عدن- صالح المنصوب
واصلت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تنفيذ برامجها التنموية في المناطق المحررة في اليمن، ضمن جهود الدولة الرامية، لتخفيف معاناة الشعب اليمني ونجدة الأسر المعوزة التي تضررت من أعمال التخريب التي خلفها الانقلابيون.
وتصدرت جهود مكافحة وباء الكوليرا اهتمام الهيئة، فيما تواصلت عمليات دعم البناء التنموي في قطاعات الصحة والتعليم والبني التحتية والأمن، إضافة إلى الأعمال الإغاثية والإنسانية العاجلة. وثمن مسؤول أممي وعدد من الوزراء اليمنيين جهود الهلال الأحمر الإماراتي، مؤكدين أن الأعمال الإنسانية الإماراتية وتركيزها على جهود إعادة تأهيل المدارس والمستشفيات والبني التحتية، ساهمت بشكل كبير في، إعادة الأمل للشعب اليمني. وأشاروا إلى أن الإمارات ساهمت في محو صورة، وآثار الحرب على عدن ومختلف المحافظات المحررة وواكبت المتغيرات الإنسانية التي شهدها اليمن أخيراً خاصة في ما يتعلق بمكافحة الكوليرا.
وأشاد مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، بجهود دولة الإمارات الإنسانية ممثلة في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في مختلف المحافظات اليمنية خاصة المحافظات الجنوبية المحررة. وقال المسؤول الأممي ساهمت الأعمال الإنسانية الإماراتية في تخفيف معاناة الشعب اليمني.. ويمكن ملامسة ذلك بوضوح في العديد من القطاعات، وبحث لوكوك، والهلال الأحمر الإماراتي سبل تنسيق العمل الإغاثي بين الإمارات والمنظمة الدولية.
وثمن الدكتور ناصر باعوم وزير الصحة اليمني في تصريحات الدور البارز الذي لعبته هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في مواجهة وباء الكوليرا في اليمن، مؤكداً أن جهود الهيئة ساهمت في الحد من انتشار الوباء الذي شكل خطراً على حياة الآلاف وأودى بحياة العديد في عدد من المحافظات.
وأوضح أن الإمارات عملت على مواجهة الوباء بعدة خطوات بدأت بتقديم شحنة أدوية ومستلزمات تم إرسالها بشكل فوري وعاجل إلى أبين والمخا والضالع ولحج، وفي مرحلة لاحقة وصلت طائرتان تحملان 100 طن من الأدوية، لمواجهة الوباء والمستلزمات الدوائية المختلفة.
وأضاف، أكملت الإمارات جهودها بتقديم 10 ملايين دولار دعماً لجهود وزارة الصحة اليمنية، ثم وصول سفينة أدوية تم استلامها عبر منظمة الصحة العالمية ثم من مستحقيها عبر المركز الإقليمي ومكاتب الصحة في المحافظات. وفي سياق متصل ثمن وزير الصحة اليمني تسليم الإمارات 10 سيارات لوزارة الصحة عبر منظمة الصحة العالمية، وقال "هذا الدعم سينعكس إيجاباً على سرعة وفعالية الخدمات، الصحية المقدمة للسكان في المحافظات المختلفة. وعبر باعوم عن شكره وتقديره لدولة الإمارات وللهلال الأحمر الإماراتي على الجهود الكبيرة
التي بذلوها لدعم القطاع الصحي في عدن والمناطق المحرّرة، مشيراً إلى أن العلاقة والتنسيق بين وزارة الصحة في الحكومة الشرعية اليمنية والهلال الأحمر الإماراتي ومنظمة الصحة العالمية، تسير بخطى ثابتة وتفاهم عالٍ بهدف خدمة الإنسان، وتقديم العون والمساعدة وواصلت هيئة الهلال الأحمر، خلال أكتوبر/تشرين الأول تقديم الدعم للقطاع الصحي في اليمن، حيث وزعت شحنة أدوية نوعية تقدر بـ 108 أطنان من الأدوية العلاجية والمستلزمات الطبية على المستشفيات والمراكز الصحية بمدينة عتق عاصمة محافظة شبوة اليمنية.
وأعادت الهيئة تأهيل المركز الصحي في مديرية شقرة بأبين بعد أن تعرض للتخريب ونهب معداته خلال الحرب التي شنها الانقلابيون وما تلاها من سيطرة للجماعات الإرهابية على المحافظة، حيث أنشأت غرفة عمليات مجهزة بأحدث الوسائل الطبية ووزعت الهيئة أدوية نوعية على مستشفى إعادة الأمل في مديرية رماه بصحراء حضرموت بهدف الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية وتوفير أهم الاحتياجات النوعية والتجهيزات الضرورية للمستشفيات والمراكز الصحية في اليمن.
وأشاد عبدربه المحولي نائب وزير التعليم الفني والمهني في الحكومة اليمنية بالدعم المقدم من دولة الإمارات لدعم قطاع التعليم في عدن ومختلف المحافظات المحررة. وأوضح المحولي أن قطاع التعليم كان له النصيب الأكبر في الدعم الإماراتي لليمن وهو ما ترجمته هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في مشاريع إعادة تأهيل مختلف القطاعات الخدماتية والتربوية في عدن والإسهام الفعلي في بناء ما دمره الانقلابيون في حربهم على عدن.
وثمن المحولي دور الهيئة في إعادة تأهيل المعهد المهني في عدن وتزويده بالأثاث والمعدات اللازمة لإعادة انطلاق مسيرة العملية التعليمية "التطبيقية"، مشيراً إلى أن المعهد بدأ فعلياً باستقبال الطلاب الراغبين في متابعة تحصيلهم العلمي. وقال إن أبناء الإمارات قدموا أغلى ما لديهم وهي الدماء للوقوف معنا، وما يقدمونه منذ بداية الحرب إلى اليوم يصعب ذكره وحصره، فهم حاضرون في كل مكان ولهم السبق في محو صورة وآثار الحرب على عدن ومختلف المحافظات. وفي الإطار ذاته واصلت الهيئة جهودها في دعم قطاع التعليم باليمن خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الذي شهد افتتاح مقري المعهد المهني ومكتب نائب وزير التعليم الفني بعدن عقب إعادة تأهيلهما وترميمهما.
وتابعت الهيئة عملية توزيع المستلزمات الدراسية والحقائب المدرسية التي شملت طلاب مدرسة الاحقاف بمديرية السوم بوادي وطلاب مدرستي مسيلة آل الشيخ وبعلال بمديرية تريم وأطفال روضة 30 نوفمبر بالمكلا، كذلك أطفال التوحد بالمكلا وذوي الاحتياجات الخاصة بالشحر في إطار حملتها الإنسانية لإدخال السرور على قلوب هذه الفئة.
ورفع الهلال الأحمر الإماراتي -في أكتوبر/تشرين الأول الماضي- وتيرة توزيع المواد الإغاثية والغذائية في اليمن بشكل ملحوظ استجابة للنداءات العاجلة التي أطلقتها السلطات والشخصيات الاجتماعية في العديد من المناطق المحررة. وقامت الهيئة بتوزيع 5 آلاف سلة غذائية على الأسر المعوزة والمحتاجة وذوي الدخل المحدود في مديرية نصاب بمحافظة شبوة اليمنية، و5 آلاف سلة غذائية على أهالي مناطق مدينة رضوم وعرقة والمطهاف بمديرية رضوم، و3 آلاف سلة غذائية في مديرية عرماء، وثلاثة آلاف سلة غذائية في أحياء منطقتي جول مسحه ولحرشيات، وثلاثة آلاف سلة غذائية لأبناء وأهالي مدينة روكب بمديرية المكلا، وألفين و200 سلة إغاثية تضم المواد الغذائية الأساسية على أهالي مديرية الطلح. وسيرت الهيئة قافلة مساعدات غذائية إلى النازحين الذين استقروا في المناطق القريبة من مدينة المخا استهدفت ألف أسرة فرت من المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات مثل البرح وموزع ومقبنة وغيرها. كما شملت المساعدات الإغاثية والغذائية كذلك مناطق أخرى مثل محيد وصعيد باقادر والمنصورة في مديرية ميفعة بمحافظة شبوة وعدد من قرى ومناطق وأرياف مديرية عتق ومناطق الخبر والعرم وهدى بمديرية حبان ومنطقة بويش بالمكلا، التي تعاني من ظروف إنسانية صعبة.
وفي قطاع البنية التحتية تابعت الهيئة جهودها الحثيثة في دعم مشاريع إعادة الإعمار وتطوير واستحداث مشاريع البني التحتية الأساسية في اليمن التي تدمرت بفعل أعمال التخريب التي خلفها الانقلابيون. واطلع المهندس جمعة المزروعي مدير فريق هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في عدن على نسبة الإنجاز في المرحلة الثانية من مشروع إعادة تأهيل مطار عدن الدولي، التي تضمنت إنشاء سور حماية وفتح بوابة خارجية للمسافرين من الناحية الشرقية للمطار. وسلمت الهيئة مضخة غطاس ومستلزماته لمشروع مياه الردود بوادي حضرموت، الذي يوفر المياه لأكثر من 5 آلاف نسمة، وذلك استمراراً لجهودها في حل مشكلات نقص المياه وندرتها في وادي حضرموت باعتبارها أكثر المناطق معاناة في مجال نقص المياه والجفاف.
وحرصاً منها على تعزيز الأمن والاستقرار في المناطق المحررة باليمن، سلمت دولة الإمارات دفعة جديدة من السيارات المجهزة والخاصة بدوريات الأمن العام والشرطة إلى مديريات ساحل محافظة حضرموت. ودشنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، الأربعاء، عملية توزيع خمسة آلاف سلة غذائية متنوعة على الأسر المعوزة والمحتاجة وذوي الدخل المحدود في مديرية مرخة السفلى بمحافظة شبوة اليمنية ضمن جهود دولة الإمارات الإنسانية والإغاثية في محافظة شبوة لنجدة الأهالي والأسر المعوزة بالمديرية وتوفير المساعدات الغذائية الأساسية لهم ورفع المعاناة عنهم.
وقال محمد سيف المهيري رئيس فريق الهلال الأحمر الإماراتي بمحافظة شبوة إن نحو خمسة آلاف أسرة من أهالي وسكان قرى ومناطق وعزل مديرية مرخة السفلى يستفيدون بشكل مباشر من هذه المساعدات مؤكدا أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تهدف إلى تحسين الحياة المعيشية للأهالي بتوفير متطلبات المرحلة من مساعدات إنسانية وإغاثية وتنموية. كما اكد حرص الهيئة على دعم أبرز المشروعات الحيوية في المحافظة التي ينعكس دورها إيجابيا على خدمة المجتمع بإستفادة المواطنين منها بشكل مباشر، كالمشروعات الخدمية الصحية والتربوية.
ومن جهته أشاد الشيخ علي بن لروس أحد أبرز مشايخ المديرية بدعم دولة الإمارات المتواصل قيادة وشعباً للشعب اليمني وبجهودها الإنسانية والإغاثية للتخفيف عن المحتاجين في مختلف المناطق المحررة. وثمن الشيخ علي لروس الجهود المتميزة التي يبذلها فريق هيئة الهلال الأحمر في عمليات وتوزيع المساعدات الغذائية والإنسانية على الأسر المعوزة والمحتاجة في المحافظة عامة والمديرية خاصة؛ وما تقدمه الهيئة من مساعدات نوعية وأساسية على كافة الأصعدة والمجالات الخدمية والإنسانية معبراً عن بالغ إعتزازه بالمواقف الاخويّة الصادقة للأشقاء بدولة الإمارات العربية المتحدة تجاه الشعب اليمني.
وأعرب المدير العام مديرية مرخة السفلى احمد فرج النسي، عن شكرهم وتقديرهم لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي وفريق عملها الميداني وجهودهم الكبيرة في تقديم يد العون والمساعدة إلى الفئات المحتاجة في مختلف المناطق والمديريات بمحافظة شبوة. من جانبهم اعرب أهالي وسكان المديرية عن عظيم شكرهم وتقديرهم لدولة الإمارات قيادة وشعبا على هذه اللفتة الإنسانية التي تساهم في تخفيف معاناة الكثير من الأسر المعوزة بالمديرية لاسيما في هذه الظروف المعيشية الصعبة التي تشهدها البلاد جراء حرب الإنقلاب التي قادتها مليشيات الحوثي الانقلابية.