عناصر الميليشيات الحوثية

لم يعد الصراع داخل صفوف وأجنحة الميليشيات الحوثية على النفوذ والسلطة والمال هو السبب الوحيد وراء تصاعد موجة الاغتيالات التي يتعرض قادة الجماعة ومشرفوها، إذ أفادت مصادر مطلعة بأن روح الانتقام من جرائم الجماعة بحق السكان باتت من ضمن الأسباب التي جعلت المقهورين يلجأون للرد باستهداف عناصر الميليشيات.


وفي الوقت الذي كشفت فيه مصادر أمنية في صنعاءعن تصاعد عمليات الاغتيال بحق قادة ومشرفين ومسلحين في الجماعة على أيدي مواطنين وتوسع هذه العمليات في أكثر من منطقة، كانت أحدث هذه العمليات هي محاولة قتل القيادي المدعو منير السماوي المعين من قبل الجماعة مديراً لأمن مدينة البيضاء قبل ثلاثة أيام، حيث أسفرت العملية عن مقتل أحد مرافقيه وإصابة آخر ردا على مقتل مواطن تحت التعذيب بأحد معتقلات الجماعة في المدينة.


وذكرت مصادر محلية في البيضاء، أن مرافقي الشيخ القبلي صالح الحميقاني الموالي للانقلابيين أطلقوا نيران أسلحتهم على القيادي الحوثي السماوي بأحد مستشفيات المدينة انتقاما منه، ما أدى إلى مقتل أحد مرافقيه وإصابة آخر فيما نجا السماوي وتمكن من الفرار.على الصعيد ذاته ذكرت مصادر أمنية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن عمليات الاغتيال التي قُيد أغلبها ضد مجهولين استهدفت منذ مطلع العام الجاري أكثر من 76 قياديا حوثيا بينهم مشرفين أمنيين واجتماعيين وثقافيين ومسؤولين إلى جانب قيادات ميدانية وعسكرية، حيث يرجح مسؤولية مواطنين عنها تعرضوا مع أسرهم للإذلال.


المصادر تحدثت عن نجاح 43 عملية اغتيال من أصل 76 عملية خلال تلك الفترة في حين فشلت نحو 33 محاولة، وأسفرت بعضها عن وقوع إصابات متفاوتة.وأرجعت المصادر أسباب اتساع هذه الموجة إلى الروح الانتقامية، على خلفية جرائم قتل واعتقال ونهب وتنكيل وتعذيب وإخفاء وتجنيد قسري مارسها قادة ومشرفون حوثيون، في كل من العاصمة صنعاء وريفها ومدن ذمار وإب وعمران والمحويت ومناطق واقعة تحت سيطرة الجماعة في الضالع والحديدة وتعز.


وطبقا للمصادر، فقد واصلت الجماعة، وكيل طهران في اليمن، التكتم عبر وسائل إعلامها وعدم التطرق لمثل تلك العمليات التي استهدفت العشرات من قادتها ومشرفيها، في حين تستثني فقط الحديث عن البعض منها، خصوصا تلك التي باءت بالفشل وتم نسبها إلى مسلحين مجهولين وكذا من تصفهم الجماعة بـ«الخارجين عن القانون وأعداء المسيرة الحوثية».


وفي محافظة إب (170كم جنوب صنعاء) والتي تأتي في المرتبة الثانية بعد صنعاء العاصمة فيما يتعلق بحوادث الاغتيال بحق العناصر الحوثية، تحدث مصدر مطلع في المحافظة عن أن مسلحين وصفوا بـ«المجهولين»، أقدموا قبل نحو عشرة أيام على قتل قيادي حوثي يدعى أبو حسين الغرباني في منطقة قحزة.وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن المسلحين تمكنوا بعد أن نصبوا كمينا محكما للقيادي الحوثي ومرافقيه في الخط الرابط بين (إب - مدينة العدين - الجراحي الحديدة) وأمطروه بوابل من الرصاص ما أدى إلى مقتله على الفور وعدد من مرافقيه.


وقال إن القيادي الحوثي الغرباني كان متهما من قبل أهالي قرى بمناطق قحزة ومشورة وغيرها في إب بوقوفه وراء إجبار عشرات العائلات تحت قوة التهديد والسلاح والحرمان من الخدمات والمساعدات على تسليم أطفالهم بالقوة للقتال بصفوف وجبهات الجماعة.وأشار المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه لاعتبارات أمنية، إلى أن وسائل إعلام الجماعة مارست التكتم على الحادثة، في حين واصلت تكثيف حملاتها القمعية فور وقوع الحادثة بحق أبناء تلك القرى بحجة ملاحقة الجناة للقبض عليهم والاقتصاص منهم.


وفي محافظة ذمار الواقعة هي الأخرى تحت حكم وسيطرة الانقلابيين، شكا (أحمد. ن) وهو اسم ترميزي لمواطن يقطن وسط مدينة ذمار، من بطش أحد قيادات الميليشيات (ينتمي لمحافظة عمران) ويعمل مسؤولا في مكتب الأوقاف والإرشاد منذ أعوام في المحافظة.وتحدث المواطن عن قيام ذلك القيادي، قبل نحو عام بالبسط بقوة السلاح على أرضية تابعة له وسط مدينة ذمار وبناء محال تجارية عليها ثم تأجيرها بمبالغ مرتفعة دون وجود رادع يوقفه عند حده.


وأشار إلى وجود أراض وعقارات عدة في ذمار طالها خلال فترات سابقة اعتداء ذلك المسؤول الحوثي وتعود ملكيتها إما للدولة أو لمواطنين مغلوبين على أمرهم.وقال إنه حاول مرارا برفقة البعض من أقاربه الانتقام من ذلك المسؤول الحوثي، لكن ثلاث محاولات اغتيال باءت بالفشل باستثناء العملية الأخيرة قبل نحو ستة أشهر والتي أدت إلى تعرضه لإصابات بعدة طلقات نارية وتم على أثرها إسعافه لأحد مشافي المدينة.


واختتم المواطن حديثه قائلا: «ما دام لم أجد من ينصفني ويعيد إلي أرضي المنهوبة ومثلي كثير من المواطنين فستظل رصاصات الانتقام تلاحق هذا المعتدي حتى القضاء عليه والتخلص منه ومن شروره ومن تعديه ونهبه المتعمد والمتكرر لأموال وممتلكات المواطنين بذمار».

قد يهمك أيضا

مقتل وإصابة العشرات من عناصر مليشيا الحوثي في حجة

 

مليشيا الحوثي تزج بعناصرها الرافضين البقاء في الجبهات في سجون سرية موزَّعة في عديد محافظات