قوات الحرس الثوري في إيران

 نشر الحرس الثوري في إيران قواته في 3 أقاليم لإخماد المظاهرات التي دخلت أسبوعها الثاني وشهدت مقتل أكثر من 20 شخصًا، وفق الحصيلة الرسمية، وقال قائد الحرس الثوري، الجنرال محمد علي جعفري، إنه أرسل قوات إلى أقاليم أصفهان ولورستان وهمدان لمواجهة "الفتنة الجديدة"، على حد تعبيره.

وفي تحدٍ صريح، خرج المئات في مسيرات احتجاجية في شوارع بلدات إيرانية عدة، وسط هتافات تقول "الموت للديكتاتور"، في إشارة للمرشد الأعلى خامنئي، أما في خارج إيران، فلا تزال ردود الفعل تتوالى، وأكد مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أن الولايات المتحدة تسعى لجمع معلومات يمكن اتخاذ قرار على أساسها، قد تتيح لها فرض عقوبات على منظمات إيرانية وأفراد لهم صلة بالحملة القمعية ضد الاحتجاجات.

وفي باريس، شدد الرئيس الفرنسي على أهمية استمرار الحوار مع إيران، وأنه لن يزور إيران حتى يعود إليها الهدوء وتحترم الحريات، فيما عبر وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل، عن قلق بلاده بشأن الموقف المتصاعد في إيران، مطالبًا بتجنّب محاولة إساءة استغلال هذا الصراع الإيراني الداخلي دوليًا.

واتهمت إيران في الأمم المتحدة، الأربعاء، الولايات المتحدة بالتدخل في شؤونها الداخلية بعد تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترمب دعمه للاحتجاجات ضد الحكومة، وقال المندوب الإيراني في الأمم المتحدة، غلام علي خوشرو، في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إن "الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس الأميركي زادت خلال الأيام الأخيرة من تدخلاتها الفاضحة في الشؤون الداخلية لإيران بذريعة تقديم دعم لتظاهرات متفرقة".

واتهم خوشرو الولايات المتحدة بانتهاك القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ودعا إلى إدانة تصريحات واشنطن، مضيفًا أن "الرئيس ونائب الرئيس (الأميركيين) بتغريداتهما السخيفة، حرضا الإيرانيين على القيام بأعمال مخلة بالنظام"، متابعًا أن "وزارة الخارجية الأميركية ذهبت بعيدًا بإقرارها بأن الحكومة الأميركية تريد تشجيع المحتجين في إيران على تغيير حكومتهم، معترفة بأن الولايات المتحدة تعمل على التدخل في الشؤون الداخلية لإيران عبر موقعي فيسبوك وتويتر".

وأوضحت الرسالة أن "الإدارة الأميركية الحالية تتخطى كل الحدود بانتهاكها قواعد القانون الدولي ومبادئه التي ترعى السلوك المتحضّر في العلاقات الدولية"، مشيرة إلى أن ما يشهده العديد من مدن إيران منذ نحو أسبوع من احتجاجات شعبية تخلل بعضها أعمال عنف دموية إنما هو تحركات محدودة تديرها من الخارج أطراف "معادية للثورة"، مشددًا على أن "حق التظاهر ينص عليه ويكفله الدستور الإيراني".

وكان ترامب قد وعد في تغريدة، الأربعاء، الشعب الإيراني بتوفير الدعم له: "عندما يحين الوقت" من دون توضيح ما يعنيه بذلك. وكتب في تغريدة صباحية: "كل الاحترام للإيرانيين في الوقت الذي يحاولون فيه استعادة زمام الحكم الفاسد. ستحصلون على دعم كبير من الولايات المتحدة عندما يحين الوقت".

وذكر مسؤول كبير في الإدارة الأميركية طلب عدم ذكر اسمه، الأربعاء، أن البيت الأبيض يعتزم فرض عقوبات على عناصر في النظام الإيراني أو مؤيدين له، متورطين في "قمع" التظاهرات الاحتجاجية في إيران.

من جهتها، طلبت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي، الثلاثاء، عقد "اجتماعين طارئين لمجلس الأمن في نيويورك ومجلس حقوق الإنسان في جنيف" لبحث التطورات في إيران و"الحرية" التي يطالب بها الشعب الإيراني، لكن دبلوماسيين ذكروا، الأربعاء، أنه لم يدرج أي اجتماع على جدول الأعمال حتى الآن. وأضافوا أنه يتوقع أن تكون الصين وروسيا بين الدول التي ستعارض أي تحرك لمجلس الأمن الدولي في إيران.