قوات "قسد"

يتواصل الفلتان الأمني في محافظة إدلب والأرياف المتصلة بالمحافظات المجاورة، رغم الهدنة الأمنية المعلنة. ورصد المرصد السوري لحقوق الانسان انفجار عبوة ناسفة في بلدة الدانا الواقعة في الريف الشمالي لإدلب، بالقرب من الحدود السورية التركية، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية. كما أن مسلحين مجهولين اغتالوا قيادياً ميدانياً في صفوف "هيئة تحرير الشام" من جنسية خليجية يرجح أنها قطرية، مع مرافقه عبر استهدافهما من قبل مسلحين مجهولين بإلقاء قنبلة على منزله في منطقة المهندسين بالضواحي الغربية لمدينة حلب، فيما عثر على جثة شخص مقتولاً وملقاة جثته بين قريتي العنكاوي والطنجرة في الريف الشمالي الغربي لحماة.

وبذلك يرتفع إلى 379 شخصاً على الأقل، عدد من اغتيلوا في أرياف إدلب وحلب وحماة، منذ الـ 26 من نيسان / أبريل الفائت وهم زوجة قيادي أوزبكي وطفل آخر كان برفقتها، إضافة إلى 86 مدنياً بينهم 13 طفلاً و6 مواطنات، عدد من اغتيلوا من خلال تفجير مفخخات وتفجير عبوات ناسفة وإطلاق نار واختطاف وقتل ومن ثم رمي الجثث في مناطق منعزلة، و249 عنصراً ومقاتلاً من الجنسية السورية ينتمون إلى هيئة تحرير الشام وفيلق الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية وجيش العزة وفصائل أخرى عاملة في إدلب، و42 مقاتلاً من جنسيات صومالية وأوزبكية وآسيوية وقوقازية وخليجية وأردنية وتركية، اغتيلوا بالطرق ذاتها، كذلك فإن محاولات الاغتيال تسببت بإصابة عشرات الأشخاص بجراح متفاوتة الخطورة، بينما عمدت الفصائل لتكثيف مداهماتها وعملياتها ضد خلايا نائمة اتهمتها بالتبعية لتنظيم “داعش”.

كما اعلن المرصد العثور على جثة شاب في الأراضي الزراعية الواقعة بين بلدتي معصران والغدفة، في القطاع الشرقي من ريف محافظة إدلب، دون ورود معلومات عن هوية الجثة أو أسباب قتله. ورصد المرصد إطلاق مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية النار على شخص نازح، في بلدة زردنا بريف إدلب الشمالي ما أسفر عن مقتله على الفور. كذلك سجل قبل ساعات مقتل 4 على الأقل من ضمنهم مدنيان اثنان أحدهما طفل في الـ 8 من عمره، ومقاتلان اثنان أكدت مصادر متقاطعة أن أحدهما من جنسية آسيوية. ولا تزال أعداد القتلى قابلة للازدياد لوجود جرحى من مدنيين ومقاتلين إصاباتهم بليغة، ووجود معلومات عن آخرين قضوا في التفجير، الناجم عن تفجير سيارة استهدف حي القصور ضمن منطقة تواجد للمقاتلين الأوزبك والتركستان من مقرات ومنازل. 

وسجل المرصد ليل الجمعة اختطاف مسلحين مجهولين لرجل نازح في بلدة سرمين شرقي مدينة إدلب ليعثر على جثمانه في اليوم التالي مقتولاً وجثته ملقاة جنوب البلدة.

مناطق "درع الفرات" في شمال شرق حلب تشهد عمليات جديدة ناجمة عن فلتان أمني يسعى للتوسع في المنطقة لإيقاع المزيد من الخسائر.

وفي محافظة حلب، وثق المرصد الجمعة، استشهاد طفل برصاص طائش جراء شجار مسلح جرى بين مجموعتين اثنتين في مخيم شمارخ في منطقة اعزاز الخاضعة لسيطرة الفصائل بريف حلب الشمالي، وقالت مصادر أن تبادل إطلاق النار جرى بين مسلحين حاولوا سرقة آليات من المخيم وبين مسلحين في المنطقة، ليخلف هذا العراك المسلح شهيداً لم يتجاوز الـ 9 أعوام من نازحي بلدة تل رفعت، وذلك دون حسيب أو رقيب في فشل متواصل من قبل الفصائل بضبط مناطق سيطرته وفرض الأمن فيها

وسُمع دوي انفجار في منطقة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي، ناجم عن انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارة قرب مسجد في مدينة الباب، التي تسيطر عليها قوات عملية "درع الفرات" المدعومة تركياً. وكان المرصد السوري رصد في الـ 17 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، محاولة اغتيال طالت قيادياً في لواء مقاتل منضوي تحت راية قوات عملية "درع الفرات"، عبر إطلاق النار عليه من قبل مسلحين مجهولين، في منطقة جبهة الساجور، ما تسبب بإصابته بجروح خطرة.

ودارت اشتباكات بين عناصر الشرطة الحرة من جهة، ومسلحين مجهولين من جهة أخرى، القريبة من مدينة اعزاز، حيث تسببت الاشتباكات بإصابة طفلين اثنين بطلقات نارية، فيما وردت معلومات مؤكدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن 5 مقاتلين على الأقل قضوا وأصيبوا في منطقة مريمين في الريف ذاته، من ضمنهم 4 على الأقل قضوا بإطلاق النار الذي أكدت مصادر أنه نتيجة إطلاق شخص النار عليهم في منطقة مريمين وقتلهم، حيث رجحت المصادر أن القاتل من المقاتلين في نفس المنطقة، وذلك في حلقة جديدة ضمن سلسلة الانفلات الأمني، حيث كان استشهد 5 أشخاص بينهم طفلان اثنان، جراء التفجير الذي ضرب مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي يوم السبت الماضي، ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان حينها، أن الانفجار وقع في مدخل المنطقة الصناعية بأطراف مدينة اعزاز، حيث أكدت المصادر كذلك أن الانفجار ناجم عن تفجير مفخخ سمع دويه على بعد نحو 2 كلم، وتسبب بتدمير واحتراق عدد من الآليات والسيارات بالقرب من خزان للوقود في المنطقة الصناعية، ويأتي ذلك في حلقة جديدة من سلسلة الانفجارات التي استهدفت ريفي محافظة حلب الشمالي والشمالي الشرقي، ومعلومات مؤكدة عن أن تعداد الخسائر البشرية مرشح للارتفاع لوجود مفقودين وإصابة مواطنين بجراح متفاوتة الخطورة.

وبذلك يرتفع إلى 17 على الأقل عدد من اغتيلوا منذ الـ 30 من أيلول / سبتمبر من العام الجاري 2018، هم رجل مسن و5 مواطنين بينهم طفلان اثنان وشرطي مدني و10 مقاتلين من ضمنهم 4 من عناصر في هيئة تحرير الشام ممن اغتيلوا في الريف الشمالي لحلب، ونشر المرصد السوري في الـ 4 من أكتوبر / تشرين الأول الجاري، تفجير عبوة ناسفة زرعت في بلدة جرابلس، وتسببت بوقوع أضرار مادية، وإصابة 3 أشخاص على الأقل بجراح متفاوتة الخطورة.

القتال بين "قسد" و"داعش" يتواصل في شرق الفرات

وفي محافظة دير الزور، رصد المرصد السوري الأحوال الجوية بشكل كبير، وانتهاء العاصفة الرملية في شرق الفرات، بالتزامن مع قصف من قبل قوات التحالف الدولي طال مناطق في الجيب الخاضع لسيطرة تنظيم "داعش"، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، فيما تتواصل الاشتباكات بوتيرة متفاوتة العنف، بين "قوات سورية الديمقراطية" من جهة، وعناصر تنظيم "داعش" من جهة أخرى، على محاور في محيط وأطراف الجيب الأخير للتنظيم في المنطقة، وسط استهدافات متبادلة على محاور القتال، فيما رصد المرصد السوري مرور 3 سيارات تحملان عدداً من الجرحى من قوات سورية الديمقراطية ممن أصيبوا بجراح مختلفة نتيجة الاستهدافات والاشتباكات.

وكان المرصد السوري سجّل حصول عمليات قصف مدفعي من قبل التحالف الدولي، بعدة صواريخ استهدفت الجيب الخاضع لسيطرة التنظيم، ومعلومات عن تسبب القصف والاشتباكات بسقوط المزيد من الخسائر البشرية. وتسببت العواصف الرملية وتردي الأحوال الجوية، بتراجع قوات سورية الديمقراطية داخل بلدة السوسة والتمركز في قاط يمكنها من خلالها تحصين نفسها ضد هجمات تنظيم "داعش"، التي تستهدف مواقع "قسد" بغية إيقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية وتنفيذ عمليات أسر واختطاف في محاولة لمنع التقدم وتأخيره من قبل قسد والتحالف، واللذان يهدفان لإنهاء وجود التنظيم في المنطقة.

واستغل التنظيم العاصفة في تنفيذ هجمات عنيفة ومكثفة، تسبب بخسائر بشرية كبيرة، بالإضافة للتسبب بعملية اختطاف كبيرة نفذها التنظيم بمساعدة خلايا تابعة له داخل مخيم النازحين في البحرة بمحيط الجيب الخاضع لسيطرة التنظيم بشرق الفرات، ووثق المرصد السوري منذ العاصفة الرملية الأولى وإلى تاريخ اليوم 209 قتلى من التنظيم و105 من عناصر قوات سوريا الديمقراطية، حيث تجري عمليات استنفار ومحاولة تعزيز الأماكن والنقاط العسكرية وخطوط التماس مع التنظيم، لمنعه من تنفيذ هجمات مباغتة عبر عناصر في الجيب الأخير له بشرق الفرات أو من خلال خلايا نائمة عاملة في ريف دير الزور الشرقي، بالإضافة لـ 15 شخصاً بينهم 10 من عناصر قسد أعدموا على يد التنظيم في الفترة ذاتها.

الخروقات تعود مستهدفة مناطق سريانها في قطاعي حلب وإدلب

ورصد المرصد السوري، عمليات قصف مدفعي من قبل القوات الحكومية السورية، طالت مناطق في بلدة الخوين، في القطاع الجنوبي الشرقي من ريف إدلب، كما سقطت قذائف على مناطق في شارع النيل بالقسم الغربي من مدينة حلب، ما تسبب بوقوع أضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، فيما استهدفت الفصائل العاملة في غرفة عمليات و"حرض المؤمنين"، والمؤلفة من( تنظيم حراس الدين، وجبهة أنصار الدين، وأنصار التوحيد، وجماعة أنصار الإسلام)، في غرب حلب، تمركزاً للقوات الحكومية السورية في أطراف حي جمعية الزهراء، بغرب مدينة حلب ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف عناصر من القوات الحكومية السورية.

وطال قصف القوات الحكومية مناطق في قريتي أم جلال والرفة في القطاع الجنوبي الشرقي من ريف إدلب، كما شهدت الأطراف الغربية لمدينة حلب، تبادل إطلاق نار بالرشاشات بين القوات الحكومية السورية والفصائل العاملة في المنطقة، وعلم المرصد السوري أن القصف تسبب باستشهاد 7 مواطنين على الأقل بينهم 3 أطفال و3 مواطنات، جراء القصف الذي طال قرية الرفة، ولا يزال عدد الشهداء قابلاً للازدياد لوجود جرحى بحالات خطرة، وتعد هذه أكبر مجزرة وحصيلة خسائر بشرية بقصف النظام منذ تطبيق الهدنة الروسية – التركية في الـ 15 من آب / أغسطس الفائت، من العام الجاري 2018.

كما رصد المرصد السوري بعد ظهر الجمعة، معاودة القوات الحكومية السورية تنفيذ عمليات خرق للهدنة الروسية التركية، حيث استهدفت القوات الحكومية السورية مناطق في الأراضي المحيطة ببلدة مورك، الواقعة ضمن القطاع الشمالي من الريف الحموي بالتزامن مع قصف طال منطقة عطشان في شمال شرق حماة، كذلك استهدفت القوات الحكومية السورية أماكن في منطقة السكيك وأطراف بلدة التمانعة في القطاع الجنوبي من ريف محافظة إدلب، فيما لم ترد معلومات عن خسائر بشرية، ويأتي هذا الاستهداف للمنطقة منزوع السلاح في قطاعي إدلب وحماة، بعد هدوء ساد المنطقة ومناطق سريان الهدنة الروسية التركية دون أي خروقات من قصف واستهدافات منذ قبيل مغيب شمس يوم أمس الخميس، باستثناء استهداف فصيل جهادي بقناصاته لعناصر القوات الحكومية السورية بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، وفي السياق ذاته يتواصل فشل المخابرات التركية بإقناع المجموعات والفصائل "الجهادية" بالانسحاب من مواقعها ونقاطها ضمن المنطقة العازلة.

ونشر المرصد السوري مساء الخميس، أنه رصد استهداف أحد الفصائل "الجهادية" وهو “حركة المهاجرين السنة” لعنصرين اثنين من القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي الشرقي والواقعة ضمن المنطقة منزوعة السلاح التي تمتد من جبال اللاذقية الشمالية الشرقية، وصولاً إلى الضواحي الشمالية الغربية لمدينة حلب مروراً بريفي حماة وإدلب، حيث جرى الاستهداف بالقناصات، ما أسفر عن إصابة العنصرين ومعلومات عن مقتلهما، فيما دون ذلك تشهد عموم مناطق الهدنة التركية الروسية هدوءاً حذراً يتواصل منذ ساعات، وكان المرصد السوري نشر منذ ساعات، أنه رصد عمليات خرق متجددة، استهدفت الهدنة الروسية التركية، السارية منذ الـ 15 من آب / أغسطس الفائت، حيث استهدفت القوات الحكومية السورية بالقذائف والرشاشات، مناطق في محيط بلدتي مورك والسكيك وأماكن أخرى في منطقة الخزانات ومحيط خان شيخون، بريفي محافظتي إدلب وحماة، الجنوبي والشمالي، ولم ترد معلومات عن تسبب الاستهداف بوقوع خسائر بشرية، فيما نشر المرصد السوري قبل ساعات أنه فتحت القوات الحكومية السورية نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في بلدتي معارة الأرتيق وكفرحمرة بغرب وشمال غرب مدينة حلب، بالتزامن مع قصفها بعدة قذائف هاون لمناطق في قرية الشيخ عقيل في الريف ذاته، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.

وكانت هزت عدة انفجارات عنيفة الأحياء الغربية لمدينة حلب، والخاضعة لسيطرة القوات الحكومية السورية، الخميس، ناجمة عن استهداف الفصائل الإسلامية و”الجهادية”، العاملة في المنطقة منزوعة السلاح، بعدة قذائف هاون، لمناطق في حي شارع النيل ومحيط السوق المحلية في القسم الغربي من مدينة حلب، ما تسبب بأضرار مادية، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة. ومع تسبب القصف بسقوط خسائر بشرية، فإنه يرتفع إلى 4 عدد الشهداء المدنيين الذين قضوا منذ تطبيق اتفاق بوتين أردوغان، هم شهيدة طفلة استشهدت في القصف قبل ساعات على بلدة كفر حمرة، و3 شهداء قضوا في القصف من قبل الفصائل على أحياء مدينة حلب في الـ 18 من أكتوبر الجاري، حيث رصد المرصد السوري، أعنف عملية قصف على الإطلاق شهدتها المنطقة منزوعة السلاح، منذ التوصل لاتفاق بين بوتين وأردوغان حول المنطقة منزوعة السلاح، في الـ 17 من أيلول الفائت، وانتهاء مهلة "مغادرة الجهاديين" من المنطقة.