صنعاء ـ عبد الغني يحيى
تسلم الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية أمس السبت في العاصمة المؤقتة عدن أوراق اعتماد سفير جمهورية الصومال الفيدرالية عبد الله حاشي شوريه. وأشاد الرئيس خلال استقباله السفير الصومالي بالعلاقات الأخوية المتينة التي تربط اليمن بجمهورية الصومال الفيدرالية وعلاقات الشعبين الشقيقين المبنية على الإخوة وحسن الجوار لافتا إلى المعاملة المتميزة التي يحضى بها نحو مليون وماتين ألف مواطن صومالي في اليمن حيث يشاركون إخوانهم اليمنيين المعيشة والتنقل وفرص العمل .
وحمل الرئيس السفير الصومالي نقل تحياته لأخيه الرئيس حسن الشيخ محمود متمنياً للصومال الشقيق قيادة وحكومة وشعب المزيد من التقدم والأمن والاستقرار ، ونجاح تجربة الانتخابات القادمة التي ستشهدها الصومال مطلع العام القادم التي تؤكد على أن الصومال يخطو نحو مرحلة جديدة من السلام والوئام. وشدّد رئيس الجمهورية على أهمية التعاون وتبادل المعلومات بين الأجهزة المختصة في البلدين لمواجهة التحديات والإرهاب العابر للحدود، مؤكداً تقديم كافة أشكال التسهيل والدعم للسفير خلال فترة عمله.
من جانبه عبّر سفير جمهورية الصومال الاتحادية لدى اليمن عن سروره وامتنانه لتقديم أوراق اعتماده للرئيس عبدربه منصور هادي ناقلاً له تحيات أخيه الرئيس الصومالي حسن الشيخ محمود، وأكد دعم بلاده لليمن وشرعيته الدستورية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي في مختلف المراحل والظروف ،وبذل قصارى جهوده في تمتين وتعزيز العلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين لما من شانه مصلحة الشعبين الشقيقين.
حضر مراسيم تقديم أوراق الإعتماد مدير مكتب رئاسة الجمهورية الدكتور عبد الله العليمي، ورئيس المراسم والتشريفات الرئاسية محمد حاج محفوظ ، ومدير مكتب وزارة الخارجية بعدن السفير مهدي صالح العظامي ، والقائم بأعمال قنصل الصومال بعدن محمد عمر، وأكد السكرتير الصحافي لرئيس الوزراء الأستاذ غمدان الشريف أن عام 2017 سيشهد نقلة نوعية في العاصمة الموقتة عدن من حيث الأمن والاستقرار وتوفير الخدمات الأساسية وعودة البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية وفتح مقارها الرئيسة في العاصمة الموقتة عدن
و أضاف أن عدن تشهد تحسناً ملحوظاً وملموساً على كافة المستويات سواء كانت الأمنية أو الخدمية وتشهد ازدحاما بالسكان وعودة الحياه الطبيعية لها وان العام المقبل سيشهد إعادة الإعمار وتنفيذ عدد من المشاريع وسيكون عام بناء وتقدم واستقرار في عدن وباقي المحافظات المحررة. كما أضاف الشريف أن عام 2017م لن يكون كالأعوام التي قبلها فهو عام الدولة والنظام والقانون وستكون هناك ميزانية عامة للدولة ونفقات تشغيلية لجميع المحافظات وسوف يتم صرف رواتب موظفي الدولة المدنيين والعسكريين بانتظام وكذلك مستحقات الطلاب المبتعثين
وأكد الشريف في ختام تصريحه أن مستحقات الطلاب المبتعثين في الاْردن والسودان والهند وباقي الدول سيتم تحويلها خلال الأيام القليلة المقبلة وقد صدرت توجيهات من دولة رئيس الوزراء إلى وزارة المال بسرعة تحويل مستحقات الطلاب المبعوثين إلى الخارج .هذا وقد بدأت اللجان بصرف مستحقات الطلاب في كلاً من ماليزيا وروسيا وألمانيا والأردن ومصر.
وأكد مراقبون أن هذه الخطوة التي اقدمت عليها الحكومة الصومالية قد تفتح الباب امام السفارات الأخرى لنقل مهام عملها من العاصمة صنعاء إلى العاصمة المؤقتة عدن ، ويضيف المراقبون أن عودة الحكومة اليمنية الشرعية و رئيس الجمهورية إلى العاصمة صنعاء قد يسهم بتحرير ما تبقى من أراضي الجمهورية التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي الانقلابية، و قد تسهم ايضا بعودة الأمن و الاستقرار إلى المحافظات المحررة .
مشيرين إلى أن الخطوة الصومالية بفتح سفارتها في عدن تسهم بتوصيل رسالة اطمئنان إلى باقي السفارات و القنصليات الأخرى و تفتح باب آخر لتحسين العلاقات الدبلوماسية أمام الحكومة اليمنية لدى باقي السفارات، مؤكدين على أن الحكومة الشرعية مستمرة في اقتلاع جذور الإرهاب و القضاء على تنظيم "القاعدة" و خلايا علي صالح في العاصمة عدن ، وكانت الحكومة الفيدرالية الصومالية قد قررت في 8 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الجاري إغلاق سفارتها في صنعاء بسبب الوضع الذي تعيشه من خلال سيطرة المليشيا الإنقلابية عليها.
ورحّب مصدر مسؤول في رئاسة الوزراء اليمنية بنقل العمل الدبلوماسي والقنصلي للسفارة الصومالية من صنعاء إلى العاصمة المؤقتة عدن، مؤكداً ن هذه الخطوة تأتي دعماً للحكومة الشرعية برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وللعلاقات الأخوية التي تربط البلدين الشقيقين. داعيا من تبقى من الدول الشقيقة والصديقة إلى إتخاذ خطوات مشابهة في أسرع وقت حيث مازالت العاصمة صنعاء ترزح تحت احتلال القوى الإنقلابية المتمردة.
وتعتبر الصومال أول دولة تنقل سفارتها وتبدأ بممارسة مهامها من عدن منذ الإنقلاب الحوثي واجتياحه لصنعاء ، حيث تقوم معظم البعثات الدبلوماسية لدى اليمن بممارسة مهامها من الرياض. ويُذكر أن جمهورية الصومال شهدت في السنوات الأخيرة استقراراً ملحوظاً على مستوى الوضع والصراع الداخلي، حتى أنه تم فتح مراكز للاجئين اليمنيين في بعض المدن الصومالية، نتيجة الأوضاع والحروب التي تشهدها اليمن.