لندن - سليم كرم
يُواجه زعيم حزب العمل البريطاني، جيرمي كوربين، ضغوطا متزايدة لدعم استفتاء جديد بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بعد توقيع عدد كبير من نواب حزبه في لندن على رسالة تدعو إلى التصويت على الصفقة النهائية، وتحذّر الرسالة المفتوحة التي أصدرها 18 نائبًا من البرلمان، من أن ما حدث في صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ربما تقود إلى تمزق العاصمة، وتنتهي بأن الجمهور يجب أن يصوت عليها بنفسه، وهي الخطوة التي تتعارض مباشرة مع سياسة حزب العمل.
شروط الخروج البريطاني لم تكن واضحة
وتأتي هذه الرسالة بعد خطابات مماثلة من نواب حزب العمل في ويلز، والشمال الشرقي، وميرسيسايد، ويتبع حملة يسارية جديدة لدفع الحزب إلى موقف أكثر تأيدا للاتحاد الأوروبي.
وتتضمن الرسالة "الشروط التي نترك بها الاتحاد الأوروبي لم يتم طرحها للجمهور، عندما تعيد رئيس الوزراء صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في وقت لاحق من هذا العام، سنعرف أخيرًا ما الذي يعنيه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ومن ثم سنقرر قبول الصفقة أو رفضها".
وتوضح "لا يمكن أن 650 نائبًا في البرلمان وحدهم يقررون ما إذا سيقبلون الصفقة، دون وضع رأي سكان لندن في الحسبان، أو السكان الآخرين في جميع أنحاء البلاد، ولهذا السبب نعتقد بأنه من الضروري أن يكون هناك تصويت شعبي على اتفاق الخروج النهائي، حتى يتم الاستماع إلى صوت 65 مليون شخص".
البريكست يمزق لندن
وتوضّح الرسالة الحاجة إلى منع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من إلحاق الضرر بوضع لندن، باعتبارها عاصمة ثقافية ومركزًا رياضيًا، ومركزًا للأعمال التجارية الدولية والمجتمع المدني ووسائل الإعلام.
ويلفت إلى أن العاصمة لندن تمثل جميع العناصر الإيجابية في كونها مدينة عالمية، وتتطلع إلى الخارج، كونها مدينة ترحب بزوارها ومتسامحة، هذه القيم هي نسيج لندن، وصفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تدمر كل ذلك، وتخاطر بتمزيق النسيج.
ويقاوم السيد كوربين حتى الآن فكرة التصويت العام على الاتفاق النهائي، قائلا إن الدولة يجب أن تحترم نتيجة الاستفتاء الذي عُقد في يونيو/ حزيران 2016.
تزايد أعضاء حزب العمل المطالبين باستفتاء جديد
وذهب 10 من أعضاء البرلمان إلى أبعد من ذلك، ودعموا دعوة الاستفتاء الجديد للبقاء في الاتحاد الأوروبي وفقًا للشروط الحالية.
وامتنع حزب العمل عن التعليق، الجمعة، ولكن يعتقد بأن غالبية حزب العمل ضد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ويمتلك السيد كوربين أكبر حكومة ظل، والتي تؤيد بأغلبية ساحقة معسكر بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، كما وقع خمسة نواب من حزب العمل في المنطقة الشمالية الشرقية على الرسالة والتي تدعم حملة التصويت الشعبي، وكذل أربعة في ميرسيسايد، وكذلك عمدة المدينة.
وأعلن اليساريون المناهضون لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أنهم سيقومون بجولة في بريطانيا هذا الصيف، في حملة لبناء معارضة لترك الاتحاد الأوروبي، داعين السيد كوربين إلى دعم معسكر البقاء في الاتحاد الأوروبي، والتفاوض على تسوية جديدة مع بروكسل.
ويمكن أن يتصاعد الصراع الداخلي في الحزب عندما يصوت مجلس العموم بشأن ما إذا كان سيتم بقاء المملكة المتحدة في السوق الموحدة في الأسابيع المقبلة، مع رفض السيد كوربين حاليا دعم الخطة.
ويتمثل موقف حزب العمال الحالي في أن عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي يجب أن تنتهي، وأنه على البلاد أن تترك السوق الموحدة والاتحاد الجمركي للتفاوض على علاقات جديدة لتحل محلها.