الحكومة اليمنية

أكد المتحدث باسم الحكومة الشرعية في اليمن، راجح بادي، أن علاقة حكومته مع قيادات في حزب الرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح، وطيدة ومتواصلة منذ فترة ليست بالقصيرة. وقال بادي، في تصريحات صحافية، إن الكثير من قيادات حزب "المؤتمر الشعبي" شريفة ووطنية، والكثير منها رفض الانقلاب من الوهلة الأولى وكانت ضد التحالف بين صالح و"الحوثيين"، مشيرًا إلى أن الذين بقوا إلى جوار صالح كانوا يهدفون إلى نصحه ومحاولة إقناعه بالتراجع.

وأوضح بادي أن تواصل الحكومة الشرعية مع قيادات حزب "المؤتمر الشعبي" كان بهدف توسيع دائرة المؤيدين ولم شمل أبناء اليمن الشرفاء، إذ كان هناك قيادات تقف إلى جانب الشرعية لكن ظروفها منعتها من الإعلان عن مواقفها، خوفًا من الاغتيال، وركَز التواصل معها على توفير الحماية لها أو إخراجها من اليمن لتتمكن من التعبير عن مواقفها الحقيقية بأمان. وأشار إلى أن بعض القيادات استمرت مع المخلوع حتى هذه اللحظة، ولم تستفق إلا بعد انقلاب "الحوثيين" عليهم وإهانتهم، حتى سفكوا دماءهم في الشوارع بعد أن تخلى عنهم صالح الذي، وعدهم بحمايتهم. وأضاف أن ما يحدث من اقتتال بين الانقلابيين في الوقت الراهن كان متوقعًا، لأن تحالفهما لا يقوم على أسس وقواعد صحيحة، فهو يقوم على الدم والانتقام من الشعب اليمني، فصالح تحالف مع "الحوثيين" انتقامًا من معارضيه، وسلمهم المعسكرات والجيش، وعندما خلت لهم الساحة لم يبقَ أمامهم إلا صالح وحزبه للانتقام منه. ولفت إلى أن الحكومة الشرعية ملتزمة بدعوة أي طرف داخلي للانضمام إليها، فباب العودة مفتوح لكل أبناء اليمن بشرط إعلان التأييد الواضح للشرعية، لأنها طوق النجاة لليمن واليمنيين.

وفي الجانب الميداني، تجددت المعارك بين القوات الحكومية و"الحوثيين" في جبهة نهم، في صنعاء، وصرواح، غرب مارب، بالإضافة إلى معارك دارت في منطقة علب، في محافظة صعدة، خلال اليومين الماضيين. وقالت مصادر عسكرية إن القوات الحكومية أفشلت هجمات متكررة لمسلحي جماعة "الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس السابق، خلال الأيام الثلاثة الماضية، في مديرية نهم، شمال شرقي صنعاء.

وقالت المصادر إن القوات الحكومية أفشلت تسع هجمات شنها "الحوثيون" على جبل الصافح، غرب جبل القرن، وعلى جبل القتب، وبني بارق، وإن 10 من مسلحي جماعة "الحوثيين" قُتلوا، وأُصيب آخرون. وأوضحت أن ذلك وقع بالتزامن مع 10 غارات جوية شنتها مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، استهدفت محيط مفرق المجاوحة، وبني بارق، والحلول، ومفرق قطبين. وفي صرواح، غرب محافظة مأرب، شرق العاصمة صنعاء، لقي ما لا يقل عن 10 من "الحوثيين" حتفهم، وأُصيب آخرون في معارك ضد القوات الحكومية.

وأشارت المصادر إلى أن المليشيا الانقلابية نفذت هجومًا من محاور عدة على مواقع الجيش الوطني، في هيلان، إلا أن رجال الجيش الوطني تمكنوا من صد تلك الهجمات بعد مواجهات استمرت قرابة ساعتين، مبينة أن "الحوثيين" هاجموا جبل هيلان من الميمنة والميسرة والقلب.

وشنت مدفعية القوات الحكومية قصفًا مدفعيًا استهدف عددًا من مواقع "الحوثيين" والقوات الموالية لصالح، في مديرية حريب القراميش، الواقعة بين نهم وصرواح. وفي محافظة صعدة، معقل جماعة "الحوثيين"، أقصى شمال اليمن، اندلعت معارك عنيفة بين الطرفين، ما أدى إلى مقتل ثلاثة "حوثيين" بينهم قيادي ميداني. وأفاد مصدر ميداني بأن المعارك اندلعت إثر محاولة عناصر للمليشيا التسلل في اتجاه مواقع الجيش الوطني في تبة الخشم، شمال محافظة صعدة، وأحبطت قوات الجيش الوطني، ممثلة في قوات النخبة، محاولة التسلل، وأجبرت المتسللين على الفرار بعد تكبيدهم خسائر في الأرواح واغتنام وتدمير أسلحتهم.