صنعاء - اليمن اليوم
قالت الرئاسة اليمنية، إنها مستعدة للذهاب في مفاوضات مباشرة مع جماعة الحوثيين المسلحة، كما توافق على فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة ووقف إطلاق النار من جانب الحوثيين.وذكر مدير مكتب الرئاسة، عبدالله العليمي، خلال مؤتمر صحفي عُقد عبر تقنية "الفيديو كونفرانس"، نظمه برنامج "اليمن في الإعلام الدولي" التابع لمركز صنعاء للدراسات، أن الحكومة اليمنية لم تكن ممثلة في لقاءات مسقط.
وقال إن الحوثيين يصرّون على رفع وتيرة الأعمال القتالية في مأرب، وتسييس الملف الإنساني.واتهم الجماعة بإفشال المفاوضات الأخيرة، التي قادها المبعوثان الأممي (مارتن غريفيث) والأمريكي (تيم ليندركينج) في سلطنة عُمان لوقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن كل الجهود المتعلقة بالإعلان المشترك ووقف التصعيد وافقت عليها الحكومة.
اتفاق الرياض والإمارات
ووفق العليمي فإن الحكومة وافقت على تنفيذ الشق السياسي قبل العسكري في اتفاق الرياض، خشية تدهور الخدمات في عدن.وقال إن الحكومة تعرّضت للهجوم من قِبل المجلس الانتقالي الجنوبي "المدعوم من الإمارات" المشارك فيها لأسباب غير معروفة، مشيرا إلى أن الرئاسة تعمل مع الرياض لتجاوز الوضع الحالي.وذكر أن السعودية وجهت دعوة للحكومة والمجلس الانتقالي إلى الحوار في الرياض لمناقشة استكمال تنفيذ بنود الاتفاق الموقع بين الطرفين، مضيفا: "نحن ننتظر عودة الانتقالي للرياض".
وبحسب مدير مكتب الرئاسة فإن اتفاق الرياض لم يفشل، بل بحاجة إلى تدعيم وتنفيذ ما تبقى من بنوده، خصوصا فيما يتعلق بالشق العسكري.وأضاف: "حريصون على عودة الحكومة إلى عدن عقب عيد الفطر بعد إنهاء جولتها التفقدية في المحافظات اليمنية".وقال مدير مكتب الرئاسة إن العلاقة بين الحكومة اليمنية والإمارات أخذت أبعادا مختلفة من الانسجام والتقارب والتباين في بعض المواقف، مشيرا إلى أن ذلك يعود لخلاف في المقاربات، وصلت أحيانا للاختلاف الكلي، دون أن يوضح طبيعة الخلافات.
وأشار إلى أنه أحد الأشخاص الذين مثّلوا نقطة ارتباط بين الرئاسة اليمنية والقادة الإماراتيين، معبّرا عن أمله في تحسّن وتطور العلاقات بصورة أكبر.
معركة مأرب
وقال العليمي إن المعارك في مأرب أسفرت عن مقتل حوالي 2400 من جانب الحكومة، وإصابة نحو خمسة آلاف آخرين منذ يناير الماضي، فيما أطلق الحوثيون في الداخل اليمني خلال تلك المدة 93 صاروخا و360 قذيفة و257 طائرة مفخخة واستطلاعية.ورحّب العليمي بأي جهود عسكرية لدعم الجيش في مأرب، بما في ذلك العرض الذي تقدم به طارق صالح (قائد المقاومة الوطنية المتمركزة في الساحل الغربي، والتي لا تنضوي تحت قيادة وزارة الدفاع).
وأوضح أن الحكومة كانت تسعى إلى أن يكون اتفاق الرياض شاملا كل التشكيلات العسكرية في اليمن خارج وزارة الدّفاع، غير أن الرياض فضّلت أن يكون الأولوية لحل الوضع في جنوب اليمن.وحول الرئيس هادي، المقيم في العاصمة السعودية (الرياض) منذ منتصف 2015، لم يشر العليمي إلى عودة مرتقبة له، لافتا إلى استهداف الحوثيين للحكومة عقب عودتها من الرياض أوخر يناير/ كانون الثاني الماضي.ووفق العليمي فإن حزب "الإصلاح"، الذي ينتمي إليه، لا يتدخل في شؤون الرئاسة، مشيرا إلى أن الحزب ليس له علاقة بكونه مدير مكتب الرئاسة.
كما أكد مدير مكتب الرئاسة اليمنية، عبدالله العليمي، إن حكومة اليمن استنفرت كافة مقدراتها للدفاع عن مأرب في معركة " لا تحتمل الخسارة"، في إشارة إلى الهجوم العسكري الواسع من جانب ميليشيا الحوثي الموالية لإيران.
واستبعد العليمي، في مؤتمر صحافي افتراضي نظمه، الجمعة، مركز صنعاء للدراسات، ضمن برنامج الإعلام الدولي، سقوط مدينة مأرب الحيوية، قائلا إن الدولة والحكومة اليمنية، ستبذلان "الغالي والنفيس"، بما في ذلك صفقات الأسلحة والتمويل لإسناد ما وصفها بالمعركة "الوجودية للحرية والديمقراطية"، ضد "الثيوقراطية الدينية" والمشروع الحوثي الإيراني، حد تعبيره.
وأكد العليمي، بحسب ما نقلته منصة "يمن فيوتشر" الإعلامية، انفتاح الحكومة اليمنية على كافة المبادرات من أجل وقف الحرب وإحلال السلام والذهاب إلى حوار مباشر مع الحوثيين لإنعاش المسار السياسي واحتواء الكارثة الإنسانية، غير أن الحوثيين يرفضون حتى الآن كافة المبادرات، ويذهبون، كما قال، إلى "تسييس الملف الإنساني".
وأضاف: "العالم كله مجمع على وقف إطلاق النار وفتح ميناء الحديدة ومطار صنعاء، باستثناء الحوثي الذي يرى عدم الحاجة لوقف النار في مأرب".وأشار العليمي إلى أن تعيين المبعوث الأميركي، تيم ليندركينغ، يمثل إضافة نوعية، وأعرب عن أمله أن تثمر جهود المبعوث الأميركي المنسقة مع المبعوث الأممي، مارتن غريفثس، بالضغط على الحوثيين، للقبول "بالحاجة اليمنية الملحة لوقف إطلاق النار".
وسواء وافق الحوثيون أم لم يوافقوا على مبادرات السلام المطروحة، قال المسؤول اليمني، إن حكومته ستستمر بدعمها العسكري لمعركة مأرب، ولديها خيارات كثيرة على جبهات أخرى دعما لصمود مأرب.المسؤول اليمني رحب بعرض نجل شقيق الرئيس السابق العميد طارق صالح المشاركة في معركة الدفاع عن مأرب، المدينة الحيوية التي تؤوي أكبر تجمع إنساني للنازحين في البلاد.
وقال إن العميد صالح "أرسل رسائل إيجابية في الفترة الأخيرة على أكثر من سياق، ونحن نشجع هذا المسار والمبادرات، وأي دعم من جانبه مرحب به، أكثر من أي وقت مضى".وأكد العليمي حرص الرئاسة على عودة الحكومة إلى عدن "اليوم قبل الغد"ـ مشيرا إلى جهود مقدرة للمملكة العربية السعودية في هذا الجانب، بما في ذلك دعوة المجلس الانتقالي إلى الرياض من أجل عودة الحكومة إلى مدينة عدن بشكل عاجل.
وقلل العليمي من التهويل الذي يسوقه الحوثيون بشأن الحصار الاقتصادي، قائلا إن المشكلة ليست في غياب السلع ولكن في القوة الشرائية والعراقيل التي يضعها الحوثيون وتحويلها إلى مصدر جباية لتمويل مجهودهم الحربي.
وعرض مدير مكتب الرئاسة اليمنية مواقف حكومته بشأن المبادرات المتتالية لإعادة فتح مطار صنعاء الدولي بدءا بمقترح الرحلات الداخلية، وانتهاء بالموافقة على مبادرة تشمل فتح المطار إلى رحلات دولية تفوق تلك المعتمدة عبر مطار عدن، لكن الإشكالية هي " تسييس الحوثيين للملف الإنساني"، على حد تعبيره.كما أعلن استعداد الحكومة لمنح "أي ترخيص وفي أي وقت من أجل وصول السفن إلى موانئ الحديدة".
قد يهمك أيضا
الرئاسة اليمنية تصدر توضيحا هاما حول صحة الرئيس هادي