الرياض - صنعاء
قُتل أكثر من 90 مسلحاً حوثيا بينهم قيادات في معارك مع الجيش اليمني وقصف لمقاتلات التحالف العربي في الحديدة خلال الساعات الماضية.
وأوضح مصدر عسكري يمني إن القياديَّيْن الميدانيَّين علي عبدالرحمن الحاضري ومحمد العباسي، قتلا في قصف للتحالف استهدف معسكر القوات البحرية في منطقة "الكثيب" شمال غربي الحديدة.
وأشار المصدر العسكري إلى أن معارك عنيفة تشهدها مناطق طوق الحديدة التي نجحت قوات الشرعية في تطهيرها.
واليوم، أعلن المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي العقيد الركن تركي المالكي اليوم الخميس، قوات الدفاع الجوي السعودي، اعترضت صاروخاً باليستياً أطلقته ميليشيات الحوثي باتجاه المملكة. وقال المتحدث إنه "في تمام الساعة العاشرة وإحدى وخمسين دقيقة من مساء الأربعاء، رصدت قوات الدفاع الجوي للتحالف إطلاق صاروخ باليستي من قبل ميليشيات الحوثي الإرهابية التابعة لإيران من داخل الأراضي اليمنية من محافظة "صعدة" باتجاه أراضي المملكة".
وأضاف: "تمكنت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي من اعتراض وتدمير الصاروخ، الذي أطلق لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان في منطقة نجران، ولم ينتج عن اعتراض وتدمير الصاروخ أي إصابات". وأكد المتحدث باسم قوات التحالف، أن "هذه الأعمال العدائية التي تقوم بها ميليشيات الحوثي الانقلابية، يثبت تورط النظام الإيراني ودعمه لهذه الميليشيات الإرهابية، ويؤكد تعنت وتحدي هذه الميليشيا للقرارات الأممية الصادرة في هذا الشأن، واستمرارها في تهديد أمن المملكة والأمن الإقليمي والدولي، وإصرارها على مخالفة القانون الدولي الإنساني".
وبلغ إجمالي الصواريخ الباليستية التي أطلقتها هذه الميليشيات باتجاه المملكة حتى الآن 204 صواريخ، تسببت في استشهاد 112 مدنياً من المواطنين والمقيمين، وإصابة المئات
الميليشيات تداهم منزلا لأحد المنشقين في صنعاء
من جهة ثانية، كشفت مصادر يمنية في صنعاء، أن الميليشيات الحوثية قامت بمهاجمة منزل الدكتور عباس محمد زيد ونهبت ما به من مستندات وأجهزة، وهو شقيق المطلوب رقم 14 لقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن الدكتور حسن محمد زيد وزير الرياضة في "حكومة الإنقاذ" غير المعترف بها دولياً، وأحد قادة الميليشيات الحوثية. وتعد أسرة آل زيد الهاشمية من الأسر التي دعمت زعيم التمرد عبدالملك الحوثي في الماضي وعملت على تسهيل دخوله صنعاء في 21 من سبتمبر/أيلول 2014م.
وكان لحسن زيد دور محوري منذ بدء تظاهرات "ميدان التحرير" في صنعاء 2011م، حيث قام بعقد مفاوضات سرية مع الرئيس السابق على عبدالله صالح لتوطيد التحالف مع زعيم التمرد والانقلاب على الشرعية وتسهيل دخوله لصنعاء وتسليمه المعسكرات والمقرات التابعة للحرس الجمهوري في باقي المحافظات اليمنية. وأكدت مصادر مطلعة زيادة حدة الخلافات والانقسامات بين قيادات الميليشيات الحوثية، وأشارت إلى وقوع مواجهات دموية بين زعيم الميليشيات الحوثية عبدالملك الحوثي وبين مفتي الميليشيات محمد عبدالعظيم الحوثي قبل عدة أيام في صعدة ومديرية مجز تحديداً، حيث هاجمت قوات عبدالملك الحوثي منازل وبيوت عمه محمد عبدالعظيم بالدبابات والصواريخ وقذائف الهاون مما تسبب بمقتل ما لا يقل عن 30 شخصاً وجرح العشرات وتفجير عشرات المنازل التي تعود ملكيتها لأتباع عمه في المديرية ذاتها.
يُذكر أن الميليشيات الحوثية قامت أخيراً بقمع المظاهرات التي اندلعت في صنعاء للتعبير عن سخط السكان على الأوضاع المأساوية وغلاء المعيشية بعد أن استولت الميليشيات الحوثية على موارد الدولية ومنعت صرف رواتب الموظفين، حيث تم احتجاز أكثر من 50 ناشطة وطالبة من طالبات جامعة صنعاء وقتل أحد الحراس فيها.
حملات تجنيد بالقوة لمقاتلين جدد في "الحديدة
وتشنُّ ميليشيات الحوثي الإيرانية حملات مكثفة لتجنيد مقاتلين في الحديدة على الساحل الغربي وسط عزوف الشباب عن الاستجابة. وقالت مصادر محلية إن الحوثيين يحاولون تجنيد الشباب عبر طرق متعددة تارة عبر خطباء المساجد أو عبر سماسرة التجنيد، لكنهم يواجهون رفضا واسعا وعزوف كثير من الشباب عن الإستجابة، لذا يعمدون إلى الضغط على شيوخ القبائل والوجاهات الاجتماعية للتحشيد.
وعلى أثر تزايد نزيف الخسائر البشرية في صفوفها، خاصة القيادات الميدانية، وتهاوي خطوطها الأمامية شرق وجنوب المحافظة الساحلية، حولت مليشيات الحوثي فنادق ومتنزهات مدينة الحديدة إلى مقرات ومواقع عسكرية. وأضافت المصادر المحلية أن الميليشيات حولت "حديقة الشعب" الواقعة أمام مبنى إدارة المحافظة، التي كانت متنفسا للسكان وأطفالهم إلى مركز لحشد المقاتلين والدفع بهم إلى شرق وغرب مطار الحديدة. كما نصبت مليشيات الحوثي الإرهابية مدافع الهاون في بعض الأماكن العامة والمتنزهات، حتى جامعة الحديدة حولتها إلى ثكنة عسكرية و نشرت قناصاتها على أسطح مبانيها، خاصة تلك المطلة على الخط الساحلي.
ولا تقتصر حملات التجنيد الإجباري وحالة الاستنفار على الحديدة فقط، إذ أكدت مصادر تربوية في صنعاء أن الحوثيين ألزموا مدراء الإدارات في وزارة التربية والتعليم بإحضار الموظفين وإدخالهم دورات طائفية بهدف إرسالهم إلى جبهات القتال. وقالت المصادر إن قيادات المليشيات في وازرة التربية والتعليم في حكومة الإنقلاب، وهي الوزارة التي يرأسها يحيى الحوثي شقيق زعيم المتمردين، هدَّدت مدراء إدارات الوزارة باتخاذ الإجراءات العقابية في حال تقاعسهم عن التنفيذ، وإيجاد المزيد من المقاتلين من الموظفين.