عدن - صالح المنصوب
تفصل أيام عن عيد الأضحى, وتجد أسواق الماشية تكتظ بحركة المتسوقين للشراء ومعرفة الأسعارمثل كل عام, لكن هذا العام مختلف, فالأسعار تقفز بشكل جنوني جعل الكثير من الناس يعزفون عن الشراء لعدم قدرتهم المالية على ذلك, وفي ظل الأوضاع المعيشية الصعبة وتأخر صرف المرتبات وانقطاعها, جعلت الإقبال بسيطًا, في الريف اليمني تعود السكان إعداد الأضحية لذاتهم في كل عام لكن هذا العام لم يتمكنوا من تربيتها بسبب الجفاف, والظروف التي أجبرتهم على بيعها.
واشتعلت أسعار الماشية حيث وصل سعر الثور إلى أربعمائة ألف ريال يمني والماعز إلى 150 ألف ريال يمني والخروف إلى سبعين ألف ريال يمني وأكثر, ويتضرر من الارتفاع القاطنين في المدن من موظفين وتجار وغيرهم, كون أوضاعهم تختلف وإمكانيتهم لا تقوى على الشراء في ظل انقطاع الرواتب كونها مصدر دخلهم الوحيد, عبدالله قرمه بائع مواشي يقول إنه لأول مرة تفز الأسعار بهذا الشكل, وأن هناك تراجع في الشراء, ولا تجد من الناس سوى الاستفسار عن الأسعار والتفرج دون الشراء, ويضيف حتى في الريف جلب المواشي أصبح شحيحًا والمستورد يسيطر على السوق.
ويواجه اليمنيين من موظفين وغيرهم، من الشرائح الأخرى، وضعًا ماديًا محزناً، في ظل انقطاع صرف الرواتب للبعض وتأخر صرفها في بعض القطاعات والمحافظات إلى أحد عشر شهرًا، في حين عمال الأجر اليومي يبدو ضنك معيشتهم أعظم، إضافة إلى العاطلين عن العمل، والنازحين وكثيرون ممن فقدوا أعمالهم بسبب الأحداث المأساوية الناتجة عن الحرب. حالات معيشية صعبة وظروف قاهرة، وهنالك الكثير من الشواهد اليومية مؤلمة وتدمي لها القلوب.
وأصبح الحصول على أضحية حلمًا خصوصًا بعد مرور ما يقارب العام على الناس بدون رواتب، وتفاقم مشاكل اليمنيين وقضيتهم الإنسانية وباتت الأرقام الصادرة عن المنظمات الدولية تتحدث عن حاجة ما يقارب 19 مليون يمني للمساعدات الإنسانية مقارنة بالعامين الماضيين والتي كانت تتحدث فيه المنظمات عن سبعة مليون يمني تقريبًا. أحد المواطنين أتى لشراء كبش العيد لكنه تفاجأ بالأسعار الجنونية, كون المبالغ حد قوله التي بحوزته لا تكفي لشراء أضحية, وقال إنه كان يعتمد على نفسه لإعداد الأضحية لكن هذه المرة أجبر على النزول للسوق للشراء, واستغرب من الغلاء الذي لا يصدق بسعر الماشية, حيث يأتي عيد الأضحى على اليمن هذا العام، في ظل أجواء الحرب وبقاء التصعيد العسكري مستمرًا حتى الآن، الأمر الذي سيحول دون أن يمارس المواطنين عاداتهم وشعائرهم الدينية في أيام العيد، وأبرزها تقديم الأضاحي، والتي يقول الكثير من الناس أنهم عاجزون عن شراءها هذا العام؛ بعد أن صاروا عاجزين عن توفير لقمة العيش ومتطلبات الحياة الضرورية والأساسية. ومع وصول العنف وبقاء الاقتتال في أكثر من منطقة ومدينة يمنية، يرى مراقبون، أن أضاحي العيد، هذا العام ستكون من البشر مع تصاعد المواجهات في أكثر من جبهة، وسقوط عشرات القتلى والجرحى بشكل مستمر. كثير من الموطنين, فبسبب الظروف يلجأ الكثير من اليمنيين الى طرق الشراكة في الأضحية بين أكثر من شخص يساهمون في الشراء, كطريقة لإعداد الأضحية.
تجار الماشية يتسابقون قاصدين سوق الماشية, فهو الموسم الذي يدر لهم دخلاً, يحققوا فيه أرباحًا طائلة, لكنهم أرجعوا أن سبب الارتفاع يعود لارتفاع الأعلاف والحبوب كونها تربى في المنازل, وعبر الكثير من المواطنين عن استيائهم من الأوضاع المتردية التي جعلتهم يواجهون غلاء المعيشة وكذا ارتفاع أسعار المواشي بدون وجود رقابة على الأسواق, حيث أصبح الهم الأكبر للأسر هو الحصول على أضحية في ظل أوضاع اقتصادية صعبة سببت ظروف ومعاناة لعديد من الأسر اليمنية.