عدن - صالح المنصوب
يتعاظم الخلاف بين طرفي الانقلاب، من خلال التصعيد الإعلامي المستمر، حتى أن الصراع وصل إلى أنصارهم وظهر بشكل أسرع، وأصبح فك الارتباط بين الحوثيين والمخلوع صالح ممكنًا، بعد التهديد والوعيد والتهم من القيادات العليا, حتى أن خلافا بين أبو علي الحاكم التابع للحوثي وقيادات من أنصار صالح السيخ جليدان وأخرين كان سيؤدي إلى مجزرة في صنعاء حسب المصادر.
وتوعّد الرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح، الحوثيين، برد عنيف في حال اعتراضهم ومنعهم دخول أنصاره إلى العاصمة اليمنية صنعاء لحضور مهرجان السبعين. وأفادت مصادر بأن قوات من الحرس الجمهوري تمركزت في منطقة "بلاد الروس"، إحدى مناطق الطوق الأمني للعاصمة صنعاء، مشيرة إلى أن القوات تلقت توجيهات بالانتشار في كافة أنحاء جنوب صنعاء لتأمين مهرجان السبعين.
ويعتزم حزب صالح إقامة مهرجان بمناسبة الذكرى الـ 35 لتأسيسه، في وقت تتهم فيه وسائل إعلام حوثية الرئيس اليمني المخلوع بالاتفاق سرًا" مع التحالف العربي، بقيادة السعودية، بالانقلاب على الحوثيين، وإدخال أنصاره القبليين إلى العاصمة صنعاء بغرض السيطرة عليها وفك الارتباط مع الجماعة.
ودعت جماعه الحوثي أنصارها للاحتشاد وإغلاق منافذ العاصمة اليمنية صنعاء، الخميس المقبل، وذلك بالتزامن مع المهرجان الذي دعا إليه حزب المؤتمر الشعبي العام. أما جماعة الحوثي فقد استغرق خطاب زعيمها عبد الملك الحوثي، موجهًا رسالة داخلية مفادها بأنه طُعن في الظهر، واتهم شركاءه في الانقلاب بعبارة الابتزاز السياسي. ورغم التحالف بين الطرفين، فإن الحوثي وصالح باتا في وضع يوصف بالمهزوز, ويمكن القطع بأنهما في أقل التقديرات ليس كما كانا عليه عندما بدأ الانقلاب.
وكان الخطاب أعقب إحاطة المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد لمجلس الأمن، بيوم واحد، التي أكد خلالها على مسألة ميناء الحديدة، وتسليمه لطرف ثالث، وهو ما لقي أيضاً انتقاداً وتخويناً من زعيم الانقلاب. كما استخدم زعيم الحوثيين عبارة الخداع السياسي، عندما امتعض من مطالبات اليمنيين بالرواتب، والشكوى من الفساد، وواصل اتهامه لحزب صالح بالقول: حتى البعض يستخدم عناوين استُخدِمَت في فترات ماضية أثناء حروب داخلية، أثناء اعتداءات، ويشغلها اليوم، وهذا لا يشرف أحداً أبداً؛ أن يستحضر عناوين كان يستحضرها أيام الحروب الداخلية وأيام المشاكل الداخلية. ويذهب مراقبون إلى أنه يقصد بذلك الحروب الست التي خاضها الطرفان ضد بعضهما.
واعترف زعيم التمرد الحوثي خلال خطابه بوجود خلل قائم على مستوى مؤسسات حكومة الانقلاب، ووجود فساد، وضعف في القضاء والرقابة. وحرض خلال خطابه بالقول إنه يجب أن يُحاسَب الفاسدون، وطالب بمحاسبة الفاسد وإن كان حوثيّاً، لكنه أشار بعد ذلك إلى حزب صالح بقوله إذا كان من المؤتمر لا يمكن أن يحتمي بالمؤتمر، إذا كان من المؤتمر لن نقبل أن يحتمي بالمؤتمر، ولن تتوفر له حماية بالمؤتمر. وانزعج الحوثي من مسألة التئام نواب يمنيين إلى صف الشرعية واكتمال نصاب البرلمان اليمني المزمع بدء جلساته قريباً في عدن وفق تصريحات "الشرعية"، وشرع في تخوينهم إثر مشاركتهم في صفوف الشرعية.
ولم تقتصر انتقادات الحوثيين على شريكهم أو دول التحالف، بل طالت مجدداً المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، حيث اتهمه المتحدث باسمهم محمد عبد السلام، في كلمة ألقاها، السبت، بعد خطاب الحوثي، بالتماهي مع مواقف دول التحالف، رغم أن المبعوث الأممي قال في إحاطته الأربعاء إنّ إلقاءَ اللوم على الأمم المتحدةِ أو على المبعوث أو المجتمع الدولي لا يصنعُ السلام، والتأجيل والتبرير والتهويل الإعلامي لا يُنهي الحروب إنما يزيد من عمق الشرخ الحاصل. فمَدَاميكُ البيت الصلبة تُبنى من الداخل كما تُبنى الأوطان والمؤسسات بالشراكة والتكاملِ بين مختلف الأطياف وبمراعاة مطالب الناس من الشمال إلى الجنوب على أُسسٍ ودَساتير تحمي المواطنين، كل المواطنين، شباباً وأطفالاً رجالاً ونساءً مِن جميع التوجُهات الفكريةِ والسياسية.
وأورد الحوثي في خطابه أن أعضاء حكومة الانقلاب من جماعته لا يمثلون أكثر من الربع على مستوى المناصب القيادية في الدولة. لكنه لم يذكر أن الحكومة الانقلابية شكل وزراؤها مناصفة بين جماعته وجماعة صالح، كما أقر بأن الحوثيين لا يمثلون 1 في المائة.