الكويت / عدن - خالد الشاهين
تتابع اللجان اليمنية الثلاث المنبثقة عن مشاورات الكويت، اجتماعاتها اليوم الاربعاء لبحث النقاط الأساسية السياسية والأمنية المدرجة على جدول الأعمال الذي لا يزال يرواح مكانه، باستثناء تسجيل خرق محدود أمس، يتعلق بقضية المعتقلين لدى طرفي الحكومة و "الحوثيين".
فقد أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، عن أن الأطراف اليمنية المشاركة في محادثات السلام في الكويت، اتفقت "من حيث المبدأ"، على بحث مقترح لإطلاق 50% من المحتجزين لدى كل طرف قبل شهر رمضان المقبل، وعلى إطلاق جميع المحتجزين مستقبلًا.
وذكر ولد الشيخ أحمد في الإيجاز الصحفي اليومي، أن الاتفاق المبدئي جاء خلال اجتماع اللجنة المختصة بالسجناء والأسرى والمعتقلين والمحتجزين تعسّفيًا والمخفيين قسريًا والموضوعين تحت الإقامة الجبرية. وأضاف أنه تم في الاجتماع نقاش عدد من القضايا، بما فيها مقترحات بالإفراج أو تبادل عدد أو نسبة من الأسرى في غضون فترة زمنية قصيرة كبادرة حسن نية وإجراء لبناء الثّقة.
وأشار ولد الشيخ، أن اللّجنة ناقشت كذلك، الحاجة لتحديد معايير لاختيار الأشخاص المطلوب إطلاق سراحهم وآليات التنفيذ المناسبة بما في ذلك دور اللجان المحلية والمنظّمات الإنسانية، وستستأنف نقاشها اليوم الأربعاء. وفيما أعرب عن ارتياحه بالتقدم الذي أحرزته اللجنة الثالثة المختصة بالسّجناء والأسرى والمعتقلين والمحتجزين، متمنيًّا أن تتوج الجهود باتفاق يفضي للافراج عن جميع اليمنيين المحتجزين، دعا المبعوث الأممي، الوفود اليمنية إلى إبداء "المزيد من الجدية والمرونة وحسن النوايا"، في تناول المسائل المذكورة.
وفي المسار السياسي، أشاد ولد الشيخ، بعمل اللجنة السياسية وما وصفه بـ "النقاش البنّاء" التي ظهرت من خلاله القواسم المشتركة بين الأطراف اليمنية. ولفت إلى أن "المشاركين عبروا عن آرائهم بكل وضوح رغم وجود الاختلافات بين الطرفين والتي نعمل جاهدين على جسر الهوّة بينهما".
وذكر ولد الشيخ، أنّ "المشاركين في اللجنة السياسية، بحثوا الشّق السياسي من الرؤى التي قدموها ودار النقاش حول عناصر ذات صلة بما فيها استعادة مؤسسات الدولة والعملية السياسية"، لافتًا إلى أن الأطراف ستجتمع، غدًا الأربعاء، لبحث الأوراق والعودة بأفكار للتعاطي مع بعض المسائل الخلافية".
وفي المسار الأمني، قال المبعوث الأممي، إن "الأطراف استمعت خلال اجتماعها لعرض تقديمي فنّي، من أحد خبراء الأمم المتحدة، عن آليات وأساليب، وتسلسل عمليات الانسحاب، وتسليم السلاح، والسيطرة على الأسلحة، بما في ذلك مفاهيم فض الاشتباك وتجميع القوات".
وكشف أن "الطرفين اتفقا على تقديم عرض للجوانب الأمنية من الرؤى الخاصة التي قدموها اليوم الأربعاء ومناقشتها بتوسع".
و ذكرت مصادر تفاوضية، أن الجلسات المسائية التي كان من المقرر إقامتها ألغيت، بعد الانسداد الذي حصل في اجتماعات اللجنتين الأمنية والسياسية. ووفقًا للمصادر، فقد تمسّك الحوثيون بخيار تشكيل حكومة توافقية جديدة يكونون شركاء رئيسيين فيها، هي من تتولي تنفيذ عمليات تسلم مؤسسات الدولة والسلاح الثقيل من كافة الجماعات المسلحة.
وذكرت قناة المسيرة، التابعة للحوثيين، أن الوفد التابع لهم وحزب صالح، جدد تأكيده وإصراره على تشكيل "سلطة توافقية" بالإستناد إلى المرجعيات المتوافق عليها، وأبرزها "وثيقة السلم والشراكة"( تم توقيعه عقب اجتياحهم صنعاء في 21 سبتمبر/ أيلول الماضي، وألغاه الرئيس عبدربه منصور هادي، فيما بعد واعتبره أنه تم توقيعه بقوة السلاح)، وكذا مخرجات مؤتمر الحوار الوطني (عقد خلال الفترة مارس 2013 ـ يناير 2014 ) وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والمبادرة الخليجية التي تعتبر أن اليمن محكوم بالتوافق.
وحسب القناة، فقد اعتبر وفد الحوثيين وصالح، أن ذلك ما يجب أن يكون خلال المرحلة المقبلة ضمانًا لنجاح الحلول السياسية التي يلتزم فيها الجميع و"عدم تفرد طرف بالسلطة". وأكدت أن العقبة الأساسية أمام تحقيق تقدم في هذه اللجنة السياسية والأمنية، يتمثل في تمسك وفد الحكومة بشرعيته التي يرى أنها هي التي ستدير المرحلة الانتقالية، وأن وفد الحوثيين يرفض ذلك بالمطلق ويتمسك بضرورة الاتفاق على المبادئ الأساسية الحاكمة للمرحلة الانتقالية التي يجب أن تتحمل فيها كل الأطراف مسؤولية تطبيع الأوضاع وإعادة الحياة إلى طبيعتها.
وقالت مصادر تفاوضية، إن نقاشات اللجنة السياسية شهدت جدلًا بين وفدي الحكومة، والحوثيين وصالح، حيث أصرّ الأخير على ضرورة مناقشة قضية "ترحيل" السلطات الأمنية في عدن جنوبي البلاد، لمواطنين ينحدرون من المحافظات الشمالية، وهو ما جعل الوفد الحكومي يرفض ذلك، واعتبر أن ما يحدث في عدن، ليس من قضايا المشاورات، وطرحه للنقاش يعد "هروبا" من الدخول في جدول الأعمال.
وكشفت مصادر إخرى عن أن الحوثيين رفضوا لقاءً كان مرتبًا له مع نائب وزير الخارجية الأميركي بتوم شانون الذي يزور الكويت حاليًا.
ووفقًا للمصادر، فقد التقى المسؤول الأميركي، وفد الحكومة بشكل منفرد، وكذلك الممثلين لحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح في الوفد المشترك مع الحوثيين (7 أعضاء فقط)، فيما ذهب الحوثيون للقاء السفير السعودي في اليمن، محمد آل جابر.
وفي محافظة شبوة، أُصيب طفلان بجروح فجر اليوم الاربعاء، في مديرية عسيلان التابعة للمحافظة إثر سقوط قذيفة مدفعية على منزل والدهما مبارك عاتق المصري" نقلا على الفور الى المشفى لتلقي العلاج .
وكثفت مليشيات الحوثي قصفها المدفعي العنيف مستهدفة مواقع للمقاومة في المديرية ومحيطها وقعت بعض تلك القذائف على مناطق سكنية آهلة متسببة في نزوح عدد من الأسر الى مناطق أكثر أمنا .
وتستمر المواجهات الضارية في أنحاء متفرقة شرق محافظة شبوة بين مليشيات الحوثي المسنودة بوحدات الحرس الجمهوري الموالية للمخلوع صالح من جهة وعناصر المقاومة الجنوبية من جهة ثانية على الرغم من إعلان هدنة توافقت عليها الأطراف السياسية اليمنية الملتئمة في مشاورات الكويت .
وفي عدن نجا قائد قوات الأمن اليمنية الخاصة لمحافظات عدن ولحج وأبين اليمنية، العميد ركن فضل باعش، ظهر امس، من محاولة اغتيال، اثر انفجار عبوة ناسفة، زُرعت في سيارته في وقت سابق.
وقالت مصادر محلية إن العبوة الناسفة، انفجرت عقب نزول العميد فضل باعش من سيارته، بجانب منزله في حي النصر بمدينة خورمكسر، ولم ينتج على ذلك مقتل أو إصابة أي شخص سواءً باعش أو أحد من حراسته”.
أصدر المكتب الإعلامي التابع له، بياناً أدان من خلاله محاولة اغتيال قائدهم، متوعداً في الوقت ذاته، ملاحقة المجرمين ومن حاولوا المساس بحياة باعش، وكافة العناصر الإرهابية التي تحاول زعزعة الأمن في مدينة عدن.
وجاء في بيان المكتب الإعلامي، لقوات الأمن الخاصة في عدن ولحج وأبين: “ندين ونستنكر هذا الحادث الإرهابي الجبان الذي أستهدف قائد قوات الأمن الخاصة عدن لحج أبين، العميد ركن فضل باعش، والذي دبرته ونفدته العصابات المأجورة والمرتزقة لزعزعة الأمن والاستقرار بالعاصمة عدن.
وأضاف، “ونحن إذ نؤكد بأن قيادة قوات الأمن الخاصة عدن لحج أبين ممثلة بالعميد الركن فضل باعش قائد قوات الأمن الخاصة لن تثنيه تلك الأعمال الإرهابية من مواصلة عمله وخدمة وطنه وشعبه لتأسيس وإنشاء النواة الأولى للجيش والأمن الوطني”.
وأشار البيان إلى أن: “التحقيقات جارية على قدم وساق لتتبع تلك العناصر الإرهابية أينما ثقفوا، التي أرادت تدمير وهدم إرادة الوطن والشعب، وسيتم الكشف عن الجناة بأسرع وقت ممكن.
وكشف المتحدّث الرسمي باسم قوات التحالف العربي في اليمن أحمد عسيري، أن لدى التحالف معلومات دقيقة تؤكد المكان الذي يعيش فيه الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بشكل يومي.
وصرح عسيري في مقابلة تلفزيونية أن صالح يتنقل بين منازل السفراء والسفارات التي تم إخلاؤها، ويستخدم أيضاً إقامة البعثات الدبلوماسية مستفيداً من حصانتها. كما كشف عسيري أيضاً عدم وجود أي نوع من القتال بين قوات صالح والحوثي من جهة وتنظيم القاعدة المتمركز في اليمن من جهة أخرى، وأن الطرفين وجهان لعملة واحدة، مؤكداً وجود تعاون استخباراتي بينهما. وأكد عسيري أن التحالف سيقتحم صنعاء إذا فشلت المفاوضات من أجل حسم المعركة وإعادة الشرعية في اليمن.