صنعاء - خالد عبدالواحد
اشتدت وتيرة الاشتباكات، بين القوات الحكومية، ومسلحي "جماعة الحوثيين"، في محافظة "."، غربي اليمني، وسط تقدم كبير، للقوات الحكومية، وتحذيرات أممية من كارثة إنسانية، في المحافظة الأشد فقرا في البلاد.
وتمكنت القوات الحكومية المدعومة بالتحالف العربي، من دخول الأحياء السكنية والمباني الحكومية، على الرغم من تحصن الحوثيين بشكل مكثف، ونشرهم العشرات من المدافع والدبابات، وإحراز تقدما ميدانيا كبيرا، وأوشكت أن تطبق الخناق، على الحوثيين، داخلها.
وتواصل القوات الحكومية تقدمها في عدد من الأحياء السكنية في مدينة الحديدة، وسط اشتباكات عنيفة مع مليشيات الحوثي .
وقالت مصادر ميدانبة، لـ" اليمن اليوم"، إن المعارك بين القوات الحكومية والمسلحين الحوثيين اشتدت باتجاه جامعة الحديدة، وتوقفت بشكل مؤقت عند المدخل الشرقي للمدينة وشرق شارع الخمسين، مؤكدةً أن معارك عنيفة تدور بين الطرفين، بالقرب من مستشفى 22 مايو بالحديدة وسوق الخضار الشهير بسوق الحلقة بمدينة الحديدة.
يأتي هذا بالتزامن مع تحليق مكثف لطيران التحالف العربي، في سماء المدينة، وشنه لعشرات الغارات، استهدفت مواقع وتعزيزات للحوثيين، في محيط مدينة الحديدة.
وكبدت القوات الحكومية، ومقاتلات التحالف العربي، مليشيات الحوثي خسائر فادحة في الأرواح والعتاد والمعدات.
ومع استمرار المعارك العنيفة، والضربات الجوية لمقاتلات التحالف العربي الجوية، يزداد الوضع الإنساني سوءا يوما بعد آخر، بالإضافة إلى سقوط العديد من المدنيين ، بين قتيل وجريح ، ونزوح المئات إلى خارج المدنية.
وتتخذ مليشيات الحوثي منازل المواطنين مواقع عسكرية تتمترس فيها وتستهدف عدداً من الأحياء المجاورة بقذائف الهاون وتطلق الصواريخ على المناطق المحررة، بطريقة عشوائية.
ناهيك عن تضرر، مصنع إخوان ثابت "يماني" بشكل كبير جراء قصف مقاتلات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وتساقط قذائف الحوثي عليه، خلال اليومين الماضيين، ما افقد أكثر من 6 ألف عامل وموظف مصدر رزقهم الوحيد.
وتتواصل التحذيرات الأممية من كارثة إنسانية أخرى، تضاف إلى الكوارث التي تعيشها البلاد، والتي تصنف بالأسوأ في العالم .
المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، اعتبر أن التصعيد العسكري، في اليمن، لا يساعد على استئناف العملية السياسية، وطالب المبعوث الأممي، الأطراف اليمنية، بتجنب كارثة إنسانية جديدة جراء التصعيد العسكري،وقال غريفيث - في تغريدة على تويتر - إن "التصعيد العسكري لا يساعد في استئناف العملية السياسية، ولا نرغب برؤية كارثة بالحديدة".
ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أطراف الحرب في اليمن إلى حماية المدنيين والبنية التحتية في المدنية من الأضرار غير الضرورية، لاسيما في أثناء التمهيد لمحادثات محتملة بين أطراف النزاع، وقال المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط باللجنة الدولية فابريزيو كاربوني: "من جديد تقع الحديدة في فخ العنف ويحيق الخطر بمئات الآلاف من اليمنيين".واعتبر أنه "لا يجب ألَّا تُتَّخذ المحادثات المرتقبة ذريعةً للاستهانة بقوانين الحرب التي تكفل الحماية لأرواح الشعب اليمني". وأضاف قائلًا: "للحرب قواعد ويجب على أطراف النزاع احترامها، حتى في غمرة أشرس المعارك.".
وأشارت إلى أن اقتراب القتال من المراكز الصحية، نجم عنه تعطل الخدمات في مستشفى 22 مايو بالحديدة، مشيرة أنه لا يفصل مستشفى الثورة، أكبر مستشفيات الحديدة، عن جبهة القتال سوى بضعة أمتار، وتتزايد المخاوف بشأن عدم قدرة المرافق الصحية التي لا تزال تعمل على تقديم الخدمات بانتظام أو مواكبة تدفق محتمل للضحايا على أبوابها إذا ما نجم عن القتال تعطل منشآت صحية أخرى.
وأشار بيان الصليب الأحمر، إلى أن ملايين السكان اليمنيين باتوا في عداد النازحين، وملايين يصارعون جوعًا لا يرحم تسبب فيه النزاع بصورة مباشرة.
وحذرت منظمة العفو الدولية إن مقاتلين حوثيين يستخدمون المستشفيات لأغراض عسكرية في مدينة الحديدة غربي اليمن، لمحاولة صد هجوم للقوات الحكومية والتحالف العربي الذي تقوده السعودية.
وحذرت العفو الدولية الحوثيين في اليمن من استخدام المستشفيات لأغراض عسكرية.
وشددت المنظمة على أن في هذا السلوك انتهاكا للقوانين الإنسانية الدولية ما قد يؤدي إلى نتائج كارثية تطال العاملين والمرضى في المستشفى.
واعتبرت المنظمة أن سلوك الحوثيين لا يجعل المستشفى هدفا مشروعا، وأن من يستهدف المستشفيات يقترف جرائم حرب، بحسب سماح حديد، مديرة حملات المنظمة في الشرق الأوسط.
وطالبت منظمات الإغاثة الدولية الأطراف المتحاربة في اليمن بحماية المدنيين.
وأجبرت جماعة الحوثيين، العاملين في مستشفى "22 أيار"، وهو واحد من أهم المراكز الصحية في الحديدة، على الخروج، ووضعوا قناصة على السطح، بالإضافة إلى اقتحام المليشيا مساكن الأطباء ومنازل مواطنين في الأحياء المجاورة ، بحسب مصادر طبية، تحدثت ل" العرب اليوم ".
ودعت منظمات الإغاثة الطرفين المتحاربين للسماح للمدنيين بمغادرة المدينة التي يقطنها 600 ألف شخص.
وحذرت منظمة العفو الدولية من أن سكان المدينة سيدفعون ثمنا باهظا ما لم يتخذ الطرفان المتحاربان إجراءات لحمايتهم.
خطر الموت الوشيك
من جهتها قالت منظمة اليونسيف، للطفولة، إن القتال العنيف في مدينة الحديدة الساحلية اليمنية يقترب بشكل خطير من مستشفى الثورة، مما يعرض حياة 59 طفلاً، بينهم 25 في وحدة العناية المركزة، لخطر الموت الوشيك.
وأكدت المديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا فور، في تصريح صحفي ، ان مستشفى الثورة (المستشفى الوحيد الذي لازال يعمل) ،بمدينة الحديدة مهدد بالتوقف،
وتابعت "لن يكون بوسع الأطفال تحديداً تحمّل وصول الاقتتال إلى مستشفى الثورة؛ ففي الحديدة والمحافظات المجاورة لها، 40 في المئة من أصل 400 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد والشديد في اليمن، ويتم نقل بعض أشدهم مرضاً إلى المستشفى لتلقي الرعاية العاجلة.
وأشارت إلى أن" الخسائر في الأرواح كارثية في حال تَلِف ميناء الحديدة، أو تدمّر أو تعطّل الوصول إليه.
ويدخل 80%من المساعدات الإنسانية والإغاثية، والمواد الغذائية والتجارية، للمناطق اليمنية، الشمالية، عبر ميناء الحديدة.
ودعت المنظمة، جميع الأطراف إلى وقف الأعمال القتالية بالقرب من المستشفى وحوله، وضمان تمكين المدنيين من الوصول من جميع الجهات إلى المستشفى بأمان وضمان الالتزام بالقانون من اجل وقف الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية بما فيها ميناء الحديدة"