الضالع - صالح المنصوب
يعيش السكان في قرية جبل الشامي ورمة بمديرية قعطبة بمحافظة الضالع حالة انسانية صعبة، في قمم جبال مرتفعة عانوا كثيرًا في الحقبة السابقة، وتتواصل معاناتهم اليوم بوضع انساني صعب جدًا نتيجة الحرب، فهي مناطق صراع ونزحت منها عشرات الاسر، حصار مستمر تتعرض له تلك المناطق ولم تعد لها سوى طرسيق واحد فقط يقطعون من خلاله 15 كيلو مترًا على الاقدام لجلب متطلباتهم، من غذاء ومياة الشرب عن طريق الحمير، عبر طريق جبلي وعر هو الشريان الوحيد الذي من خلاله يتحركون.
وحًرمت منطقة جبل الشامي كثيرًا من المشاريع الخدمية، كما حرمت فيها الفتاة من التعليم والاطفال بسبب الوضع المعيشي للقرية والذي يعتمدون فقط على مياة الامطار وزراعة الذرة، فيبقى الاطفال طوال اليوم مهتمون بجلب الماء الذي يأخذ وقتهم في جلبه من منطقة بيت الشوكي التي تبعد عدة كيلو مترات عن القرية، مع حالة مهترئة للطرقات الذي أصبحت في وضعية كارثية، إضافة الى جلب المتطلبات الغذائية الرئيسية للعيش في المنازل، فهم يعيشون حالة انسانية يرثى لها الضمير، بعدما فاقمت المعاناة الحرب وجعلتهم في حصار ومعاناة كبيرة.
يقول احمد الجبلي أن جبل الشامي منطقة لم تصلها الدولة بعد فقد عانت كثيرا في السابق وتعاني اليوم، وحالة اعادتنا الى الزمن القديم، في استخدام الحمير لجلب الماء، اضافة الى الحصار نتيجة الحرب، وحالة الخوف والرعب هي الاخرى تلازمنا صباح ومساء، ويضيف فبدلا من سماع اصوات العصافير والفن الجميل، فلا نسمع سوى اصوات المدافع والرصاص صباح ومساء واحزان لم تنتهي بعد، شبح الفقر والمعاناة تلازم جبل الشامي فهم في كابوس الفقر والضماء والحرمان، حالتهم الانسانية يرثى لها الضمير.
وفي نفس السياق فإن الاطفال والنساء يبدوا عليهم الفقر، فقد غادروا صفوف الدراسة ولا تجد من يلتفت اليهم في ظل قساوة الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلد، يحصلون على الجزء اليسير من المنظمات الانسانية لكنه لايكفي، وبصعوبة يتم ايصاله عن طريق الحمير.
ويقول احمد الجحافي مشرف المسح لمشروع التحويلات النقدية الطارئة للصندوق الرعاية الاجتماعية قطعنا المسافات للوصول الى جبل الشامي، فوجدناها أشد فقرًا ووجعًا، حالة انسانية وظروف ذكرتنا في الزمن القديم، وحال هذه القرية يرثى لها الضمير، ويضيف :"مسافات شاقة قطعاناة لجبل الشامي صعدنا الى اعلى قمة جبلية لنرى انها جبل الشامي في طريق وعر جدًا، وجدنا الاطفال يجلبون الماء من منطقة بيت الشوكي البعيدة ولا هم لهم سوى الماء، وحالة السكان صعبة، فقررنا الوصول اليها حتى لايحرم السكان من المشروع كونهم اشد حاجة وهذا ما حصل، وتم المسح لهم والحزن يدب في داخلي نتيجة معاناة السكان وشكاويهم التي لا حصر لها وهي واقع اصلًا".
وقال عبدالله الجبلي :"نأمل من المنظمات الانسانية الالتفات الى جبل الشامي المعزول عن اليمن والذي لم يقدم له شيء، فكل شيء نجلبة من الماء والغذاء وغيره، هل من لفته انسانية الينا ورحمة، عبدالله قدم شكرة للصندوق الاجتماعي للتنمية من خلال تجشمه الصعاب في
الوصول اليهم متحديًا ظروف الحرب، وهذا مالمسه وهذا يدل على صدق النوايا للوصول الى المناطق الاشد فقرًا".
قرية رمة وسون هي الاخرى مناطق صراع في المنتصف، فتشرد ابنائها ونزحوا البعض في الكهوف حسب افادة احد السكان، اصبحت منازلهم مهجورة والاودية جافة، والوادي بين سون ورمه يسمى وادي الموت، كل يوم تسمع عن ضحايا ونزوح، حالة انسانية صعبة، وحصار مطبق من قبل مليشيا الحوثي وصالح.
ويشير أحد السكان فضل عدم ذكر اسمه، أن منازلهم اصبحت مستباحة وتم نهبها، ومزارعهم جافة وهم في العراء، واصبحوا يلعنون الحرب، فقد سقط ضحايا كثر، والجرح ينزف كل يوم، ويضيف بحرقة :"انا غادرت منزلي وبقي جزء من عائلتي هناك عندما نحاول ايصال كيس دقيق، نطلب الأذن من مليشيا الحوثي وصالح للمرور عبر نقلة بالحمير، نقطع مسافة من رمة عبر جبل الشامي والى بيت الشوكي ذهابًا ومثلها ايابا, لجلب كيس من القمح او بعض المتطلبات، احيانا يتم السماح ومرات لايتم"، كما كشف الاهالي عن معاناتهم في مرور الغذاء الذي اصبحوا ينقلونه من مناطق بعيدة.
وبواساطات للمرور كاننا في معبر دولي ولسنا يمنيين، اضافة الى انتهاكات من قبل الحوثيين لكل من يخالفهم بالقتل أو الاعتقال،يرى ناشطون ان رمة وسون ويعيس وأدمه والمعصر وجبل الشامي مناطق صراع تستعير فيها نار الحرب ويتكوون فيها السكان، احزان في رحيل الاقارب، ومعاناة في جفاف المزارع، واصبحوا يمدون ايديهم الى السماء في رحيل هذا الغم الذي جلبته جماعة الحوثي وصالح، ويضيف الأهالي إننا لم نعد نسمع سوى الهتافات والصرخة الحوثية واناشيد الموت، فهي سببت شرخ في الوسط الاجتماعي، وقسمت السكان بين هذا وذاك،نتيجة الخوف واصبحوا في الوسط يعانون ليل نهار، وقد نزحت عشرات الاسر، وتشردت في مناطق عدة تاركه خلفها منازلها نتيجة كابوس الحرب المدمر، فهل من لفته من المنظمات الانسانية لتلك المناطق المنسية.