صنعاء _ عبدالغني يحيى
اغتال مسلحون مجهولون، لبنانيًا يعمل لدى الصليب الأحمر الدولي، أثناء ما كان هو وفريق البعثة الدولية للصليب الأحمر في طريق منطقة الضباب، غرب تعز، فيما لم يعرف حتى الآن من يقف وراء العملية في المحافظة التي تشهد حصارًا مطبقًا وحربًا منذ أكثر من 3 سنوات من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية.
وبحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فقد "قتل مسلحون في تعز حنا لحود، وهو لبناني الجنسية يعمل ببعثة اللجنة الدولية مسؤولًا عن برنامج الاحتجاز في اليمن أثناء ما كان في طريقه لزيارة أحد السجون، عندما هاجم مسلحون مجهولون سيارة اللجنة الدولية التي كان يستقلها على أطراف مدينة تعز، فيما هُرِع بلحود إلى المستشفى، حيث توفي فيه من جرّاء إصابته برصاص المسلحين. ولم يُصَبْ في الحادث زملاؤه الذين رافقوه في رحلته".
وقال المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط، روبير مارديني، في بيان للجنة الدولية: "ندين هذا الهجوم الوحشي، والمتعمد كما يبدو، الذي راح ضحيته أحد الموظفين المخلصين في مجال العمل الإنساني".
وأضاف: "جميعنا مصدومون من أثر الفاجعة. فزميلنا حنا كان شابًا مفعمًا بالحياة، وكان معروفًا ومحبوبً على نطاق واسع. لا شيء يبرر قتله، ونحن في حالة حداد على مقتل هذا الزميل والصديق العزيز. ونحن نقف بقلوبنا ومشاعرنا إلى جانب أحبته وأصدقائه".
وعمل لحود لدى اللجنة الدولية منذ عام 2010 في مواقع ميدانية مختلفة، وفي المقر الرئيسي بجنيف. كما عمل لسنوات كثيرة، قبل انضمامه للجنة الدولية، متطوعاً في الإسعافات الأولية وعضواً في جمعية الصليب الأحمر اللبناني.
و، غرد السفير السعودي لدى اليمن، المدير التنفيذي لمركز العمليات الإنسانية الشاملة لليمن (إسناد) "أعرب وزملائي في مركز إسناد العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن عن بالغ الحزن والأسى للجنة الدولية للصليب الأحمر، وعن صادق التعازي والمواساة في وفاة حنا ولأقاربه وزملائه، كما أعبر عن بالغ التقدير للجهود الإنسانية للجنة الدولية للصليب الأحمر وخصوصاً في اليمن الشقيق".
ووصف مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، جريمة الاغتيال، بأنها من "الجرائم الكبرى التي تشكل كارثة حقيقية على اليمن عامة وتعز بشكل خاص".
وطالب المركز "السلطات الشرعية في تعز والمقاومة الوطنية بسرعة الكشف عن تفاصيل الجريمة وتقديم مرتكبيها للعدالة، كون هذا الأمر يضرب كل خطوات الثقة التي بنتها هذه الجهات ومعها الأحزاب السياسية والقوى المجتمعية في تعز، التي يجب عليها الآن توحيد قواها لتعزيز الأمن ومتابعة الخارجين عن القانون".
وقال المركز الحقوقي، وهو منظمة مجتمع مدني غير حكومية مقرها الرئيسي في تعز في بيان، إن "البعثة كانت قد أنهت زيارة للسجون في تعز ضمن عملها الدوري وتفقدت فيه بعض أماكن الاحتجاز وعادت في طريقها إلى عدن، عبر الطريق الوحيدة المتاحة لتعز من منطقة الضباب التربة لحج عدن".
وأكد أن "أي تقاعس من حكومة الشرعية والقوى السياسية في تعز بمتابعة هذه الجريمة النكراء لن يكون إلا كارثة أخرى تدمر ما تبقى من آمال في المدينة المحاصرة منذ 3 أعوام من قبل ميليشيا الحوثي وأتباعهم".
وأوضح أنه "وبحسب معلومات مؤكدة، فإن بعثة الصليب الأحمر الدولي بتعز كانت قد تعرضت في منطقة الحوبان المسيطر عليها من الحوثيين لتهديدات كثيرة، أعلنت البعثة الدولية على أثرها عدم قدرتها على البقاء في مناطق سيطرة الحوثيين، وأنها ستمارس عملها من عدن والنظر في نقل مكتب لها إلى قلب المدينة المحاصرة. وواجه الحوثيون ذلك بتهديد جدي لبعثة الصليب الأحمر وأنها (أي ميليشيا الحوثيين) لن تسمح لبعثة الصليب الأحمر بذلك، وهو ما جعل حياة أفراد البعثة الدولية في خطر حقيقي متوقع".
يذكر أن البعثة الدولية للصليب الأحمر نسقت جهوداً إنسانية كبيرة وساعدت في قضايا الأسرى والمختطفين.
بدوره، دان التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن اغتيال حنّا لحود، قائلاً إن "هذه المأساة هي بمثابة تذكير بالمخاطر الكبيرة التي يتحملها العاملون في المجالين الحقوقي والإغاثي من أجل توثيق الانتهاكات وتقديم المساعدات الإنسانية في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية".
ودعا الحكومة اليمنية إلى توفير الحماية لكل المدافعين عن حقوق الإنسان والعاملين في مجال المساعدات الإنسانية، طبقاً لالتزاماتها بهذا الشأن، كما يدعو أطراف النزاع إلى الالتزام بكل القوانين والاتفاقيات والمعاهدات التي توفر لهم كامل الحماية وتجنبهم ويلات الصراع.
وأدانت الحكومة اليمنية جريمة الاغتيال، وأكد وزير الإدارة المحلية اليمني رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبد الرقيب فتح في تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن السلطات المحلية في تعز فتحت تحقيقاً في ملابسات اغتياله لتحديد الجهة المسؤولة عن ذلك وتعقب الجناة وتقديمهم للعدالة في أسرع وقت. كما أكد أن اللجنة العليا للإغاثة والسلطة المحلية بالمحافظة تتابع عن كثب مجريات الحادث، معبراً عن إدانته واستنكاره الشديدين، لهذا الحادث الأليم، وعبر فتح عن "خالص التعازي والمواساة لبعثة الصليب الأحمر الدولي في اليمن، مثمنا جهودها في تقديم الدعم الإنساني الكبير للمواطنين في عموم المحافظات".