عدن ـ عبد الغني يحيى
بعد تحرير مدينة عدن من سيطرة مليشيات "الحوثي وصالح" في منتصف يوليو/تموز 2015م أصبحت المدينة من آثار الدمار للكثير من المرافق الحكومية والخاصة، ومنها المباني الخاصة بالجمعيات والمنظمات التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة، حيث قامت الإمارات في أولى مساعيها بإعادة الحياة إلى هذه المدينة تنفيذ مشاريع إعادة الحياة لتلك المباني.
مركز الأطراف الصناعية والعلاج الطبيعي في مدينة عدن اليمنية إحدى الجمعيات التي ساهمت دولة الإمارات في إعادة الحياة لها بعد تعرضها للتخريب، وذلك ضمن جهودها المتواصلة في تعزيز قدرات المركز ليتمكن من القيام بواجبه في توفير الأطراف الصناعية لمصابي الأحداث في معظم محافظات اليمن.
وقد أوضح نائب مدير مركز الأطراف الصناعية والعلاج الطبيعي عبدالله محمد صالح القيسي لـ "الاتحاد"، أن المركز الذي أنشئ في أبريل/نيسان عام 2000م لديه أهداف يسعى إلى تحقيقها والمتمثلة في إنتاج الأجهزة التعويضية والأطراف الصناعية وتقديم خدمات العلاج الطبيعي وإيصالها إلى المستفيدين في القرى والمحافظات المجاورة خاصة المصابين من الألغام والحروب.
الطاقة الاستيعابية
وقال إنه منذ انتهاء الحرب وإلى الآن زادت الطاقة الاستيعابية للمركز، حيث وصلت عدد الحالات التي تأتي للمركز في اليوم الواحد إلى أكثر من 60 إلى 70 مريضاً، بينما وصلت عدد الجلسات التي تنفذ في العلاج الطبيعي 1500 جلسة بالشهر مقارنة ما قبل الحرب التي كانت تصل إلى 400 إلى 500 في الشهر. وأشاد القيسي بالدور الكبير التي قدمته هيئة الهلال الأحمر الإماراتية في ترميم وإعادة تأهيل المركز بعد الحرب مباشرة ودعمه بالمعدات والأجهزة والمواد الخام للمركز لتحسين الخدمات العلاجية والطبية لذوي الاحتياجات الخاصة والمصابين من أثار الحرب الأخيرة، حيث كانت من ضمن أولويات دولة الإمارات العربية المتحدة لإعادة الحياة إلى طبيعتها.
مواد خام من الإمارات
وأشار إلى أنه تمت الاستفادة من المواد المحلية المقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة حيث تم إنتاج 500 عكاز إبطي و 250 عكازًا مرفقيًا و 180 مشاية و100 كرسي لمصابي الشلل، كما تم تقديم أجهزة خاصة بالعلاج الطبيعي وعدد من الأسرة وحافلة قدمتها الهيئة الإماراتية ساهمت في تخفيف وطأة المعاناة عن كاهل ضحايا الإصابات والإعاقات الناجمة عن ضراوة الأزمة اليمنية الراهنة.
وبين القيسي أن بادرة الإمارات ساعدت المركز على مواصلة عمله من خلال صيانة شبكات البنية التحتية من مياه وكهرباء وشبكة الصرف الصحي و تقديم الخدمات المطلوبة للمستفيدين خاصة وأن الأحداث الجارية في اليمن تسببت في ازدياد نسبة الإعاقات الحركية خاصة بين الشباب الأمر الذي أوجب توفير أجهزة ومعدات عاجلة لاستقبال الحالات الضرورية بعد الحرب.
الإمارات قدمت الكثير
وأوضح أن دولة الإمارات العربية المتحدة قدمت دعماً كبيراً للمركز في ظل غياب الدولة خاصة بعد الحرب مباشرة حيث قامت الإمارات بدعم المركز بافرام في ورشة الأطراف وتقديم راتب شهرين لكل العاملين في المركز وتقديم أطراف صناعية حديثة ومتطورة بلغ عددها 238 طرفاً، ولكن تلك الأطراف وصلت ناقصة من حيث المكونات الصغيرة التي تساهم في الاستفادة من تلك الأطراف لتصبح صالحة للاستعمال. وحول ما تم توزيعه من أطراف صناعية منذ انتهاء الحرب قال القيسي إنه تم توزيع 450 طرفاً صناعياً لمختلف الإصابات والمتمثلة في أطراف صناعية فوق وتحت الركبة وجهاز دنيس براون وأقدام صناعية وتعويض قصر للحذاء وكراسي الشلل الدماغي ويد صناعية ومشايات والعمل على إصلاحات وتعديلات للأطراف وخدمات أخرى مختلفة يستفيد منها العديد من المصابين على مستوى المحافظات الجنوبية والشرقية تعز والحديدة نظراً إلى الظروف الأمنية السيئة في تلك المحافظات.
وقال: إنه تم تسجيل أكثر من 3 إلى 4 آلاف جريح منذ تحرير عدن وهذا العدد كبير جداً ولا يستطيع المركز استيعاب الحالات المتزايدة بسبب الألغام، حيث يوجد لدى المركز 75 طفلاً مصاباً أكثرهم من مديرية دار سعد و 250 حالة مقيدة مختلفة الإصابات.