صنعاء ـ عبد الغني يحيى
أكدت مصادر عسكرية أن مليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح حشدت تعزيزات عسكرية ضخمة على تخوم عدد من المحافظات جنوبي البلاد.
وقالت المصادر إن المليشيات استقدمت تعزيزات ضخمة مكونة من دوريات ودبابات ومدافع وعربات مصفحة وأفراد إلى مديرية الشريجة على تخوم محافظة لحج وإلى منطقة عقبة ثرة، المطلة على مدينة ، لودر، التابعة إلى محافظة أبين ، وإلى مدينة مريس، التابعة لمحافظة الضالع جنوبي اليمن.
وأضافت أن المليشيات استغلت الهدنة المعلنة وغياب طيران التحالف العربي، واستقدمت هذه التعزيزات بهدف فتح جبهات قتال جديدة باتجاه المحافظات الجنوبية التي حررتها القوات الحكومية بمساندة من قوات التحالف العربي قبل نحو عام.
وأشارت إلى أن عددا من تلك المناطق تتعرض لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وصواريخ الكاتيوشا والمضادات، كما تحاول المليشيات حاليا التقدم من اتجاه مديرية ، الشمايتين، التابعة لمحافظة ، تعز، بعد أن سيطرت يوم أمس الأول الاحد ، على موقعين استراتيجيين على الحدود مع مديرية الوازعية الساحلية.
أثارت تصريحات العميد أحمد العسيري المتحدّث الرسمي باسم التحالف العربي حول مكان إقامة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، المطلوب الأوّل للتحالف الذي تقوده السعودية، ردوداً مختلفة.
ففي حين ذهب البعض إلى القول بأن ذلك "اكتشاف متأخّر"، تساءل البعض الآخر: لماذا لا يقتلونه إذا؟
وتزامنت تصريحات العسيري، لقناة دريم المصرية، الاثنين 9 مايو/ أيار 2016، مع مرور عام كامل على الغارات التي شنها التحالف على منزل "صالح" الرئيسي في حي "حدة" السكني وسط العاصمة صنعاء، في العاشر من أيار 2015 .
وقال العسيري، إن "صالح يستخدم مقرات سفارات أجنبية في العاصمة صنعاء، ليختبئ فيها، ومنها مقر سفارتهم (السفارة السعودية)، لتجنب القصف الجوي.
لا يريدون قتله
يرى مراقبون، أن تصريحات عسيري، تكشف أن تحركات الرئيس اليمني السابق مرصودة بدقة من قبل التحالف العربي وطائرات المراقبة التي تتحكم بالأجواء اليمنية منذ صبيحة 26 مارس 2015، عندما انطلقت أولى عمليات "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين وصالح، لكنهم لا يريدون قتله.
وحسب، نبيل الشرجبي، وهو أستاذ علم إدارة الأزمات في جامعة "الحديدة" اليمنية، فإن التحالف لا يريد "قتل" أو استهداف الرئيس السابق لعدة أسباب، أبرزها أن: صالح مازال يحتفظ بكتلة شعبية ضخمة من الموالين له، وبمقتله، يمكن أن تتجه هذه الكتلة بشكل مباشر إلى صفوف الحوثيين.
وقال لـ"هافينغتون بوست عربي" إن استهداف صالح خلال هذه المرحلة، سيزيد من الأصوات المتطرفة داخل حزب "المؤتمر الشعبي العام" الذي يتزعمه وبين حلفائه الحوثيين، وهو ما قد يقضي على أي بوادر لاتفاق سلام ينهي الحرب المتصاعدة منذ أكثر من عام.
قصف السفارات
واتفق الشرجبي مع العسيري أن صالح يستخدم مباني السفارات والبعثات الدبلوماسية التي أخليت من الدبلوماسيين والموظفين في العاصمة صنعاء، مع اندلاع الحرب في مارس، آذار 2015 ، كمواقع آمنة للاختباء.
وقال إن التحالف في غنى عن هذا الاستهداف، فهو لا يريد التورّط بجريمة دولية بقصف سفارة دولة حتى ولو كان داخلها المطلوب الأول لهم وحتى لو كانت خالية من الموظفين.
وأضاف "صالح يحاول الظهور في لقاءات تلفزيونية بين فترة وأخرى وأحياناً يظهر في مناسبات، وربما يريد التحالف إيصال رسالة له مفادها أنهم يعرفون موقعه ولم يفشلوا في استهدافه، كما يحاول أن يظهر لهم".
لم تستهدف شخص صالح
ويرى الكاتب والمحلل السياسي اليمني عارف الصرمي، أن السعودية لم تستهدف شخص صالح خلال الفترة الماضية، بل القوة التي يمتلكها.
وقال الصرمي لـ"هافينغتون بوست عربي" إن السعودية لم تقصف الطائرة الإيرانية حين اخترقت الأجواء اليمنية عام 2015 وإنما قصفت مدرج مطار صنعاء، وبالتأكيد لن تقصف منازل السفراء والسفارات لوعلموا بتواجد صالح فيها.
وأضاف "السعودية أصلاً لم تستهدف شخص صالح بالقتل حين تواجد نهاراً في منصة السبعين وهو يتحدث في المهرجان قبل شهرين وكانت طائرات التحالف تحلّق فوق رأسه فاتحة حاجز الصوت".
موضحاً أن هذه الطائرات لم تقصفه قبل عدة شهور وهو يحضر عزاء السياسي الراحل عبدالكريم الأرياني وظل في صالة العزاء يتحدث للتلفزيون وطائرات التحالف فوق رؤوسهم ومكتفية بإثبات وجودها عبر فتحها لحاجز الصوت
قصف منازل صالح وأقربائه
منذ الأشهر الأولى من الحرب، تعرض عدد من منازل الرئيس السابق علي عبدالله صالح لغارات جوية، ومن ضمنها القصر الفخم الذي يتوسّط حي "حدة السكني"، وكان مسكنه الرئيسي بعد تسليمه السلطة في العام 2011.
عقب الغارات التي شنتها مقاتلات التحالف فجر العاشر من أيار 2015 ، ظهر صالح مرتدياً نظارة سوداء على أطلال منزله المدمر، في ساعات الصباح الأولى ويدلي بتصريح تلفزيوني من ركام قصره الذي كانت تحيط به العربات العسكرية والجنود حتى اليوم.
وبعدها، قصف التحالف منازل صالح في مسقط رأسه ببلدة سنحان ومنازل له في الحديدة وحجة، شمال غربي البلاد، ومنازل أقارب له وقادة عسكريين موالين له في صنعاء، لكن صالح كان يظهر بعد ذلك.
يشار إلى أن مليشيات الحوثي وصالح وسعت من عملياتها العسكرية منذ إعلان الهدنة التي مر على دخولها حيز التنفيذ نحو شهر، وتقوم بشن هجمات مكثفة وقصف مواقع القوات الحكومية والمقاومة الشعبية وخاصة في محافظة تعز جنوب العاصمة صنعاء.
وبحسب مصادر حكومية يمنية فإن جماعة الحوثي وصالح تتعمد إعاقة أي تقدم في مسار المشاورات التي تجري في دولة الكويت برعاية الأمم المتحدة، وعلى الأرض تسعى لتحقيق أي تقدم عسكري يمكنها من الحصول على أي مكاسب سياسية.
علق الرئيس اليمني المخلوع على حادثة ترحيل السلطات الامنية في عدن للمئات من ابناء المحافظات الشمالية، بحجة عدم امتلاكهم لرخصة مزالة العمل، علق بهجوم حاد على المملكة العربية السعودية واتهمها بالوقوف وراء العملية.
وأكد صالح في منشور على صفحته بالفيس بوك وتابعه "مأرب برس"، ان السعودية لا تسعى من وراء ذلك لتنفيذ مخطط الانفصال بين الشمال والجنوب وإنما بهدف تمزيق اليمن إلى كانتونات وكيانات صغيرة متناحرة, الذي مهدت له من خلال عاصفة الحزم".
وقال انهم جعلوا من عبدربه منصور هادي مطية لعدوانهم وبجانبه الأخوان المسلمين (حزب الإصلاح) والناصريين وبقايا السلاطين والمتسولين على أبواب الرياض وأخيراً أولئك الذين حجوا أخيراً إلى الرياض للانضمام إلى طابور المنتفعين من أموال اللجنة الخاصة المرصودة للتآمر على اليمن" بحسب قوله.
وأضاف: "إن ما يؤكد أن السعودية لن يهدأ لها بال ولن يستقر لها قرار إلاّ حين يتم تنفيذ مخططها لتمزيق اليمن إرباً إرباً وما يجري في المحافظات الجنوبية من إيذاء وإجلاء وترحيل لأبناء المحافظات الشمالية بدون أي مسوغ قانوني إلاّ صورة من صور التمزيق وتنفيذ لأوامر سلطات الاحتلال وبدعم من القوات التي غزت بلادنا تحت مبرر دعم سلطات الاحتلال, إلى جانب ذلك المخطط السعودي الخبيث إثارة الفتن, وإشعال الحروب الداخلية وتغذية الصراعات المذهبية والطائفية والمناطقية التي لن تستطيع السعودية من تنفيذ مآربها وأهدافها العدوانية على اليمن إلا من خلال هذه الممارسات التي لاشك أن شعبنا اليمني يعيها ويدرك مغازيها وسيعمل على إفشالها حتماً".
وتابع قائلا: "خلاصة القول بأن نظام آل سعود لا يريد أن تكون في اليمن دولة قوية ولا تريد للشعب اليمني أن يعيش حراً كريماً مستقراً وآمناً في وطنه بقدر ما تريده ذليلاً خانعاً, وأن تبقى اليمن ضعيفة ومتخلفة وتابعة للعرش الملكي السعودي الذي يسخر أموال النفط الهائلة التي وهبها الله سبحانه وتعالى لأبناء الشعب السعودي للتآمر والانتقام من الآخرين, وللحيلولة دون أن يستفيد الشعب اليمني من خيرات أرضه وثرواته النفطية والغازية والمعدنية ومن خلال عدم السماح لليمنيين بحل مشاكلهم بأنفسهم بالحوار والتفاهم والتوافق على ما يخدم المصلحة الوطنية العليا للشعب اليمني, وليتفرغوا لبناء دولتهم المدنية الحديثة المستقلة التي تكفل لكل مواطن حريته وكرامته, وتعمل على تأمين احتياجاته من خيرات الأرض اليمنية وبما يغنيهم عن إستجداء الآخرين ومد أيديهم لطلب العون والمساعدة من الآخرين على حساب حريتهم وكرامتهم واستقلاليتهم".
وقال ان "اليمنيين لا يتذكر من مآسيهم الكثيرة والحزينة بشكل مستمر سوى تلك الأوجاع والآلام الشديدة التي لا زالوا يعانون منها حتى اليوم جراء التآمر السعودي على وطنهم اليمن ابتداءً من الحرب التي شنتها السعودية على اليمن عام 1934م ومحاولاتها تدنيس الأرض اليمنية بقواتها الغازية مروراً بحربها الشعواء على الشعب اليمني منذ قيام الثورة ونظامها الجمهوري في السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962م وبعد قيام ثورة الرابع عشر من أكتوبر عام 1963م وبعد الإستقلال وهي الحرب التي خلفت الآلاف من الشهداء ومئات الآلاف من الجرحى والمعوقين والتي استمرت إلى عام 1970م وتواصل مسلسل التآمر السعودي من خلال المحاولات الكثيرة لإقلاق أمن واستقرار اليمن بشطريه وشراء ضمائر أصحاب النفوس المريضة من العملاء والمرتزقة, ومحاولات إثارة الفتن والحروب بين شطري الوطن قبل الوحدة واستماتتها في إعاقة قيام الوحدة اليمنية ولمّا فشلت في ذلك كله قام النظام السعودي بارتكاب أبشع جريمة في حق اليمنيين الأبرياء عام 1990م بطردها أكثر من مليون مغترب يمني ومصادرة أملاكهم وحقوقهم بهدف إرباك الوضع في اليمن وإشاعة الفوضى وخلق حالة تذمر واسعة في أوساط المجتمع اليمني وتشويه صورة الوحدة اليمنية وإرباك الدولة اليمنية الفتية.
ولم تكتف بذلك فعملت على تغذية الأزمة السياسية عام 1993، 1994م ودعمها اللا محدود للانفصاليين وشكلت لذلك تحالفاً خليجياً ما عدى دولة قطر التي وقفت آنذاك مع الوحدة اليمنية ليس حباً في سواد عيون اليمنيين وإنما لتصفية حساباتها مع السعودية التي كانت على خلاف معها, ونتج عن ذلك التآمر إشعال حرب الإنفصال صيف عام 1994م التي كانت ضحيتها آلاف من الشهداء والجرحى والمعوقين أيضاً وتدمير البنى التحتية والمنشآت الاقتصادية لليمن, وكان مطية السعودية في تلك الحرب الإنفصالية المشؤومة علي سالم البيض وياسين سعيد نعمان وحيدر العطاس, وصالح منصر السيلي وصالح أبوبكر بن حسينون وغيرهم ممن لا داعي لذكر أسماءهم لأنهم أصبحوا جزءاً من التاريخ الكفيل بتسجيل دور كل واحد منهم في تآمرهم على الوحدة والوطن, ومع ذلك وبرغم المليارات من الدولارات التي ضختها السعودية والمتحالفون معها من دول الخليج إلى جانب ترسانة الأسلحة الحديثة والمتطورة بما فيها الطائرات فقد هُزمت السعودية شر هزيمة وانتصرت الوحدة بفضل تلاحم الشعب والجيش وإصرار اليمنيين على الانتصار لإرادتهم الحرة".
واختتم منشوره بالقول: "وفعلاً.. ما أشبه الليلة بالبارحة ولله في خلقه شؤون" .