليات قصف متواصلة من قبل القوات الحكومية السورية على مواقع التنظيم المحاصر في المنطقة، وسط معلومات عن مزيد من الخسائر البشرية بين طرفي القتال.
انسحاب "داعش" من السويداء وتوجهه نحو بادية ريف دمشق
وكان المرصد السوري نشر خلال الساعات الماضية، أنه تشهد بادية السويداء الشرقية والشمالية الشرقية، مواصلة القوات الحكومية السورية عمليات التمشيط بحثًا عن متوارين من عناصر تنظيم "داعش"، أو خلايا قد تكون تبقت في المنطقة، بعد انسحاب التنظيم من كامل محافظة السويداء وتوجهه نحو بادية ريف دمشق، التي تبعد نحو 50 كلم عن منطقة تواجد التحالف والفصائل المدعومة منه، وخلال عمليات التمشيط هذه، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان بعد ظهر اليوم الأحد الـ 19 من آب / أغسطس الجاري من العام 2018، دوي انفجار عنيف بالقرب من خط القرى الأول في ريف السويداء، ناجم عن انفجار عبوة ناسفة كن زرعها تنظيم "داعش" قبيل انسحابه من المنطقة، وتسبب الانفجار بمقتل وإصابة عدد من الأشخاص يرجح أنهم من المسلحين المحليين الذي يحرسون المنطقة، حيث قتل 5 أشخاص فيما أصيب شخص آخر على الأقل، جراء هذا الانفجار.
ونشر المرصد السوري أنه وثق تصاعد الخسائر البشرية، حيث ارتفع إلى 105 على الأقل عدد عناصر التنظيم ممن قتلوا في التفجيرات والقصف والمعارك الدائرة منذ الـ 25 من تموز / يوليو الماضي، بينما ارتفع إلى 35 على الأقل من عناصر القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها، في الفترة ذاتها، فيما كان وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ بدء هجوم التنظيم والعملية العسكرية التي تلتها إعدام تنظيم "داعش"، وقتله في اليوم الأول من هجومه في الـ 25 من تموز/يوليو الجاري، 142 مدنيًا بينهم 38 طفلًا ومواطنة، بالإضافة لمقتل 116 شخصًا غالبيتهم من المسلحين القرويين الذين حملوا السلاح صد هجوم التنظيم، وفتى في الـ 19 من عمره أعدم على يد التنظيم بعد اختطافه مع نحو 30 آخرين، وسيدة فارقت الحياة لدى احتجازها عند التنظيم في ظروف لا تزال غامضة إلى الآن.
الهدنة الروسية – التركية في حلب وإدلب تستكمل يومها الخامس
واستكملت الهدنة الروسية – التركية في محافظات حلب وإدلب وحماة واللاذقية، يومها الخامس بمزيد من الخروقات التي طالت الريف الحموي على وجه الخصوص، إذ رصد المرصد السوري عمليات قصف صاروخي نفذتها القوات الحكومية السورية على مناطق في بلدة اللطامنة وقرية الصخر بالريف الشمالي لحماة وقرية البانة بالريف الشمالي الغربي، دون أنباء عن تسببها بخسائر بشرية، لتتواصل بذلك عمليات الخروقات ضمن الهدنة المزعمة في المحافظات الأربعة، وكان المرصد السوري نشر خلال الساعات الماضية، أنه لا تزال الخروقات للهدنة التركية – الروسية، في اليوم الخامس لسريانها، بمحافظات حلب وحماة واللاذقية وإدلب، تتواصل دون وجود رادع لها، إذ رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عدة انفجارات ريف إدلب الجنوبي الشرقي، ناجمة عن قصف القوات الحكومية السورية للمنطقة، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استهداف القوات الحكومية السورية بنحو 10 قذائف مدفعية لمناطق في أطراف بلدة الخوين وقرية الزرزور القريبة منها في الريف الجنوبي الشرقي لإدلب، ما أسفر عن أضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، وتشهد المنطقة حالات نزوح من الأهالي، تخوفا من عملية عسكرية مرتقبة تروج لها القوات الحكومية السورية هدفها السيطرة على المنطقة.
والمرصد السوري كان رصد الأحد استهداف القوات الحكومية السورية بالقذائف الصاروخية مناطق في بلدتي كفرزيتا واللطامنة وقرية الصخر الواقعة جميعها في الريف الشمالي لحماة في حين من الجدير ذكره أن الهدنة المزعمة تشهد خروقات متجددة بشكل متواصل، تتركز في معظمها على الريف الشمالي الحموي وريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، فيما كان الحدث الأبرز في الهدنة، وضمن مناطق تطبيقها، هو ما جرى في يومها الرابع، تمثل بقيام المجالس المحلية العاملة في محافظة إدلب، بإصدار بيان مشترك ممهور بأختام المجالس المحلية المتفقة في البيان، على طلب الوصاية التركية على مناطقهم، أكدت مصادر متقاطعة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أنه جاء تزامنًا مع الدعوات المتكررة من قبل بعض السكان ممن ينشدون المصالحات مع النظام بطلب دخول الأخيرة إلى مناطقهم، وتسويق بعض الجهات الإعلامية التابعة للنظام بأن العملية العسكرية التي يجري التحضير لها ستكون استجابة لمطالب الأهالي بدخول النظام إلى المنطقة