صنعاء - عبد الغني يحيي
صرح خالد اليماني وزير خارجية اليمن، أن حكومة بلاه تعمل حاليًا على استكمال الترتيبات لتشكيل الفريق الحكومي المشارك في مباحثات جنيف والمقررة في السادس من سبتمبر/ أيلول، بعد أن تلقت من مكتب المبعوث الأممي العدد المقترح للمشاركين في هذه المباحثات.
عدد الوفد المشارك في المباحثات
وأضاف اليماني في تصريحات صحافية، أن عدد المشاركين في وفد الحكومة يقدر بـ14 عضوًا ما بين مفاوضين وخبراء وسكرتاريا من مختلف مكونات الحكومة الشرعية تحت قيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، والقائمين على مشروع استعادة الدولة وبدعم من تحالف دعم الشرعية، موضحًا أن تشكيل الفريق بدأ منذ أن تلقت الحكومة دعوة المبعوث التي كان حدد فيها في الخطاب الأول أن يكون إجمالي الفريق 12 عضوًا يشكلون "6 مفاوضين رئيسين، 3 خبراء فنيين، و3 أعضاء في السكرتارية.
وتلقت الحكومة طلبًا بزيادة أعضاء وفد الحكومة على أن يكون الفريق مكون من 8 خبراء رئيسيين، و3 خبراء استشاريين، و3 سكرتارية، والحكومة اليمنية تعمل حاليًا على استكمال التحضيرات وهي جاهزة للذهاب إلى مشاورات جنيف، حيث من المنتظر تسليم القائمة الحكومية إلى مكتب المبعوث الخاص خلال اليومين القادمين.
الحكومة اليمنية تتواصل مع مكتب المبعوث الأممي
وأكد اليماني، على تواصل الحكومة اليمنية مع مكتب المبعوث الخاص وتدعم كل توجهاته التي وردت في الدعوة الأولى التي أرسلت إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي في 15 أغسطس/ آب الحالي، وعلى تفاهم تام بشأن القضايا المراد مناقشتها، وآلية تناول هذه القضايا.
وقال إن للمبعوث الخاص مارتن غريفيث، تجربة كبيرة في حل المنازعات يعتد بها على مستوى أوروبا والأمم المتحدة، وهو يتعاطى مع المشاورات من زاوية مختلفة، التي تعتمد على المشتركات وعلى ما يمكن أن ينجز في الوقت الحالي في ضوء الإخفاقات الكبيرة التي واجهتها جهود السلام في الماضي نظرًا لتعنت الطرف الحوثي.
وأضاف اليماني أن الحكومة اليمنية على تواصل تام مع الشركاء والأصدقاء الفاعلين في المجتمع الدولي للتنسيق بشأن اجتماعات جنيف، متابعًا "سنذهب نحن وكل القوى الخيرة التي تريد الأمن والسلام والاستقرار لليمن لوضع نهاية لهذه المأساة التي تسبب بها الانقلاب جريًا وراء أحلام إيران التوسعية، سنذهب مع أصدقائنا وشركائنا في صورة موحدة لتحقيق المساعي التي يتطلع لها الشعب اليمن".
مجمل المحاور التي سيجرى مناقشتها في اجتماع جنيف
وأشار وزير الخارجية اليمني، إلى أن مجمل المحاور التي سيجرى مناقشتها في اجتماع جنيف، لن تتجاوز 4 محاور رئيسية وهي متعلقة بإجراءات بناء الثقة، قائلا "إذا أنجزنا تقدمًا فيها وتناولنا فيها ما يحدث من معاناة لعموم المواطنين في اليمن فهي ستحدث فرقًا كبيرًا يمكن بعد ذلك أن نتقدم في مسارات أخرى".
واستطرد "اليوم الظروف أفضل للحديث عن إطلاق سراح المعتقلين والأسرى والمساعدة على حل هذه المعضلة الإنسانية التي باتت تؤرق مئات الآلاف من الأسر اليمنية، وهي من المحاور التي سيجري التطرق إليها في اجتماع جنيف، لأنه لا يمكن لأي إنسان أن يقبل بوجود هذه المعضلة من دون حل، نحن كنا في السابق في أول المشاورات طرحنا إجراءات بناء ثقة، والطرف الحوثي رفض التعامل تمامًا مع إجراءات بناء الثقة، وربما ستكون الفرصة مواتية في جنيف هذه المرة لتحقيق اختراق في هذا الملف".
وأوضح أن المحور الثاني الذي سيطرح، يتعلق بإشكالية دفع أجور العاملين في الخدمة المدنية في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين وكيفية حلها، قائلًا "إذ رفض الطرف الانقلابي رفضًا مطلقًا التعاطي مع هذا الأمر، وهو يستحوذ على موارد هائلة تتجاوز 6.7 مليار دولار سنويًا، وذلك بحسب تقرير الفريق الخبراء الخاص في الأمم المتحدة ويستحوذ على عائدات الضرائب والضرائب المضاعفة وضرائب الاتصالات وما يفرض من ضرائب على الصناعات المحلية داخل مناطق الانقلابين، وهذه الأموال لا تحول إلى البنك المركزي، ونحن نسعى منذ فترة مع البنك الدولي وصندوق النقد ومكتب المبعوث الخاص لإيجاد آلية يلتزم بها الطرف الانقلابي لدفع أجور المواطنين وتحويل موارد الدولة إلى البنك المركزي في عدن".
وتحدث الوزير عن الجهود التي بذلت في هذا الشأن، بقوله هناك عمل جاد لإعطاء نوع من التفويض السياسي للتحرك في مختلف المجالات لحل معضلة الأجور واحترام قرارات البنك المركزي اليمني، وعدم عرقلة أداء البنك المركزي في مختلف مناطق اليمن، ويجري فنيًا حل مشاكل دفع الأجور التي تعد مورد حياة للمواطن تسد رمقه وهي لتلبية بعض مستلزماته في الحياة، وهذه الإشكالية نعمل عليها بهدوء منذ قرابة عام ونصف لحلها وتمكين المواطنين من الحصول على أجورهم.
مساعدات إنسانية من حول العالم
ولفت إلى أنه رغم كل المساعدات التي تأتي من دول العالم عبر الأمم المتحدة، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، فإن الميليشيات الحوثية تقوم بسرقتها في مناطق سيطرتهم وتباع في السوق السوداء للحصول على موارد لإطالة أمد الحرب، موضحًا أن الحكومة الشرعية تعمل على قطع هذا الوريد الذي يأتي بموارد كبيرة للحوثيين.
وقال الوزير اليماني، إن الحكومة أعطت 3 أشهر لجهود المبعوث الخاص ولم نصل إلى نتيجة، لانسحاب هذه الميليشيات ضمن مبادرة "الحديدة"، ونقول له إن لم تنسحب اليوم بالطريقة التي عرضت له فسينسحب مكرهًا بخاصة أن الجيش يتقدم في كل الجبهات.
الطرف الحوثي غير مستعد للجلوس على طاولة المفاوضات
وثبت كما يقول اليماني، أن الطرف الحوثي غير مستعد للانخراط في عملية جادة لحل مشكلة الحديدة، والتي ليست جميع مشاكل اليمن، إذ أن حل مشكلة اليمن يقوم على القرار 2216، وفي حال نجاح مشكلة الحديدة، التي تشكل جزءً من حل المشكلة الكبرى، موضحًا أن الطرف الحوثي ما زال وبأوامر من إيران يرفض أن يدخل في عملية سلمية بعد أن أفنى كثيرًا من أبناء اليمن في حرب هدفها غير أخلاقي لشخص يدعي أن له الحق الإلهي في الحكم.
وأشار إلى أن تجربة الحكومة اليمنية، مع الحوثيين في عملية السلام والبحث في الحلول الكلية التي لم يكونوا جاهزين لاتخاذ قرارهم فيها، مستطردًا "وفروا من طاولة مفاوضات الكويت، رغم توقيع الحكومة على الاتفاق الأمني والعسكري الذي لم نكن نوافق عليه كليا، إلا أننا قبلنا بذلك ووقعت الحكومة على الاتفاقية، وكان يفترض بعد الاتفاق الأمني والعسكري أن يجري البحث في الترتيبات السياسية ولكن الانقلابين رفضوا".
الحكومة اليمنية تستنكر تقرير الأمم المتحدة
وقال وزير الخارجية اليمني، إن تقارير الأمم المتحدة الصادرة من جنيف ومكتب المفوض السامي، منحازة لا تحمل حتى اللغة المتفق عليها في الأمم المتحدة، واللغة التي تستخدمها تقارير المفوض السامي تتحدث بتحيز مطلق ضد الحكومة ولا تستعرض جرائم الحوثيين، قائلًا "نحن نرفض هذا التعاطي الذي يتماهى مع الانقلاب ولا يعتمد أدوات القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، وهذا الإصرار على الكيل بمكيال على أن الحكومة والانقلاب أطراف في الصراع لن يؤدي لحل المشكلة في اليمن بل سيعقدها، وسيذهب بها إلى المجهول، ويبدو أن الإصرار على مثل هذه التقارير التي تحتوي على مغالطات بفعل تأثيرات من بعض الأطراف في أوروبا سيستمر، والمطلوب منا التحرك في جنيف من خلال المؤسسات والدول الصديقة، لإيضاح الصورة في داخل مكتب الأمم المتحدة من أجل دحض هذه الأفكار وتفنيد الادعاءات الباطلة التي تورد في هذه التقارير".
تقارير الأمم المتحدة بصياغة كوادر حوثية
وعرّج الوزير، على واقعة الحديدة بقوله إن المجتمع الدولي يعرف تمامًا ماذا وقع في سوق السمك والمستشفى ومن كان وراءه بالأدلة والبراهين، إلا أنه ما زال هناك من يدعي بعد كل هذه التحقيقات أن هذا عدوان وقصف من التحالف، وهذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هناك ترصدًا وعدوانية وليس حيادية ولا صياغات قانونية في مثل هذه التقارير، لافتًا إلى أن هذه التقارير يقوم بصياغتها من ينتمي إلى المدرسة نفسها التي تحرك بعض كوادر الحوثية التي تعمل في صنعاء لصالح أجهزة الأمم المتحدة لإعداد تقارير مفبركة وترسل إلى الأمم المتحدة لإعطائها الطابع الدولي.
الحكومة اليمنية تتوعد المؤسسات والمنظمات الدولية
وتوعّدت الحكومة اليمنية على لسان وزير الخارجية، أنها ستتخذ كل التدابير وستتخذ إجراءات رادعة ضد المؤسسات والمنظمات الدولية التي لديها كوادر مرتبطة بالحوثيين، متابعًا "سبق تقديم كثير من الوثائق بشأن هكذا سلوك ولم تقم قيادة الأمم المتحدة بتحريك ساكن في الأمر، ومن جهتها فإن الحكومة اليمنية لا يمكن أن تستمر في التساهل مع مثل هذه السلوكيات غير المنضبطة لبعض العناصر الفاسدة".
وأردف قائلا "الأمم المتحدة مليئة بقصص الفساد التي تنشر بشكل دوري وتزكم الأنوف، ونريد من الأمين العام العمل على ضبط إيقاع الأداء وحيادية المنظمة وقد طالبناه مرارًا أن تكون المنظمات الأممية وهيئاتها في اليمن تحت قيادة مكتب المبعوث الخاص، إلا أن الطريقة التي تدار بها مكاتب الأمم المتحدة في اليمن تجعلها مرتعًا للارتجال والعشوائية"