القاهرة - أكرم علي
يصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن"، إلى القاهرة، مساء الأحد، وذلك تلبية لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي. وتأتي زيارة الرئيس الفلسطيني لمصر في إطار التشاور والتنسيق المستمر بين الجانبين بشأن مختلف القضايا العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما قبيل انعقاد القمة العربية المقبلة في الأردن يوم 29 مارس/آذار الجاري.
ومن المنتظر أن تتطرق المباحثات بين الجانبين إلى الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والأمنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والأفكار المتداولة بشأن سبل استئناف عملية السلام، ولاسيما في ضوء عضوية مصر في مجلس الأمن، والاتصالات التي تقوم بها مع الأطراف الإقليمية والدولية بهدف توفير البيئة الداعمة لاستئناف عملية السلام، وتشجيع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على العودة إلى مائدة المفاوضات.
وقال سفير فلسطين لدى مصر، مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية جمال الشوبكي، ستعقد جلسة المباحثات، الاثنين، في مقر الرئاسة المصرية، لبحث الأوضاع المستعجلة والمهمة على الساحة الفلسطينية والعربية. وأوضح السفير الشوبكي أنه سيتم خلال اللقاء بحث تطورات القضية الفلسطينية بكافة جوانبها، مضيفًا أن الرئيس حريص على إجراء مشاورات مع الرئيس السيسي فيما يخص الوضع الفلسطيني، خاصة الجهود التي تقوم بها القيادة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، والمخاطر التي تواجه القضية الفلسطينية، وسبل دعمها قبيل انعقاد القمة العربية.
وأكد أن الرئيس سيضع نظيره المصري في صورة الاتصالات والمحادثات الأخيرة التي جرت مع الإدارة الأميركية، خاصة فيما يتعلق بحل الدولتين للالتزام بعملية سلام حقيقية، وإخراج العملية السياسية من الجمود.
واعتبر سفير فلسطين السابق في القاهرة والخبير السياسي الدكتور بركات الفرا، أن زيارة "أبو مازن" للقاهرة تقطع الشك باليقين وتنفي الأكاذيب التي تم ترويجها خلال الفترة الماضية عن وجود خلاف بين القاهرة ورام الله، وتؤكد أن أي تنسيق وتشاور بشأن القضية الفلسطينية لا يكون إلا مع القيادة المصرية.
وأوضح الفرا في تصريحات خاصة إلى "مصر اليوم" أن التشاور بين القيادة الفلسطينية والمصرية طبيعي واعتيادي ودائم على جميع الأصعدة، خاصة عندما تشتد الظروف المحيطة بالأمة العربية عامة والشعب الفلسطيني بوجه خاص، مؤكدًا أن الحاجة إلى التنسيق وأخذ النصح من القيادة المصرية، تصبح ضرورية وعلى رأس الأولويات الفلسطينية.
وأشار الفرا إلى أن زيارة أبو مازن تؤكد أيضًا أن مصر لا تتعامل ولا تعترف إلا بالسلطة الشرعية، متمثلة في الرئيس محمود عباس أبو مازن، لافتًا إلى أن طاولة المباحثات بين الزعيمين ستتطرق إلى نقطتين، أولاهما الاتصال الذي جرى بين الرئيس أبو مازن والرئيس الأميركي دونالد ترامب، ودعوة الأخير له إلى زيارة واشنطن؛ لتحريك الجمود الذي أصاب عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وكشف أن النقطة الثانية التي تتطرق إليها المباحثات هي المصالح الفلسطينية الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، وهناك مساعٍ لقطع الطريق على حركة حماس قبل إعلان غزة دولة بعيدًا عن الدولة الأم، وهو ما تخشاه السلطة الفلسطينية، وتتطرق المباحثات للتنسيق فيما بينهما بشأن الموضوعات التي سيتم طرحها خلال زيارتهما لواشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشهر المقبل، وتحديدًا مسألة استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.