اسطنبول ـ عادل سلامة
وصف رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدرم، أحد ضبّاط الشرطة بـ "البطل" بعد أن أوقف هجومًا كبيرًا عندما حاول المتطرّفون الأكراد تفجير مبنى محكمة في إزمير بسيارة مفخخة، الخميس، حيث رفض الضابط، فتحي سكين، السماح للسيارة بدخول الحواجز المقامة خارج مبنى قصر العدل وقام بمطاردة المتطرّفين بعدما تركوا السيارة التي انفجرت بعد ذلك مباشرة ثانية وقتل في عملية تبادل لإطلاق النار مع المتطرّفين .
وأوضح يلدرم، أن "منع ضابط الشرطة البطل الشهيد، فتحي سكين، الهجوم ما حال دون وقوع كارثة أكبر بكثير ما حدث، التضحية فقد ضحى بحياته دون تفكير"، واتهم والي إزمير، إيرول أيلديز، حزب العمال الكردستاني، في ارتكاب الحادثة، كما تجمّع حشد كبير في مكان الحادث، وهم يهتفون:" لعنة الله على حزب العمال الكردستاني".
ويقاتل حزب العمال الكردستاني من أجل إقامة وطن مستقل للشعب الكردي في جنوب شرق تركيا، وتم التقاط الفيديو في اللحظات التي أطلق فيها المتطرّفون النار على، فتحي سكين 43 عامًا، وضابط شرطة أخر في الشارع، وأظهر الفيديو ضابط الشرطة وهو يركض بعيدًا عن صف من السيارات المتوقفة قبل أن يسقط على الأرض بعد ما تم إطلاق النار عليه خلال تبادل لأطلاق النار في مدينة أزمير الواقعة على الساحل الغربي لتركيا، وبعد لحظات، يظهر الضابط ثاني ليسقط على الرصيف القريب بعد استهدافه من قبل أحد المهاجمين، وقد قتل اثنان من رجال المسلحين برشاشات وقنابل يدوية وقاذفة صواريخ في وقت لاحق في حين فر ثالث بعد انفجار السيارة مفخخة خارج قاعة المحكمة، وتوفي السيد سكين واحد موظفي المحكمة في الانفجار كما أصيب 5 أشخاص بجروح بعضهم في حالة حرجة.
وكشف نائب رئيس الوزراء التركي كايناك فيسي أن من بين المصابين حالات خطيرة جدًا، وقد غمرت وسائل الواصل الاجتماعية في تركيا بالمنشورات عن السيد سكين، الضابط الشجاع، وقد التقطت عدسات CCTV لحظة الانفجار التي هزت المدينة، كما أظهرت الصور المنشورة على الانترنت جثتي رجلين على الأرض، وتفيد التقارير بأن الشرطة تتعقب المشتبه به الثالث، والذي كان يرتدي معطفا أسود وقبعة بيضاء.
وتقول السلطات أن مسلحين أكراد مشتبه بهم، فتحوا النار على الشرطة التي منعتهم عند نقطة تفتيش في غرب مدينة إزمير قبل أن يفجر سيارة مفخخة الخاصة بهم، وأفاد حاكم اقليم إيرول أن النتائج الأولية تشير إلى حزب العمال الكردستاني، أو حزب العمال الكردستاني، وكان وراء تفجير سيارة ملغومة، مضيفًا أنه ""نشب اشتباك بعد أراد ضباط الشرطة لدينا لوقف سيارة عند نقطة تفتيش تابعة للشرطة أمام المحكمة، وفجر إرهابيون سيارة مفخخة أثناء محاولة الفرار ".
وأشار نائب رئيس الوزراء التركي، كايناك، أنه على ما يبدو يجري التخطيط لهجوم أكبر من ذلك بكثير، استنادا إلى الأسلحة التي عثر عليها في مكان التفجير، مبيّنًا أنه "استنادًا إلى إعداد والأسلحة والقنابل والذخيرة المضبوطة، ويفهم من ذلك أن الفظائع الكبيرة كان يجري التخطيط" وأةضح كايناك.
وحظرت السلطات التركية بث صور الحادثة على الإنترنت، ويأتي ذلك بعد سلسلة من الهجمات التي نفذتها جماعات "داعش" أو المقاتلين الأكراد، ومع ذلك، لم تعلن أي جهة المسؤولية، واعتقلت الشرطة التركية 20 مشتبهًا بهم يعتقد أنه من أصل آسيوي وشمال أفريقيا الوسطى في أزمير الاربعاء، ومازالت قوات الامن تتعقّب مهاجم داعش الذي نفّذ مذبحة الملهى الليلي "رينا " في إسطنبول مخلّفًا 39 قتيلًا وإصابة عشرات آخرين.