عناصر من الجيش الأميركي

يواصل الجيش الأميركي استهداف حركة الشباب المتطرفة في الصومال بشراسة، إذ في إحدى غاراتها الأخيرة، قتلت القيادة الأميركية في أفريقيا 8 مقاتلين في حين هاجمت المجموعة قوات أميركية صومالية مشتركة خارج العاصمة الصومالية في 11 مارس/ آذار، كما أن الولايات المتحدة تسير على طريق مضاعفة سجل غاراتها الجوية ثلاث مرات عن العام الماضي ضد الحركة التي تعد فرعا لتنظيم القاعدة في شرق أفريقيا، وكانت غارة يوم الأثنين رقم 26 التي تشنها قوات أفريكوم على حركة الشباب في الأسابيع العشر الأولى من عام 2019، وهي زيادة كبيرة عن الرقم القياسي الكبير 47 ضربة جوية في عام 2018.

اقرأ أيضًا:

الصومال ترفض عودة موفد الأمم المتحدة المطرود

وذكرت صحيفة بيزنس إنسايدر الأميركية أن وتيرة العمليات ضد حركة الشباب تزايدت بدرجة كبيرة منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه، وفي السنة الأخيرة من إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، شنت الولايات المتحدة 15 ضربة ضد حركة الشباب، وفي عام 2017، في عهد ترامب، شنت الولايات المتحدة 31 ضربة على حركة الشباب، و4 على تنظيم داعش.

وتعد الضربة الجوية الأخيرة في دار السلام، يوم الأثنين، هي الأحدث في سلسلة من العمليات المصممة لتدمير القدرة العسكرية لحركة الشباب، ووصفت أفريكوم العملية الأخيرة بأنها "غارة جوية جماعية للدفاع عن النفس في محيط دار السلام".

وقالت أفريكوم:" نفذت الغارة الجوية لدعم القوات البرية التي يقودها الصومالية، والتي تعرضت لهجوم من المسلحين."، وأشارت إلى أنه لا توجد إصابات أو جروح في صفوف القوات الأميركية.

وأكدت حركة الشباب من خلال وكالتها الإخبارية شهادة، أنها اشتبكت مع القوات الأميركية والصومالية في دار السلام، ولكن حركة الشباب ادعت أنها صدت العملية في دار السلام، وقالت إنها قتلت قائدا أميركيا و6 جنود صوماليين وأصابت جنديين آخرين، وقد شنت أفريكوم أمس ضربة أخرى في هولي، مما أسفر عن مقتل اثنين آخرين من مقاتلي حركة الشباب.

واستهدفت الضربات الأربع السابقة على حركة الشباب بوضوح ترتيب وتنسيق الحركة، وفي 24 فبراير/ شباط، قتل 35 من مقاتلي حركة الشباب أثناء سفرهم بالقرب من مدينة بلدوين، وبعد يوم واحد، قتل 20 من مقاتلي حركة الشباب في غارة على معسكر تدريب في سيل باردي، وفي 28 فبراير/ شباط، قتلت أفريكوم 26 من مقاتلي الحركة في غارة في حيران.

وقال المسؤولون الأميركيون في إدارة أوباما، إن الغارات الجوية في دول مثل الصومال واليمن وباكستان وليبيا كانت تهدف إلى استهداف قادة الجماعات المتطرفة والنشطاء الذين يهددون الأمن القومي الأميركي بشكل مباشر بالتخطيط لشن هجمات على الغرب. ومع ذلك، في نهاية عهد إدارة أوباما ومع إدارة ترامب الآن، يبدو من الواضح أن معظم الضربات استهدفت قدرة الحركة على تأجيج حركات تمرد محلية، على الرغم من ادعاء إدارة أوباما أن التمرد الإسلامي المحلي لا يشكل تهديدا للولايات المتحدة.

ويجري الاستهداف المتزايد لحركة الشباب في الوقت الذي تسعى فيه إدارة ترامب لسحب القوات الأميركية من النزاعات ضد الجماعات المتطرفة، وفي أفغانستان تحاول الإدارة بشكل يائس التفاوض على اتفاق سلام مع طالبان، كما أمر ترامب بسحب جميع القوات الأميركية من سورية باستثناء 200 فرد، ومع ذلك، في الصومال زادت وتيرة العمليات بطريقة كبيرة، وإذا استمرت وتيرة الغارات الحالية، ستشن الولايات المتحدة 130 غارة على حركة الشباب في عام 2019.

وليس واضحا سبب تكثيف إدارة ترامب أنشطتها في الصومال، في الوقت الذي تنسحب فيه من أماكن أخرى، وإذا كانت إدارة ترامب تسعى لمغادرة الصومال حسبما يشاع، فربما تسعى الآن للحصول على غطاء للانسحاب من خلال الادعاء بانتصارها عسكريا على حركة الشباب.

قد يهمك المزيد:

الجيش الأميركي في أفغانستان يعلن مقتل قيادي من تنظيم داعش

الجيش الأميركي يبدأ سحب قواته من سورية