المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث

وصلت مهمة المبعوث الأممي لليمن، مارتن غريفيث، إلى نهايتها، بعد أن استنفد جميع أوراقه مع مليشيا الحوثي، ولم يصل إلى نتيجة.بعد قرابة أربعين شهرا من مهمته في اليمن، عيّن الأمين العام للأمم المتحدة مبعوثه إلى اليمن في منصب منسق الشؤون الإنسانية والإغاثية في حالات الطوارئ، مع استمراره في مهمته بشكل مؤقت لحين الإعلان عن مبعوث آخر.

قبل انتهاء مهمته في اليمن، كان الحوثيون قد رفضوا  التعامل معه أو استقباله، وعادة ما درجوا عليها مع اقتراب انتهاء فترة كل مبعوث أممي إلى البلاد.

قرار شخصي

وفي السياق، لا يعتقد نائب مدير مركز صنعاء للدراسات، أسامة الروحاني، أن يكون هناك ارتباط بين قرار الأمم المتحدة تعيين غريفيث وكيلا للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مع بقائه مبعوثا خاصا لليمن لحين تعيين بديلا عنه بعد التداول مع أعضاء مجلس الأمن.

وأضاف الروحاني مساء أمس، أن "تعيين غريفيث في الشؤون الإنسانية خليط من قرار شخصي لغريفيث للابتعاد عن العمل الدبلوماسي أو العمل المتعلق بفض الصراعات والتحول إلى العمل الإنساني الذي بدأه في بداية التسعينيات".

ويستبعد الروحاني أن يكون حصول مارتن جريفيث على المنصب الجديد في الأمم المتحدة له علاقة بأدائه في اليمن.

وفيما يخص وجود مبعوث أممي جديد إلى اليمن، تحدث الروحاني أن "الفكرة ليست في وجود مبعوث جديد قد يأتي بالعصا السحرية لحل النزاع في اليمن، بقدر ما هي في المقاربة من جانب، ومن جانب آخر هي في إطار عمل هذا المبعوث، وفي أدوات الضغط الممكنة".

ويوضح الروحاني أن "المقاربة في اليمن متشابهة منذ المبعوث الأول للبلاد، ولو أن هناك تغييرا في هذه المقاربة نسبيا، لكن إطار المقاربة العام يظل مختلا ولا يستجيب للتطورات والاحتياجات المحلية، بل يتقيّد بأطر العمل الدولية وأطر عمل الأمم المتحدة فيما يخص صناعة السلام في دول أخرى، وبالتالي يتم استنساخ هذه العمليات من دول أخرى، وتعكس في اليمن".

ويشير الروحاني إلى أن "التحركات الأممية الأخيرة، وكذا تحركات المبعوث الأمريكي لليمن لم تركّز هذه المقاربة على البُعد المحلي من هذا الصراع، وإنما ركزت على كيف يتم حل النزاع في اليمن من المنظور الإقليمي، وهذا يضيف تعقيدا معينا"، حد قوله.

وعن دور المبعوث الأمريكي وما إذا كانت مهمته طغت على مهمة المبعوث الأممي، يوضح الروحاني أن "المبعوث الأمريكي -في إطار حديثه عن الدور الذي يلعبه في اليمن* هو محصور في دعم دور المبعوث الأممي، لكن الفارق بوجود المبعوث الأمريكي هو أن المبعوث الأمريكي أتى بإحدى أدوات الضغط، وإن كانت هذه الأدوات محصورة فقط على الضغط على السعودية".

ويضيف أن "المبعوث الأمريكي أضاف زخما إلى عملية السلام في اليمن التي كانت متوقفة منذ فترة طويلة".

ويفيد الروحاني أن "أدوات الضغط لدى المبعوث الأممي، مارتن غريفيث، كانت منعدمة، كما سيكون الحال مع أي مبعوث أممي جديد، وبالتالي أتى المبعوث الأمريكي لممارسة الضغط".

فشل المبعوثين

من جهته، يؤكد الناشط السياسي عبدالقادر الجنيد أن "أي مهمة لأي مبعوث أممي جديد إلى اليمن ستفشل، مهما كانت شخصية المبعوث".

ويوضح الجنيد أن "الحوثي يعتقد أنه منتصر، ويعتقد أن الأوراق التي في يديه أقوى من الأوراق التي في أيدي الجانب الآخر، وبالتالي لا يمكن أن يقبل أي حلول يرى استحالة تحقيقها في الميدان من قِبل الطرف الآخر".

ويؤكد الجنيد أن "الدول التي تتوافق على تعيين مبعوث خاص لليمن لا تملك أوراق ضغط على الأطراف، وخاصة على الحوثي، ولا يهمها حل أزمة اليمن".

ويلفت إلى أن "الحوثيين احتجزوا المبعوث الأممي الأول إلى اليمن جمال بن عمر في محافظة صعدة، أثناء اقتحامهم للعاصمة صنعاء، وأطلقوا سراحه بعد ذلك لإجباره على تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الذي صاغه الحوثيون".

وتحدّث الجنيد عن المبعوث الأممي الثاني لليمن إسماعيل ولد الشيخ، موضحا أن "ولد الشيخ هو المبعوث الوحيد الذي رفض الكذب والتماهي مع الحوثيين ومراضاتهم، وبالتالي من أنهى مهمته هو الحوثي".

ويضيف أنه بعد إنهاء مهمة ولد الشيخ، جاء مارتن غريفيث، الشخص الذي وصفه الجنيد "بالكذاب والهزيل"، والذي يعمل على مراضاة الحوثيين والتماهي معهم.

ويتابع: "رغم تماهي مارتن غريفيث مع الحوثيين، إلا أنهم يرفضون حتى اللقاء به، في إهانة واضحة له وللأمم المتحدة".

ويرى الجنيد أن "رفض الحوثيين اللقاء بالمبعوث الأممي معناه أنهم يرون أنفسهم أنهم في موقف أقوى، وبالتالي يرفضون اللقاء بالمبعوث، لأنهم يريدون مبادرة تلبّي كل أهدافهم".

ويشير الجنيد إلى أن "المجتمع الدولي لا يهتم لحل الأزمة في اليمن"، مضيفا أن "المجتمع الدولي ينتظر الطرف الذي سيفرض سيطرته على الأرض للتعامل معه وفقا لمصالحه".

قد يهمك ايضا:

إختيار المبعوث الأممي لليمن غريفيثس منسقا دولياً للشؤون الإنسانية

المبعوثان الأممي والأمريكي يعقدان لقاء في عمّان لاستئناف العملية السياسية