مليشيا الحوثيين

وجدت مليشيا الحوثيين وصالح، الأطفال تربة خصبة لنشر فكرها واستغلال برأه الطفولة والزج بهم في الجبهات، فالقتلى من الأطفال المقاتلين في صفوف الحوثي يتزايدون يوم بعد اخر، وكشفت صحيفة سعودية، عن مخطط خطير لمليشيات الحوثي الانقلابية، تستهدف فيه الأطفال، وتهدف فيه إلى تدمير ممنهج لهم وهم في سن مبكر من خلال عدة برامج خطيرة وطائفية.

وقالت الصحيفة إن المليشيات تنوع أساليبها في تجنيد الأطفال وجرهم إلى معسكرات خاصة بالجماعة، حيث تعتبر المراكز الصيفية والدورات الخاصة من أبرز تلك الوسائل، كما تمنحهم المليشيا مخصصات مالية ضئيلة مستغلة بذلك عوز كثير من الأسر، فضلا عن أساليب استقطاب من خلال إثارة الحماس لدى الأطفال، ومنحهم أسلحة وبزات عسكرية وإشراكهم في مناورات عسكرية تعزز قدرات القنص، واستخدام السلاح بهدف ترويضهم وكسر حاجز الخوف لديهم.

وتستخدم مليشيا الحوثي وسائل أخرى لاستقطاب الأطفال كما يسردها مسؤول في منظمة يمنية مهتمة بالطفولة، ومنها استغلال حب الأطفال للتقليد والمحاكاة من خلال حمل السلاح واستعماله بطريقة فدائية وبطولية وعرض مشاهد دموية لأبطال وهميون يحملون رايات حزب الله الإرهابي وشعار الخميني الشهير الذي ترفعه جماعة الحوثي، علاوة على التشبيه بقيادات الجماعة في الجبهات عبر منح الأطفال ألقاب على الطريقة الحوثية والداعشية مثل "أبو الفقار وأبو طالب وأبو الكرار وأبو عزرائيل"، وتسليمهم الراية الحوثية الشهيرة بالشعار الخميني والاستماع إلى "الزوامل" الحماسية بعد عملية عزل للأطفال عن أهاليهم في مناطق بعيدة حيث توجد المعسكرات السرية التي تتبع الحوثيين.

وتكرس مليشيا الحوثي لدى الأطفال أفكار طائفية وتخلق لديهم قناعات أن انضمامهم للجماعة واجب ديني وجزء من الدين، وتدعم ذلك بتفسيرات خاصة لآيات قرانية تخدم سياساتها وأفكارها بالتركيز على مبدأ "الجهاد"، وأصدرت مجلة خاصة بالأطفال اطلقت عليها إسم "جهاد" بتمويل من مؤسسة الإمام الهادي، وهي مؤسسة طائفية حوثية، وتوزع المجلة بشكل مجاني في جميع المناطق الخاضعة لسيطرتها وبألوان ورسوم جذابة تخاطب عقول الأطفال. وتحتوي على أفكار مذهبية وطائفية تحث على القتال والذهاب إلى الجبهات والتدريب على استخدام السلاح وإعطاء رموز الجماعة ومؤسسيها "صفة القداسة"، كما تتضمن المجلة قصص مفبركة عن مرجعيات شيعية إيرانية وعن أساطير "حزب الله الإرهابي" وتحتوي على 36 صفحة جميعها تتناول مواضيع طائفية وأفكار وقصص تمجد العنف والقتال، وتزرع الكراهية وتغذي الأحقاد، وتعمل على رسم صورة خيالية جذابة لنظام "الولاية" الخاص بالجماعة لتستقطب بها عقول الأطفال.

وفي ظل هذه الأفكار الممنهجة، الأمر، أطلقت دعوات من منظمات محلية وناشطين إلى ضرورة العمل على حماية الطفولة اليمنية من الاستهداف الطائفي الذي تكرسه وتروج له مليشيا الحوثي وتحذر من التداعيات البعيدة التي تسعى الجماعة من خلالها إلى تفخيخ المجتمع اليمني وتفكيك نسيجه الإجتماعي وتدمير الهوية اليمنية العربية والإسلامية وإحلال الهوية الخمينية الطائفية محلها. ولم تقتصر ظاهرة تجنيد الأطفال على استقطابهم إلى معسكرات الجماعة وإجبارهم على حمل السلاح، بل تعدت ذلك الى استحداث المراكز الصيفية الطائفية بوتيرة عالية، ففي العاصمة صنعاء وحدها استحدثت أكثر من 70 مركزاً طائفياً خاصا بالأطفال لتعليم العقائد الطائفية، طبقا لما أورده تقرير صادر عن مركز العاصمة الإعلامي.  وفي الوقت التي تستحدث مليشيات الحوثي مراكز صيفية لتعليم عقائد طائفية للأطفال في صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرتها، تقوم بإغلاق المدارس الحكومية الرسمية، وتحولها إلى معسكرات خاصة بالجماعة ومن ثم تجبر مئات الآلاف من الطلاب على عدم مواصلة التعليم، وقد أوردت منظمة اليونسف في إحصائية لها عدم تمكن أكثر من 350 ألف طفل من الدراسة بسبب إغلاق المدارس خلال العام الماضي.
وبحسب مسؤولين في منظمات يمنية مهتمة بالطفولة فإن جماعة الحوثيين تستخدم الأطفال في أعمال عسكرية وقتالية وأمنية، دون اكتراث منها لأي اعتبارات وتداعيات على نفسية الأطفال ومستقبلهم.